هل نجحت الحكومة في تبديد المخاوف من مطعوم MR .. ولماذا التشكيك ومَن المستفيد؟

mainThumb

03-10-2023 12:29 AM

عمّان– السّوسنة – هبة الرّبيع
تصدَّرَ موضوعُ مطاعيم الحصبةِ والحصبةِ الألمانية MR التي تُعطى لطلبة المدارس ورياض الأطفال والحضانات، حديث الشارع الأردني ومواقع التواصل، ووسط الضجّةِ الدائرة حول هذا الموضوع، وجد البعضُ أنّ الفرصة سانحة لدسّ الشائعات بين المواطنين ورواد مواقع التواصل، وإثارة الرعب من خلال المبالغة واختلاق القصص والتجارب غير المنطقية.
وانقسمت أراء المواطنين بين مَن اعتبرَ التطعيم ضروريًا لحمايةِ الأطفال من الأمراض الفتاكة وخطر تفشيها، وبين مَن يعتقد أنّ هذه المطاعيم غير آمنة وتؤثر سلبًا على صحة الأطفال، وأنّ ثمة مؤامرةٌ وراء فرضِها على الشّعب.

آراءٌ مؤيّدة:

وفي هذا الشأن، رصدت "السّوسنة" أراءَ بعض المواطنين والأهالي على مواقع التواصل حول مطعوم MR ، فقال (عيد. س): "رح أخلي أولادي يوخذوا المطعوم وبلاش نظرية المؤامرة والتشكيك، وكتب (سليمان. ن): "للأسف لغة التشكيك والخرافات تنتصر على العلم"، وقال (أنور.ن) مدافعًا عن الحملة الوطنية للتطعيم: "الإشاعات حول التطعيم باطلة فعلى أولياء الأمور ضبط النفس"، وكتبت (أسماء.م) ساخرة: "بتطعموا أولادكم شيبس وحلويات مضرة وأطعمة مليئة بالصبغات والملونات وخايفين من التطعيم؟!".


آراء معارِضة:
أما بعضُ المعترضينَ على حملة التطعيم، فكانت وجهة نظرهم تتناقض مع ما ورد في الأعلى من تعليقات، حيث كتب (ح. ق): "بالتزامن مع ظهور وباء جديد يجب مقاطعة تطعيم طلاب المدارس لعدم وجود مبررات لهذه الحملة"، وكتب (م. ش): "لا نؤيد إعطاء المطعوم المستورد للأطفال"، وتساءل (ن. ف): "طالما المطعوم ما وصل الأردن وتأخر كيف عرفتوا إنّه آمن؟"، هذا وامتنع الكثير من الأهالي عن إرسال أطفالهم إلى المدارس والحضانات خشية إجبارهم على أخذ المطعوم.

تطمينات حكومية:
تحاول الحكومة والجهات المختصة امتصاصَ الغضب الشعبيّ وطمأنة الناس حول المطعوم الذي سيُعطى لأطفالهم من خلال التصريحات المستمرة والمبنية على دراسات علمية وأرقام موثوقة، وإقامة المؤتمرات الصحفية للإجابة عن تساؤلات المواطنين والرد على الإشاعات التي تغلغلت في الشارع الأردني، ومحاسبة مطلقي الشائعات استنادًا إلى قانون الجرائم الإلكترونية.

فأكد وزير الصحة الدكتور فراس الهواري، خلال المؤتمر الصحفي، الذي أقيم الإثنين، ضرورة القضاء على مرض الحصبة أو الحصبة الألمانية؛ لأنه مرض شديد العدوى، خاصة بعد تسجيل 163 حالة منذ شهر إبريل (نيسان) الماضي، مبينًا أن المطعوم آمن وفعّال ومجاز من المؤسسة العام للغذاء والدواء، كما أنه استخدم عام 2013، خاصة أنّ مرض الحصبة سريع الانتشار والعدوى، وشديد الخطورة على الأطفال.
من جهته، قال وزير التربية والتعليم وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور عزمي محافظة، خلال المؤتمر الصحفي، إنّ الشركة المنتجة لمطعوم (MR) مسؤولة عن إنتاح 80 بالمئة من المطاعيم في العالم، وإن ما أثير حول المطعوم ليس له أساس علمي.
وأكّد أنّ الدراسات أثبتت سلامة المطعوم ومأمونيته، وأن ما يثار من حملات حول المطاعيم في الأردن دخيل على مجتمعنا وغير مسؤول، مشددًا على أن مرض الحصبة من الأمراض الفتاكة ومضاعفاته خطيرة جدًا على الأطفال ويجب حمايتهم عبر إعطائهم المطعوم.
أمّا رئيس المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية بالوكالة، الدكتور محمد اليحيى، فقال: إنّ المركز لاحظ ارتفاعًا في إصابات الحصبة في الأردن منذ نيسان الماضي، وأن هذا المنحنى الوبائي المتناقص يستدعي وجوب توفر لقاح.
وأكد أنّ لقاح الحصبة والحصبة الألمانية (MR)، آمن وفعال في إنقاذ حياة الأطفال، ولا توجد أي دراسة علمية منشورة تشكك بمأمونيته، فالحصبة مرض مميت ومعد للغاية، ويمكن الوقاية منها بسهولة عبر التطعيم.

أول دعوى قضائية تتعلق بالمطعوم:

وفي سياق متصل، سجلت قضية تحقيقية أمام النيابة العامة متعلقة بنشر أخبار كاذبة أو معلومات تستهدف الأمن والسلم المجتمعي، حيث تلخصت وقائع هذه الشكوى بقيام المشتكى عليه ببث تسجيل على منصات التواصل الاجتماعي وعلى بعض التطبيقات تتعلق بنشر أخبار كاذبة ضد الحملة الوطنية للتطعيم التي أطلقتها وزارة الصحة أخيرا، وما زالت القضية قيد التحقيق أمام المدعي العام المختص.
ووسط هذه الدوامة بين الشد والجذب والتصريح والنفي والانكار، ولعبة شد الحبل بين الحكومة والشعب، أين تكمن الحقيقة ومن سيفرض رأيه في النهاية العِلْم والتجارب أم المخاوف والفزع؟ ربما الحقيقة ستنكَشِفُ خلال الأيام القادمة، وما يهمّنا في النهاية سلامة أطفالنا وصحتهم لا الاستقواء وفرض الرأي وكأننا في معركة.
ونكرر أخيرًا التساؤلَ الذي عبّر عنه وزير الاتصال الحكومي الدكتور مهند مبيضين: هل ستلحق الحكومة الأذى بمليونَيْ طفلٍ أردني..؟ !!! ، فأيّ عاقل يمكنٌهُ تصديقٌ ذلك؟!

وأسئلةٌ أخرى برسمِ الإجابة: ومَن المستفيد من حملات التشكيك وبث الخوف والرعب في قلوب الأهالي.. ولماذا..؟ وهل المواطن فقد الثقة بالحكومة فعلًا؟ ألم تستطع الحكومة إعادة بناء جسور الثقة مع الشّارع الأردني؟ وأين كانت طيلة المدة الماضية؟.. ولماذا.. تسجيل صوتي واحد هيّج شعبًا كاملًا ضدّ المطعوم..؟؟ أسئلة كثيرة بحاجة إلى إجابة.. أو إجابات.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد