خلة إبليس

mainThumb

27-10-2023 10:58 PM

خلة إبليس: في لواء بني كنانة تعانق نجيع دماء شهداء الإبادة الجماعية في غزة

كان حيومة اليهودي قد قدم في بداية القرن العشرين من المستوطنات والكيبوتس التي تجمعت في شمال فلسطين وجاء معه إثنين من اليهود وأقاموا في البارحة بإربد (وهم الياهو ومخلوف ويعرف أيضا بشارون) وكان معهم إمرأة يهودية بصارة تنجم وتضرب بالرمل ولازال هناك بقايا رجم بإسمها في المنطقة ويعرف باسم "رجم اليهودية".

حيومة كان يجوب القرى والبلدات ويبيع مصاغ الذهب وتماثيل النحاس للأهالي وكان نباش ويبحث عن الدفائن والعملات القديمة.

ولقد شعر بخطورة حيومة مجموعة من شباب عشيرة العبابنة في بلدات الخريبة وسال في لواء بني كنانة في محافظة إربد حيث ثبت أنه جاسوس وطماع وجاء لشراء الذمم والأراضي لذلك قرروا التخلص منه .. وفعلا تم ذلك حيث قتلوه شنقا في أرض يقال لها "خلة إبليس" في بلدة الخريبة بعد أن أوقعوه في كمين .. وبعدها أرسلت جثة حيومة على دابة إلى مستوطنات والكيبوتس في شمال فلسطين للعبرة والتحذير.

القصة لم تنتهي هنا حيث في عام ١٩٦٨ تمت مراقبة مجموعة من شباب العبابنة من أبناء الخريبة والذين كانوا يعيشون في اربد وأطلقت عليهم طائرة إسرائيلية .. عدة صواريخ من الجو .. صباح يوم العيد أمام مطعم القدس في مخيم اربد .. و استشهدوا جميعا وعددهم ٨ (منهم الطفل بلال ١٠ سنوات).

وللمقارنة فإن نفس المشهد يتكرر الآن حيث يقتل الأبرياء من نساء ثكلى وأطفال رضع و مسنين في سن الثمانين وأكبر في غزة والضفة الغربية.

طبعا الأطماع الصهيونية .. ربما تطالب بمنزل حيومة في البارحة .. وربما أيضا ارض الخلة في الخريبة .. من مبدأ مررت أو جلست هنا .. وهذا هو خطاب التملك بالمرور أو الجلوس على صخرة في العراء ..وحكما فإن نزيل الفندق مهما مكث لا يتملك بل يغادر .

إن إظهار بطولات شهداء حرب الاستنزاف في قرى وبلدات كفرأسد والحمة وسمر وعمرواة والذنيبة وغيرها من الشمال إلى الجنوب ..(للذكر وليس للحصر) أمثال المقدادية الحاتمية "مريم العلي" والسمري شهيد الخليل "علي الملاعبة" وشهيد معركة السويمة "عبد الرحيم الربايعة" إبن بلدة الذنيبة ومئات الشهداء في عمراوة والشجرة في لواء الرمثا وهذا جزء من تضحيات لا تنتهي، بل مستمرة.

هذه القصة هي عبرة لكل من يحاول أن يساند الاحتلال الصهيوني ضد شعب غزة الأبي .. رغم الحصار والإبادة الجماعية وقطع مقومات الحياة الأساسية وقصف جنوني لكل ماهو ثابت ومتحرك في مشهد صمود أسطوري سيكون مفتاح النصر وحديث الأجيال المتعاقبة والأكاديميات العسكرية.

كل ذلك لن يكون كافيا أو بديلا عن ترك القطاع الغزاوي فريسة للعالم المتغطرس الذي تجمع لنصرة الصهيونية ضد أهل الأرض والحق ولابد من التأكيد على التأييد الرسمي والشعبي في الأردن وتقديم أقصى الطاقات المعنوية والمادية رغم ضيق ذات اليد وفارق القوة ولكن الخطاب والمصطلحات السياسية التي يطلقها الملك عبد الله الثاني في أذان العالم الأصم قد تساعد في فك الحصار عن غزة الجريحة.

واخيرا كما قال السيد المسيح ليس بالخبز وحده يحيى الانسان، وهنا لابد من التوضيح بأنه لن يستطيع التهديد والتنديد في لم أشلاء الشهداء فالقضية الفلسطينية واضحة وليست بحاجة إلى مزيد من الشرح بل الإجراءات العملية حتى يعيش الشعب في دولة مستقلة اسمها دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد