حميدتي مات… فأين الجثة!
عمّان- وكالات- السّوسنة
أشارَ الصّحفي المصريّ، في مقالٍ له، إنّ غيابَ "قائد قوات الدعم السريع، الذي طالَ، إلا من تسجيلات صوتية، مثلت فرصة ذهبية للقول إنه قتل، ولم يترك الأمر للعامة، ولكن تبناه سياسيون، وكان أحمد طه، مذيع قناة «الجزيرة» مباشر، محظوظاً إذ أُعلن في حضوره هذا الخبر مرتين، من شخصيتين مسؤولتين؛ السفير السوداني في ليبيا، ومبارك الفاضل (بإذن الله) رئيس حزب الأمة"
وأشار إلى أنّه "لا نعرف سببًا وراء أن يضحي سياسي بمصداقيته بإذاعة خبر غير صحيح كهذا؟".
وفيما يلي نصُّ المقال كاملًا:
«جاءك الموت يا تارك الصلاة»! وكان الموت هو الفريق والمهيب الركن محمد حمدان دقلو، وشهرته حميدتي؛ إذ ظهر على الشاشات صوتاً وصورة، بينما الفريق والمهيب الركن (أيضاً) عبد الفتاح البرهان في طريقه لإلقاء خطابه في الأمم المتحدة، فتقاسم معه الخبر، والظهور، ولم يمكنه من الانفراد بالمشهد، فقال خصومه، بل هو الذكاء الاصطناعي!
قائد قوات الدعم السريع كان قد اختفى، وطالت غيبته، إلا من تسجيلات صوتية، مثلت فرصة ذهبية للقول إنه قتل، ولم يترك الأمر للعامة، ولكن تبناه سياسيون، وكان أحمد طه، مذيع قناة «الجزيرة» مباشر، محظوظاً إذ أُعلن في حضوره هذا الخبر مرتين، من شخصيتين مسؤولتين؛ السفير السوداني في ليبيا، ومبارك الفاضل (بإذن الله) رئيس حزب الأمة، ولا نعرف سبباً وراء أن يضحي سياسي بمصداقيته بإذاعة خبر غير صحيح كهذا؟
معالي السفير، ليس مطلعاً على ما يجري في الكواليس، لأنه يقطن بعيداً عن السودان، «والبعد جفا»، كما قالت العرب، وقد حذفت الهمزة من مفردة «جفاء»، احتراماً لها من أن تكون على الأرض، وليس فوق «السطوح»، ومن الواضح أنه تم استغلال طيبة قلبه، لتمرير هذه المعلومة، وفي حضور أحمد طه الأكثر مشاهدة لدى الأشقاء في السودان، إلا أن مبارك الفاضل بدا لي أنه جزء من خطة الترويج لهذا الخبر، لإجبار حميدتي على الظهور، فكان لا بد من التحدي له بأن يظهر إن كان على قيد الحياة، فلما فعلها قالوا بل هو الذكاء الإصطناعي أيضاً، يبدو أنهم كانوا طيلة الفترة الماضية يقومون بعملية تصنيع روبرت كهيئة حميدتي!
الاستقواء بحملة السلاح
أزمة النخبة السودانية من كافة الأطياف في الاستقواء بحملة السلاح، فبينما يستقوي الإسلاميون (الكيزان) بالجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، فإن القوى المدنية واليسارية تستقوي بالزعيم الأباصيري الشهير بحميدتي، ظنا منهم أنه إذا فاز في المعركة سيقيم دولة مدنية، ويسلم الأقليات السياسية الحكم بدون انتخابات، مع أن الحرب إذا ألقت أوزارها بانتصار أحدهما فسيكون هو «الحاكم الضرورة»، ليس لفترة انتقالية، ولكن «مدى الحياة»، وإذا انتهت على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، فسوف يحكم الفرقاء. والكيزان يدركون أنهم لو خاضوا الانتخابات فسوف يحصلون على الأغلبية، وخصومهم يقدرون ذلك، لذا فقد كانوا مع مد الفترة الانتقالية للأبد، ولكم أدهشني بعد عزل البشير، أن تطالب هذه القوى بأن تمتد الفترة الانتقالية لعامين، في وقت كان الجيش يقول إنها ستكون عاماً واحداً، وعندما قال الجيش إن الفترة الانتقالية عامين، قالوا نريدها ثلاثاً، ثم قالوا نريدها أربع سنوات، وقدموا تجربة حكم بائسة، وقد كانت الأقدار رحيمة بهم لأنها لم تكتمل، لا سيما في باب إلغاء التمكين، الذي لا يعني تمكين أصحاب الكفاءات، ولكن تمكين عناصرهم، وارتكبت مظالم تذكرنا بزمن التأميم والانتقام في مصر!
الحل هو في وحدة مكونات المجتمع، على قاعدة مشاركة لا مغالبة، في الفترة الانتقالية، وعفا الله عما سلف، والطلب من الجيش ومليشيات الدعم السريع أن تعود الى ثكناتها غير منحرفة لقتال، عندئذ سيتحالف حميدتي والبرهان ويضربان الشعب، لكن الأزمة في أن قوى «قحت» تريد باسم الثورة أن تقصي الأغلبية وأن تحكم في حماية الدبابة، وإذا خسروا البرهان، فهم يأملون في الانفراد بالحكم بواسطة قائد الدعم السريع، فكان رد الطرف الآخر بأن حميدتي مات!
طه كان لها… ومبارك لله دره
موقف لا يحسد عليه أي مذيع تلفزيوني عندما تستغل شاشته في تسريب أخبار غير صحيحة، وعندما يتحول الضيوف إلى أدوات في الصراع السياسي أو العسكري، لكن أحمد طه كان لها، وكان واعياً لهذا الاستغلال غير المسؤول، ودخل في نقاش حول صحة ما قاله كل من؛ مبارك الفضل، والسفير السوداني في ليبيا، وعلى نحو يصلح أن يكون درساً في كليات الصحافة والإعلام، لكيفية تعامل المحاور مع هذا الصنف من الضيوف!
قال مبارك (لله دره فقد ذكرنا اسمه بالمخلوع) إن الدعم السريع الآن ليس له قيادة بعد مقتل حميدتي في 16 مايو/ آيار، وسأله طه عن مصدر هذه المعلومة، وإن كان لهم عيون داخل الدعم السريع، فقال إنهم (ربما يقصد حزبه) أصحاب نفوذ في منطقة دارفور، هي التي مدته بصحة المعلومة، فلما سأله مذيع مباشر عن التسجيلات الصوتية؟ قال مبارك (لله دره): ذكاء اصطناعي، والحال كذلك فقد كان ينبغي أن يتم سؤاله: وأين الجثة وتفاصيل عملية الاغتيال والدفن.. هل صلوا عليه؟!
لقاء سفير السودان في ليبيا سابقاً على هذا اللقاء، لكن من الواضح أن هناك وقتاً في فقرته سمحت بالمزيد من طرح الأسئلة والجدل، فيسأله أحمد طه: حميدتي مات؟ فيؤكد الرجل أنه مات، فيسأله إن كانت لديه معلومة مؤكدة بذلك؟ فيرد في شموخ أن لديه معلومة مؤكدة. هل تلقيت هذه المعلومة من البرهان؟ فيرد: إن البرهان لا يتصل به. ولماذا لم تصدر القوات المسلحة بياناً بهذا المعنى؟ فيرد: القوات المسلحة مسؤولة عن قراراتها.
لو فكر الضيفان الكريمان، لوجدا من المناسب لمثل هذه «الطلعات الجوية» أن تكون في الثواني الأخيرة من الفقرة، ويا حبذا لو كانت «الطلعة» بينما المذيع يشكرهما وليس لديه الوقت الكافي للجدل والنقاش!
ما علينا، فالذين قالوا بموت حميدتي، بنوا روايتهم على أنه لو كان حياً لظهر صوتاً وصورة، فلما فعلها قالوا إنه الذكاء الاصطناعي أيضاً، والحال كذلك فلو ظهر يمشي بين الناس سيقولون إنه الرجل الآلي، والذي سرب خبر وفاة السيسي ظل لفترة ليست بالقصيرة يقول إنه الشبيه!
