معركة بقاء غصن زيتون

mainThumb

29-11-2023 10:52 PM


في وقتِ إندلاع النيران وسقوط الصواريخ وهدم البيوت ،في وقت صُراخ الناس وبكاءُ الأطفال والهِجاء ب الله أكبر ،هناك غُصنْ زٓيتون مٓوجود حاضرٌ في المعارك حامّي خلفهُ رجال لا يخشون الموت يٓحملون البارود على الأكتف ،تلك المُقاومة الشُجاعة التي تشاركُ في تلك المعركة وجدت لأجل البقاء لآخر قطرة دماء ، شجاعة ثابتة كثباتِ حبةِ زٓيتون احتفظت في احشائها الزّيت لتُحافظ على قوّةِ غزة ،ولا تُريد أن تُقطف هذا العام فكلُ المهام مُؤجلة لحين النّصر العظيم، لنْ تُنسى غزّة وكل فلسطين ما دامٓ هُناك معالم باقيّة للأبد تتحدى كلُ القوانين والسياسة والأفكار الغريبّة والمُخططات التهجيرية ،لتُحافظ على مكان كان بجانبه بيت قُصف لتدعوا له حتى يٓعمرُ مِن جديد ،وبما أن الشجر يُسبحُ لله ومذكور في القرآن الكريم فأن شجر الزيٓتون مُحبب لربِّ هذا الكون في قوله تعالى " والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين "،فكيف لن يكون هناك انتصار ؟ وللمشككين في بقاءِ أهل غزة في أرضهم وأن لا هِجرة لهم ،انظروا إلى شجرات الزيتون لن تُهاجر من أرضها ولا حتى بمجرد فكرة النزوح ،لربُما سيُغادر موسم القِطاف في هذا العام بدونِ قِطاف أو أنه سيتأخر ، لكنْ يٓعلم الزيتون أن هُناك قِطافات أُخرى للنصر أجمل ، ستُقام صٓلوات الشُكر لله وكأنه يٓوم عيد و سترقصُ تلك الأغصان على زغاريت الفرح وسيذكر اسماءُ الشُهداء في صفحات التاريخ معهم الأبطال ماذا فعلوا في السابع من أكتوبر وما بعد ذلك ،وإذا تناسى العالم وكُتاب التاريخ فأن نحن شهود عيان سنكذب الأقلام والإعلام لأن شجر الزيتون هو الأصدق سيروي قصصُ البطولة لكلُ الأجيال ،فصبرُ أهل غزة على القصفِ والجوعِ والعطش والألمّ وسفكِ الدماء والشهادة عناوين ليست للإعلام بل بداية النهاية ،وأن آخر من يُدافع عن تُرابِ غزة هي شجرةِ الزيتون وصوت البارود والشجعان .

ولنقول أن من يستخدم صورة غصنُ الزيتون فقط شعار للسّلام فأن تغيرت المعادلة ،غُصن الزيتون قد ارهقته الرّياح لكن لم يشيخ وبٓقي يٓنبتُ على ضِفاف الصابرينٓ الباقيين وسيعيشُ على صوتِ البارود حتى يتحقق النصر ، في وقتها سٓيرفع غُصن الزيتون ليِحتفل به ويكونٓ عُنوان رئيسي في الصُحف وسيكون شاهد على التاريخ ،ان غُصن الزيتون كان رفيق الأبطال في كل نصر .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد