هل هناك امكانية لغش الادوية العربية

mainThumb

01-08-2023 11:23 AM

ارجو ان اقدم بهذا المختصر للقاريء العزيز اجابات لاسئلة عديدة تتحرك في ذهنه في مواقف كثيرة ، ربما يمر بلحظات منها بشكل مباشر ، او يتفاعل من خلالها مع موقف او مواقف بينه وبين افراد اسرته او زملائه في اماكن العمل او الدراسه، واني ادعي ان كل هذه الافكار والمعلومات هي نتيجة لتعاملى وتفاعلى مع الادوية خلال فترات عملي التي قضيتها في الصناعة الدوائية العربية والتي زادت عن اربعين سنه، عملت فيها في مواقع متعددة بداية من محلل كيميائي بمختبر للرقابة الدوائية وحتى عملت كمدير عام لاحدى الشركات الدوائية العربية الاردنية.
ما الدواء ؟
تجمع المراجع والدساتير على تعريف الدواء بشكل عام على أنه : أي مادة لها القدرة على تعديل او تغيير الوظائف الجسدية اوالحيوية الطبيعية للكائن الحي (إنسان/ حيوان/ نبات) حال امتصاصها ودخولها داخل جسده.
الدواء المناسب
هو الدواء الامن والفعال عند استخدامة بالطريقة الصحيحة ، وُيعرف الدواء الامن والفعال بأنه أي مادة تستعمل في علاج الأمراض، أو في تشخيصها، أو تلك التي تفيد في تخفيف وطأة وحدة المرض اوالوقاية منه، أو تلك التي تفيد في تعزيز الصحة البدنية والنفسية للكائن الحي.
الدواء المغشوش
هو الدواء الذي تاثرت صفاته الامنه والفعالة سلبا نتيجة لتعرضه لحالة من حالات الغش. ويمكن تعريف الغش في الدواء على انه اي عمل او اجراء يغير في كنه الدواء ويؤثر على نتائج استخدامه الذي وصف من اجله، وتعتمد مؤسسة الغذاء والدواء الامريكية تعريف الغش في الدواء على سبيل المثال على انه اختلاط مادة غير مناسبة مع المادة المناسبة التي يفترض ان تكون موجودة في الدواء لتحقيق الاهداف التي يستعمل الدواء ن اجل تحقيقها .
اما حقيقة حالات الغش فيمكم تلخيصها فيما يلي:
• ان يكون مستوى المادة الفعالة في الدواء غير المستوى المناسب لاستخدامها كدواء ، فان زادت انقلبت الى سم وان قلت لم تعد مفيدة .
• ان تكون المادة الفعالة في الدواء قد تعرضت الى مؤثرات خارجية غيرت من صفاتها وقدرتها على الاداء
• ان تكون المادة الفعالة قد فقدت قدرتها على الاداء نتيجة لطول فترة بقائها في الدواء
• ان تكون المادة الفعالة المستخدمة في الدواء مستبدلة بمادة غيرها.
• ان يستخدم في تصنيع الدواء مواد اضافية لها وظائف ضرورية ولكنها غير مناسبة
• ان يستخدم في تصنيع الدواء انظمة بكل مكوناتها وان تكون كلها او بعضها غير مناسب
متى يصبح الغش في الدواء ممكنا
• عندما لا يكون للجهات التشريعية سيطرة على موضوع الدواء بشكل شامل
• عندما لا يتميز صانع الدواء ومروجه بالصفات الاخلاقية
• عندما تكون الانظمة الصناعية غير مناسبة عموما
• وعندما يكون هناك حالة اقتصادية مشجعة او دافع قتصادي المغري
• عند جهل المستخدم في احتياجاته الفعلية وطريقة الحصول عليها
• عندما يمارس ابو العريف التعامل مع الاحتياجات للدواء
المكونات الاساسية التي تحكم الدواء
يتحكم في حالة الدواء امور متعددة
• الحاجة له .
• المعرفة المناسبة لبناءه وتصنيعه.
• الادوات والمدخلات المناسبة لصناعته
• التشريعات التي تحكم كل متعلقاته
• اقتصاديات الدواء
• مستوى ثقافة المجتمع بشكل عام وثقافته تجاه الدواء بشكل خاص
الصناعة الدوائية العربية