يقولون إن سبب عدم ظهور حميدتي في فيديو أنه كان مصاباً، وهذه هي الرواية الأكثر واقعية، وإن كان أنصاره أرجعوا التحدي بظهوره على الهواء مباشرة هو لكي تتمكن مخابرات الدول الحليفة من تحديد موقعه ومن ثم استهدافه بصاروخ يريح السودان، والبرهان، والكيزان، و»لا يزيد قحت إلا خسارا»، وإن كان ليس مضمونا تماماً أن يستمر البرهان حليفا مع الكيزان، وهو يعلم أن اختياره من جانب البشير مع أنه ليس «كوزاً» ضمن حيطته، تماماً كما صنع البشير الدعم السريع لأي حركة غدر من جانب الجيش!
والبرهان نفسه جاء ليكرر أخطاء البشير، بأن دعم حميدتي وسمح لقواته بالدخول للعاصمة على غير المقرر لتكون قوة تسند رغبته في الحكم في حال رفض الجيش، مع أن حميدتي باع البشير عند أول منعطف، فلما تبين له إنه تجاوز مرحلة «الحرس الشخصي»، كانت الحرب صراعاً على السلطة وليس بدافع المبادئ والقيم!
سياسياً؛ انا أتمنى انتصار الجيش السوداني، وأن ينهي الدعم السريع تماماً، على أن يعود الجيش لثكناته بعد تسليم السلطة للمدنيين عبر انتخابات نزيهة. وإعلاميا؛ أرى ضرورة فضح من يروجون أخباراً غير صحيحة ويستغلون في هذا المنابر الإعلامية، مع منح المشاهد فرصة للتشفي فيهم!
عندما ينقشع الغبار، سيكون رائعاً أن يستضيف أحمد طه، مبارك (لله دره) وجناب السفير في الاستوديو معا، لتقديم حلقة فكاهية معهم!
إن على مبارك وصحبه أن يميزوا بين منصات التواصل التي تحتمل العبث، والقنوات التلفزيونية التي ليست هي منصة فيسبوك!
صح النوم!
_____
من مقال للصحفي المصريّ سليم عزوز في (القدس العربيّ)، بتاريخ: 11.09.2023
القوات الإسرائيلية تحت النيران وبيانات من المقاومة
مهم بشأن تخزين السدود والهطول المطري
أميركا وألمانيا تصدرتا مانحي خطة استجابة الأردن للأزمة السورية
مشاركة أردنية في اجتماع المجلس الدولي للتمور في الرياض
صواريخ المقاومة ترعب سكان جنوب تل أبيب
فيديو للراقصة جوهرة ورانيا يوسف يثير الجدل
أطعمة تزيد نشاط الجسم وتمده بالطاقة
مهم للمواطنين بشأن أسعار الذهب محلياً
ريهام عبدالغفور توجه رسالة مؤثرة لوالدها
الأرحام الاصطناعية ستمكن من الإنجاب في سن متقدم
نيكاراغوا تدعم فلسطين وتصف هجمات إسرائيل بالوحشية
الأردن استورد 175 ألف تابلت خلال 120 يوماً الماضية
ولي العهد يطمأن على صحة الشناينة
بيان هام من الضمان الاجتماعيّ .. تفاصيل
إحالات للتقاعد المبكر في التربية .. أسماء
تخفيض أسعار المشتقات النفطية .. تفاصيل
مستجدات حالة الطقس حتى منخفض الثلاثاء .. تفاصيل
الأردن .. إحراق مركبة نائب وتحطيم سيارات ووفاة شخصين
وظائف شاغرة ودعوة لاستكمال إجراءات التعيين .. أسماء
الإعلام العبري: مقتل 75 جندياً إسرائيلياً خلال ساعات
رياح تُزيد الإحساس بالبرودة .. مستجدات الطقس
تحذير مهم من الجرائم الإلكترونية للمواطنين
الاثنين .. سعر غرام الذهب الأكثر رغبة لدى الأردنيين
التحقيق بقضايا فساد بامتحان التوفل وأموال زكاة ومركز أبحاث .. تفاصيل