بيت علي الوردي
كان صوتها متهدجاً وحرقتها موجعة وهي تطالب باستعادة منزل عائلتِها. منزل عتيق في كاظمية بغداد استولى عليه أحد معدومِي الضمير. سمعَ التسجيلَ آلافُ العراقيين من التلفزيون، ثم انتشر في كل وسائل التواصل. قالت السيدة السبعينية إنَّ الأسرةَ التجأت إلى القضاء وحصلت على أحكام بالإخلاء من المحكمة، لكن شاغل البيت يرفض الخروج منه. إنه يستقوي بعشيرته. وهي لا عشيرة لها تستقوي بها. فقد تعلَّمت من والدها أنَّ المواطنين سواسية أمام القانون. من هو والدها؟ إنه طيّب الذكر الدكتور علي الوردي، عبقري علم الاجتماع في العراق، وصاحب كتاب «وعّاظ السلاطين».
إنَّ الحصول على الحق مكانه المحاكم، لا جلسات الشيوخ. وبما أنها غابة يحكمها الأقوى فقد التمست ابنة علي الوردي من أهل الحكم أن يتدخلوا لتنفيذ القانون وإعادة البيت للعائلة. وهي لا تنوي السكن فيه، بل تحويله إلى متحف لآثار الوالد وكتبه ومقتنياته. عاش أبوها ومات وهو يدافع عن آراء خرقت الأفكار البالية التي حكمت مجتمعه.
بعد فضيحة التسجيل الذي سرى سريان النار في الهشيم، انتخى وزير الداخلية وأرسل قوة من الشرطة لطرد الشخص المتجاوز من المكان، ووضع حراسة على البيت تمهيداً لتسليمه إلى أصحابه الشرعيين. يبقى أن هناك آلاف المنازل، التي استولى عليها أصحاب الأذرع الطويلة، وتركوا أصحابها يعيشون بحسراتهم. كثيرون يخافون الذهاب إلى المحاكم أمام التهديد بالقتل. يقولون له: بلّ قرار القاضي واشربه.
آمن علي الوردي بالعلم وبأن الأفكار تتطور كالأسلحة. والذي يتمسك برأيه هو كمن يحمل سيف عنترة بن شداد في مواجهة مسدس سريع الطلقات. كان جده يشتغل في تقطير الورد، وهو قد عمل في طفولته صبياً لعطّار مقابل خمس روبيات في الشهر. درس في مدرسة مسائية وجاء ترتيبه الأول على العراق في الثانوية. حصل على بعثة للدراسة في الجامعة الأميركية في بيروت ثم نال الدكتوراه من جامعة تكساس في الولايات المتحدة. كان واضحاً في عرض أفكاره. أدرك أن تجديد الفكر لا يعني التشدق بالمصطلحات الحديثة، بل بتغيير شامل في المقاييس الذهنية للأفكار. لكن الإنسان قد يفشل في بحثه عن الحقيقة، ويكون مضطراً لأن يخلق بأوهامه حقيقة خاصة به تعينه على حل مشكلات الحياة. كتب: «أن تطلب من الظالم أن يكون عادلاً كطلبك من المجنون أن يكون عاقلاً».
يذكر أبناء جيلي الدكتور علي الوردي وهو يتوجّه متمهلاً، محنيّ الظهر، إلى قاعة الدرس في كلية التربية في الوزيرية، يرتدي معطفاً أسود ويعتمر سدارة فيصلية. يقول للطلاب والطالبات إنّ العقل سلاح ذو حدّين. وما نقول عنه اليوم إنَّه غير معقول، قد يصبح معقولاً غداً. ومن يعتقد أنه عاقل في كل حين هو مجنون دائماً.
أفكار واضحة كانت ثورية في حينها، وما زالت. عاش الوردي مسالماً لكنه عانى من التضييق. إن قنبلته في رأسه. خاف من بطش المتحجرين من سدنة العقائد ومن حكام يحتكرون فضاء الفكر. مُنع من السفر لتلبية دعوة من جامعة أوروبية فغضب وأوصى بأنه لا يريد بعد وفاته جنازة يحضرها الرسميون. وهكذا كان. مات في يوم حار من صيف 1995 ولم يشيّعه سوى المقربين.
زاره صديقه الدكتور قاسم حسين صالح في بيته، حين كان مريضاً وكانت الزيارة الأخيرة. قال وهو يحدس أنها النهاية: «أتدري ماذا يعوزني الآن؟ إيمان العجائز».
الملك لغوتيريش: الأردن يرفض التهجير القسري للفلسطينيين
القوات المسلحة تنفذ 3 إنزالات على غزة
الملك يلتقي عددًا من الزعماء على هامش قمة البحرين
مطالبات مالية على مئات الأردنيين .. أسماء
الملك وعاهل البحرين يحذران من عواقب اجتياح رفح
المخيمات تثمن خطاب الملك في قمة البحرين
انخفاض أسعار البنزين والديزل وارتفاع الكاز عالميا
دورة تعليمية لأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة
ضبط اعتداءات على خطوط المياه في الجيزة
إحالة موظفين في الوزارات إلى التقاعد .. أسماء
شروط ترخيص المؤسسات التعليمية .. تفاصيل
السيسي بقمة البحرين:إما مسار السلام أو الفوضى والدمار
عباس بقمة البحرين:حماس أعطت الذريعة لإسرائيل لقتل الفلسطينيين
الفئات المعفية من أجرة الباص السريع عمان - الزرقاء
انطلاق أولى رحلات الباص السريع من الزرقاء لعمان .. فيديو
تطورات الطقس خلال الأيام الثلاثة القادمة
تعميم من وزارتي الداخلية والعمل:الإبعاد خارج الأردن
اليرموك تفتح باب الابتعاث بشكلٍ غير مسبوق .. تفاصيل
مواطن يجهّز 103 نياق لنحرها ابتهاجا بزيارة الملك للزرقاء .. فيديو
حديث وزير الداخلية عن الخمّارات للنائب العرموطي
تعبئة خزان الوقود صيفا مضرّ أم مفيد .. جواب المعهد المروري
تفاصيل الحالة الجوية من الأحد حتى الثلاثاء
الجمعة .. منخفض خماسيني والارصاد تحذر
الأردن: فتاة تقع ضحية مواقع التعارف .. تفاصيل مؤلمة
9 دول صوتت ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة .. أسماء