في الوطن العربي عدد يصعب احصائه من مصانع الادوية ، وهي صناعة ممتدة من شرق الوطن الى غربه ، وتغطي الصناعة الدوائية نسبة عالية من الاحتياجات الدوائية في الوطن عموما ، كما تغطي اصنافها معظم الاحتياجات ايضا ، الا ان بعض الاحتياجات وخصوصا الاساسية منها لا زالت تستورد من الخارج لاسباب متعددة:
• كان تكون حديثة الاكتشاف ولا زالت ملكيتها الفكرية محمية
• ان تكون صعبة التصنيع وتحتاج الى تقنية عالية ومكلفة
• ان تكون بحاجة الى خبرات خاصة في تصنيعها وهذه الخبرات غير متاحة في الوطن العربي
وبشكل عام فان الصناعة الدوائية العربية صناعة متميزة للاسباب التالية :
• هي صناعة قديمة وبالتالي فقد نالت من الخبرة ما يكفي لوضعها في مصاف الصناعات الجيدة
• صناعة الدواء العربي محكومة بالقوانين والانظمة الاكثر تقدما عالميا
• تعيش صناعة الدواء في بلاد العرب في بيئة من التشريع الصارم الذي تمارسة مؤسسات وطنية قادرة وعارفة بما هو مناسب وما هو غير مناسب.
• تخضع صناعة الدواء العربية بنظام تسعير يجعلها متميزة سعريا الى حد كبير يجعلها قادرة على الاستمرار في العمل وتطويره في جو تنافسي قوي.
• تمنع كثير من الانظمة العالمية الحماية والاحتكار الا ان الادوية العربية تظل محمية بالمواطن وثقافته وانتمائه.
وبسبب هذه المعطيات يصبح من الصعب جدا ممارسة الغش في الصناعة الدوائية العربية ، خصوصا ان القوانين والانظمة التي تحكم الصناعة وامكانيات وادوات الصناعة يتم متابعتها والتاكد من صلاحيتها من جهات داخلية ووطنية واقليمية وعالمية ، وان البعد الاقتصادي الدافع للغش غير مؤثر في الصناعة الدوائية العربية حيث ان الاوضاع الوطنية والانتماء العقائدي والاخلاقي في صناعة الدواء في بلاد العرب يقف حاجزا قويا امام مفاهيم الغش في اي شيء وخصوصا في الدواء، كما انه لا بد من التوضيح بان اقتصاديات الدواء في كل بلد العالم محكومة بانظمة واجراءات تاخذ بعين الاعتبار اقتصاديات صناعة وحاجات وتوزيع الادوية والمنافسات المتاحة.
اذا .. هل هناك امكانية لغش الادوية العربية؟
الا ان الغش بالدواء العربي خارج اطار السيطرة الصناعية وارد وممكن ، وينطبق عليه ما ينطبق على الغش في الدواء بشكل عام ولكن ذلك يتم بالتاكيد خارج نطاق التصنيع ، فالصناعة الدوائية العربية لا تتحمل تخزين الدواء في المستودعات خارج المصانع بالشكل غير المناسب مثلا بالرغم من تشديدها على توضيح الممارسات الجيدة في التخزين ،
ولا تستطيع الصناعة الدوائية العربية ان تتحمل مسؤولية استخدام دواء قد تم اتلافه بحضور الجهات الرسمية الحكومية المسؤولة عن ذلك ،
وفوق ذلك فان وسائل الغش التجاري في عنونة المواد المستوردة والتي تخضع للتقييم والتحليل والضبط من الممكن التلاعب فيها من قبل الاخرين بحيث يصعب كشف الغش فيها من قبل مصنعي الادوية الا ان هناك خطوات تتخذ للحد من امكانية التلاعب في المواد من خلال اعتماد موردين يتم التاكد من اتقانهم لاعمالهم حسب المطلوب علميا وعمليا وقانونيا.
الخلاصة
الادوية المصنعة في الوطن العربي ادوية جيدة ولا يمكن ان تكون مغشوشة بالتعريف العلمي للغش ، وذلك لان اقتصادياتها مجزية ، وانها تخضع للسيطرة والقوانين الصارمة عند الترخيص والتصنيع ، وان معظم العاملين فيها هم من ابناء الامة التي تعتبر ان الغش عيب اخلاقي غير مقبول .

اقرأ أيضاً :



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد