الاحتلال .. ينتصر كَذبًا على 614 طفلًا .. وآلاف العُزّل

mainThumb

14-10-2023 01:23 AM

 

* الاحتلال يقوم بإبادة جماعيّة في قطاع غزّة. وبعدَ قطع الماء والكهرباء.. الليلة قامَ بقطع تغطية الإنترنت. والاحتلال بموافقة وأسلحة وغطاء أمريكيّ وغربيّ قتل نحو 1900 شهيدٍ.. ونحو 7 آلاف جريح، منهم 614 طفلًا، والاحتِلال النّازِيّ يرتكب إبادة ومحْرَقة جديدة، ويصرِّح وزيرُ "دفاعِهِ" بجانِب نظيره الأمريكيّ أنّ "العرقِ" اليهوديّ قويّ وسينتصر، في مغالطة تاريخيّة ومنطقية وفي أكبر كذبة تصدّر للكون حولَ وجود عرق ينتمي إلى دين معيَّن.

* الاحتلال يقوم بتطهير عرقيّ، وبادعاء وكذب.. وبتهجير للمدنيين، وبعدَ أن قامَ جزء منهم باللجوء من شمال القطاع إلى جنوبه قام بقصفهم في الطّريق. غزّة وحدَها الآن، إلّا من الله، العُزّل والمقاومة بمعداتها القليلة جدًا أمام جيش وحشي وعتاد أممي. وإنّ الأمر يفوق الكلام.. والوصف.... ووالله إنّنا نقرأ آياتِ الله كأنّنا نقرؤها للمرة الأولى تمامًا.. كأنّها تخصّنا وحدنا... "أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ"....

* جرت نكبة 1948.. في ذلك الوقتِ الذي كانَت فيه التغطية الإعلاميّة والصّحفية قليلة وليست مثل اليوم، ووسائل التواصل غير موجودة، أبيدت قرى بأكملها وهُجّر الملايين.. وقامت دولة الاحتلال على أنقاض الجثث والقرى المهجّرة والمهدمة. الآن.. في 2023.. نكبة تامّة تجري بموافقة العالم كلّه و"وأصبح موتُنا" فرجة.. وحدثًا طبيعيًا.. والاحتلال يقصف المشافي والإسعاف والبشر والشجر والأطفال والرّضع والأجنّة في بطون أمّهاتهم.
* يبدو أنّه ولغاية الآن، الحديث عن "محور" للمقاومة هو حديثٍ للاستعراض الإعلاميّ، الاحتلال ينتهك لبنان ويقصف منتصف دمشق. ولغاية الآن.. غزّة وحدها تمامًا. وسط وقاحة دولية وأمريكيّة تضاف إلى وقاحة الاحتلال.
* استجداء العالم ليسَ حلًا أبدًا. وبنفس الوقت.. لا نتوقع أن يقوم أي أحد بأيّ شيء. لو كانَ تمّ اتخاذ موقف واحدٍ فقط منذ عشرات السّنوات لما وصلنا إلى هذه المرحلة، ومنذُ الستينات.. نقول لو أنّ هناك جرأة لوقف النفط العربي.. لو. لو. لو.... "رموكَ في بئرٍ وقالوا لا تُسلِّم"، قال محمود درويش.
* الاحتلال معني بإعادة هيبته أمام "سكّانه".. وهو حينَ يعلن أنّه ألقى 6000 طن من المتفجّرات هو يخاطبهم، ونتنياهو يسعى لتقاسم الهزيمة والكارثة بحكومة الطوارئ.. وفرص أن يقوم الاحتلال بمجازفة لدخول غزّة بريًا مرتفعة، ودعواته لإفراغ القسم الشّمالي يعني أنّه يريد دفع الفلسطينيين باتّجاه مصر، وتقليص حدود القطاع، والسيطرة بأسرع وقت على أكبر قدر من الأرض ليخفف الضّغط الشّعبي المتوقّع. أمس قام مجموعة من "المستوطنين" بطرد عدّة وزراء وشتمهم، ومن المتوقّع والمفترض أن يكون هناك ضغط على حكومة الاحتلال من سكانها بسبب استمرار وجود "الأسرى" لدى المقاومة.. وإنّ الدخول البريّ إلى القطاع ليسَ سهلًا.. راجعوا محاولة دخول "المارينز" إلى كركوك.
* هذه الحرب يمكن أن تتدحرج إلى حربٍ إقليمية.. نعم ممكن بفرص قليلة جدًا. الأرجح أنّ غزّة ستموت وحدها في الظلام والعطش وانقطاع التغطية. إنّنا عاجزون جدًا.. والعجز يقتل. وإنّنا نشعر بالخجل...
* الإعلام الغربي دائمًا منحاز. رويترز نعت مراسلها (عصام العبد الله) الذي قتله الاحتلال بقصف لبنان دون أن تذكُرَ مَنْ قتله، أوردت الخبرَ بضمير الغائب (قُتِلَ). الإعلام الغربيّ يتعمّد الانحياز.. وتزييف الحقائق. والعربيّ أيضًا.

* العالم يدرك حقيقة ما يجري، وهذا تواطؤ متعمّد ومقصود. مواقف روسيا التي جاءت هذه المرّة أكثر تقدمًا تدلّ أنها كانت تعلم تمامًا وتفهم ماذا يجري. وإنّ تقدّم مواقفها يخدم مصالحها في التّناقض مع الغرب والرواية الغربيّة.

* عشراتُ الشّهداء في الضّفة، وشبانها يقاومون بطرق أكثر بدائيّة، يرمون أسطوانات الغاز على الحواجز، وليسَ لديهم غير أجسادهم العارية ساروا بها إلى نقاط التّماس، وشعوب عربيّة حيّة بالآلاف في مظاهرات دعمًا لفلسطين. 

* قام الاحتلال بتسليح المستوطنين، فوقَ سلاحهم.. واليوم من مسافة صفر أطلق مستوطن النار على فلسطينيّ في مسافر يطّا بالخليل. هؤلاء هم "مدنيوه".. الذين يدين العالم استهدافهم.

* رغمَ كلّ ما يجري وجرى.. فإنّ عندنا ثقة مطلقة بالنّصر، وبالمقاومة، وإنّ الموت لم يثنِ الفلسطينيين يومًا عن مقاومة الاحتلال، وإنّ الاحتلال قتل قرابة 8 آلاف شهيد فلسطينيّ منذُ 2009. وتولد وولدت أجيال جديدة "تحمل المقاومة ثانيةً".. وهذا حقّ الفلسطينيين في الدّفاع عن أنفسهم وأرضهم.

* يدفنُ الشّهيد ويكفّن في لباسه.. لكن هدّني اليوم رجلٌ يكتب من غزّة: "ليسَ لدينا أكفانٌ حتّى". مشاهد كأنّها من يوم الحشر.. العدوان مستمرّ.. ويدخل يومه الثامن.. وليسَ لفلسطين إلّا الله، وليسَ لنا إلّا يقين وجدناه في صدورنا،.. أنّ النصر قادم أبدًا.. وحتمًا.

اقرأ أيضًا:

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد