وتلك الأيام نداولها بين الناس

mainThumb

20-11-2023 10:33 PM

يقال أن التاريخ يعيد نفسة، وهذا قول صحيح قد يختلف الأشخاص وقد تبتعد الأماكن ولكن أحداث التاريخ تعاد فعلا ، ويخيل للبعض بأن التاريخ يعيدونه هم بتقليدهم الاعمى لاشخاص وأحداث مغترين "بذكائهم" لتغير بعض التفاصيل وخاصة النهايات .
في التاريخ الحديث كان هنالك شخصية أقل ما يقال عنها انها مبدعه ، ولكن ابداعها من نوع خاص انه الابداع و الابتكار في الاجرام ، توحش لحد أنه أعترف بذاته أكثر من مرة بأنه لم يكن يهنأ له نوم اذا لم يرتكب جرائم جديدة لم يسبق له أن ارتكب مثلها ، وقد قال هذا القول بأكثر من صيغة وفي أكثر من مناسبة فيقول أيضا عن نفسة بأن ضميره لم يؤنبه للحظة واحدة عن أعماله الدموية فيقول: لم يحدث أن نمت لليلة هانئة، مثل الليلة التي أكون قد راجعت فيها ضميري، فيما يقولونه عن قسوتي ووحشيتي.
مئات الاف من الأطفال و النساء والشيوخ عذبهم بطرق وحشية لا تقوم بمثلها الوحوش في البرية ، إبادة جماعية لقبائل ، أسلحة محرمة دوليا ، الخنق بغاز "الفسجين" كان هوايته ، حجز الناس في معتقلات في الصحراء بلا طعام ولا ماء ولا دواء ، اجبار العجز من شيوخ وأطفال ونساء على السير مشيا على الاقدام في درجات حرارة لا تحتملها سيارته الفارهة حين ذاك لمسافة تزيد عن ثلاثمائة كيلو متر يعاقب الذي يتباطئ في المشي بالاعدام رميا بالرصاص أمام البقية ، أنشأ محكمة متنقله كانت عبارة عن طائرة خاصة تقل مجموعة مجرمي حرب أطلق عليها المحكمة العسكرية الطائرة تتنقل في البلاد طولا وعرضا واينما أسر مجاهد حطت وأصدرت عليه حكم الإعدام وطارت ، كان يتغنى بقول ميكافلي : ((كي يحتفظ الأمير بهيبته عليه ألا يعبأ بعار القسوة)) كان شريكا لاثنين من مجرمي الحرب العتاة في الاجرام الفاشي موساليني و بادوليو منظر الفاشية و حاكم ليبيا ، عندما داهمه صحفيون بأسئلة عن بشاعة جرائمة قال بكل غطرسة : لقد قررت وصممت، ولن أتراجع حتى ولو ادى هذا الإجراء إلى فناء اهالي برقة جميعهم .
أنه مجرم الحرب غراتسياني الذي بدأ ضابطا صغيرا في ليبيا، وكان كلما يوغل في الاجرام يعلو شأنه وتزداد النجوم على كتفه حتى أصبح القائد العام لليبيا أبان استعمار إيطاليا لها ، وهو من أصدر حكم الإعدام على الشيخ البطل المجاهد عمر المختار ، وهو من أمر بالقاء جثته الطاهرة من طائرة بعد إعدامه ، وهو من أمر بحبس كل أفراد قبيلته في معتقلات الموت في صحراء ليبيا . هذا المجرم اغتر بنفسة لدرجة أنه اعتقد ان العقلية الاجرامية و قتل الأطفال و النساء هي كل ما يحتاج ليكون امبراطورية ، كان يتوقع بأن سجله الاجرامي الحافل بكل أنواع الجرائم ستمنحه القدرة على خوض الحروب ، فقرر بغبائه وعنجهيته احتلال مصر بعد أن اثخن قتلا وتعذيبا في ليبيا بل بأفريقيا بأسرها ، فتوجه بجيشة المجرم الى الحدود المصرية وما ان دارت أول معركة بينه وبين القوات الاستعمارية البريطانية ، حتى تولت عليه الهزائم ، لم يكن يعلم أن هنالك فرق بين قتل الأبرياء العزل وبين مجابهة جيش ، عندها أدرك أن الفاشية و الميكا فيليه و السادية ما هي الا نوازع نفسة الشيطانية ، ووقع مالم يتخيله يوما او لحظة في حياته ، وقع المجرم العتيد في الأسر ، ها قد دارت الدنيا يا غراتسياني !!! لم يكن آسروه أقل اجراما فهم أيضا عتاة في الاجرام، ومثله تماما لا يعترفون بعهود ومواثيق وقوانين ، اذاقوه كل صنوف الإهانة و التعذيب ولم يشفع له مكافلي و لا موسوليني الذي أعدم لاحقا مقلوبا في ساحة ميلانو على ما اذكر ولم يعرف حتى الان مات رميا بالأحذية أم بطريقة الإعدام المقلوب ، ومات غراتسياني ذليلا صاغرا في المعتقل،
المفارقة انه على أغلب التقديرات لا يفصل بين موت غراتسياني وولادة المجرم نتنياهو الا فترة وجيزة ، جاء هذا السفاح الى الدنيا ليرث اجرام غراتسياني وموسيليني و بادوليو وغيرهم من مجرمي الحرب ومعادو الإنسانية ، انه يشبه غراتسياني الى حد كبير ، فهم زملاء في الاجرام و اللا إنسانية ، في الابداع الاجرامي ، وان كان التلميذ يحاول التغلب على استاذه ، فما فعله غراتسياني خلال سنوات يحاول السفاح نتنياهو فعله باشهر , ويعتقد مغترا بأن نهايته ستكون أفضل من نهاية الفاشيين الذين ورثهم ويعلم نهاية النازيين الذين يحبهم فبأكذوبة على مجرمي النازية أصبح لهؤلاء الشرذمة دولة اجرام لها مؤيدون وداعمون ، ولكنني على ثقة فكما دار الزمان على موسوليني وعلى غراتسياني سيدور على نتنياهو وسنراه يوما معلقا بالمقلوب على أحد أعمدة القدس يضرب بالأحذية ، وعلية ان يتذكر نهاية دراكولا العصر السفاح المجرم ارايل شارون الذي بدأ منذ نعومة أظفاره سفاحا في الهاجانا تلك العصابة الهمجية السادية وتدرج في حقول الاجرام حتى كاد أن يكون بطلها الأول دون منازع كيف اذله الله بثمان سنوات عجاف ملقا على سرير حتى أصبح كمومياء خنزير، لم يقدر له أن يتكلم أو يشير بأصبعه خلالها ولكن كان حاله أبلغ من مقاله ، دار الزمان عليهم جميعا وبكل تأكيد تعرف أيها المجرم تاريخ المجرمين أمثالك أكثر منا وتعرف كيف دار الزمان عليهم وكيف كانت نهاية المتغطرسين أمثالك الذين ظنوا بأن قتل الأطفال و النساء و العجز بطوله ، تعرف نهاية فرعون الذي أذلكم وقتل أبنائكم واستحيا نسائكم ، تعرف أن أبطال المقاومة اليوم يقفون كشوكة في حلقك كما وقف المختار لغراتسياني ، و العبرة في الخواتيم كما يقال وكما قال رب العزة و الجبروت ((وتلك الأيام نداولها بين الناس )) وقال المنتقم الجبار ((والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)) صدق الله العظيم .
أرجوا أن يصل هذا المقال الى أسماع هذا المجرم الذي ورث كل سفاحي الأرض، بالمناسبة غراتسياني كان يسمي المجاهدين مخربين، وكان يقول عن أسد الصحراء إرهابي، ولم يعترف بحقه وحق الليبيين بمقاومة الاحتلال ، ومات الأسد شهيدا خالدا في الدنيا و الاخرة ومات غراتسياني وموسوليني كما تعلم ، وكتب لهم الخزي في الدنيا وسنجتمع في الآخرة عند من تجتمع لديه الخصوم لترى مكانتك ومكانة زملائك في الاجرام .






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد