ماذا بعد قانون الجرائم الالكترونية

mainThumb

21-08-2023 07:27 PM

في الوقت الذي يشهد الوطن هذا التباعد بين الشعب وهو مصدر السلطات كما يقول الدستور ، شأنه بذلك شأن كل الدساتير في العالم التي تؤكد أن الشعب في أي بلد في العالم هو مصدر السلطات ، ولكن هل تؤمن الحكومات الأردنية المتعاقبة  خاصة في الربع القرن الأخير بهذا الشعب الذي تتحدث باسمه وتأخذ القروض من صندوق الفقر الدولي باسمه ، بهذا الكلام أو أن هذه الحكومات وخاصة هذه الحكومة اذا جاز أن نسميها كذلك شأنها شأن سابقاتها بل وزادت عليها ترى بالشعب أنه لا يزال ما دون الطور الأول من الوعي السياسي ، وبالتالي لا بد من الوصاية والمراقبة والمتابعة وهي بذلك تطبق ما جاء في رواية (1984م ) للأديب البريطاني المعروف جورج اوريل عن متابعة ومراقبة الأخ الأكبر لكل أمور حياتك ومراقبة حتى أفكارك ؛ لذلك اخترع شرطة أسماها بوليس الفكر حيث يكون دورها تحاربك تحت عناوين محتلفة وتخترع لك أفكار قد تفكر بها في المستقبل .

لذلك اخترعت لنا هذه الحكومة قانونا  اسمه قانون الجرائم الالكترونية وتعديلاته التي سوف تتجاوز حتى ما ذهب اليه جورج اوريل في روايته الشهيرة عن بوليس الفكر الذي يتابعك ويراقبك ويعد عليك حتى الأنفاس .

لم تكترث الحكومة كعادتها بالاحتجاجات الشعبية ولا حتى الانتقادات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة من خلال لجان حقوق الانسان التي دعتها للتراجع عن ذلك القانون .

هذاهو العالم الذي اؤمن به ولا يهمني انتقادات غيره فليقولوا ما يشاءون من الانتقادات ، أما الشعب الأردني في نظر حكوماته وأكثرها سوءا هذه السلطة ، فهو شعب قاصر يحتاج لمن يفكر عنه ويعمل باسمه .

ويبقى السؤال ، لماذا الحكومات في الأردن لا تعيش الا حالتها الخاصة ؟ ولماذا تقزمت كل القيم والمعاني والمباديء السامية وأصبح المواطن الأردني غريبا في وطنه ...
لماذا أصبحت الحكومات خاصة هذه السلطة أبعد ما يكون عن الشعب والوطن ونبضه ؟

بقي أن أقول انقذوا الأردن وشعبه قبل أن لا تجدوا ما تنقذوه .
ولا عزاء للصامتين .






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد