مُستقبَل السُّلطة الفلسطينية بعدَ العدوانِ على غزة

mainThumb

06-12-2023 12:55 PM

كادَت المعلومات «المُسرّبة»، من مختلف المصادر سواء أكانت فلسطينيةً أو عربيةً أو أميركية أو اسرائيلية، أن تُجمِع أنّه لا مكانَ للسلطة الفلسطينية بشكلِها وقيادتِها الحالية في حكم الضفة الغربية وقطاع غزة بعد انتهاء العدوان على قطاع غزة.

عربيًا، أشارت المعلومات إلى تردُّدِ بعض الدول العربية، في قبولها مقترحًا بنشر قواتٍ عربية مشتركة في قطاع غزة، في مرحلة «انتقاليّة» بعد انتهاء العدوان الصهيونيّ على القطاع، في ظل وجود الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي أبدى رغبة في إعادة غزة إلى السلطة في إطار معادلة سياسية شاملة تشمل حل الدولتين، الأمر الذي تعتبره بعض الدول العربية عائقًا أمام الحل.

كما أنّ الحديث عن حلول الآن في ظل استمرار العدوان، تبقى في دائرة الشّك، إذ إنّ هناك قناعة كبيرة لدى العالم العربيّ، إنّه من الصعب القضاءُ على حماس، وهذا ما عبرَ عنه وزيرُ الخارجية أيمن الصفدي أكثَرَ من مرة، عندما قال إنّ: «حماس فكرة، والفكرةُ لا تموت»، وبالتالي من الصعبِ الحديثُ عن حلٍ سياسيّ لقطاعِ غزة، بعيداً عن حركة حماس، وأيضًا يرى بعضُ السياسيينَ العرب أنّ الممارسات الصهيونية أضعفت السلطة الفلسطينية كثيراً، غير أنّ الأخيرة لم تكن مبادِرةً في مواجهة هذه السياسات بخطوات استباقية تراعي المصالح الوطنية ال?لسطينية.

أميركياً، عبَّرَ الرئيسُ الأميركيّ جو بايدن عن رغبته في رؤيةِ سلطةٍ فلسطينية متجدِّدة في رام الله، قبل الحديث عن توسيعِ مسؤولياتِها لتشملَ قطاع غزة، وهذه إشارة واضحة إلى مساعي واشنطن الحقيقية لتغيير القيادةِ الفلسطينية الحالية، والبحث عن قياداتٍ جديدة تناسِبُ المرحلة المقبلة، وهي بكلِّ تأكيدٍ تلبّي المطالب الإسرائيلية.

إسرائيلياً، كشفَ رئيس وزراءِ دولة الاحتلال الصهيونيّ بنيامين نتنياهو أنّ السلطة الفلسطينية بقيادتها وهيكليتها الحالية «غير مؤهلة» لحكم قطاع غزة، بل ذهبَ إلى أبعدِ من ذلك عندما أبلغ نوابًا بالكنيست ومسؤولينَ أمريكيين أنه «لن تكون هناك سلطة فلسطينية بقطاع غزة أبداً»، وهذا يعني إعادة احتلال قطاع غزة.

فلسطينياً، تؤكِّدُ السلطةُ الفلسطينية أنّها قادرة على تولي مسؤوليتها في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، وأنها تزود قطاع غزة منذ 30 عاماً باحتياجاته من الكهرباء والماء والغاز والصحة والتعليم، وأنها تدفَعُ رواتب 88 ألف موظف ومتقاعد في القطاع، وقد قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة:"لا علاقة لنا بما يجري بين حماس وإسرائيل، نحن مسؤولون عن الشّعب الفلسطيني في غزة ».

إلّا أنّ استطلاعات الرأي الكثيرة، أشارت إلى تراجعٍ كبير في شعبية قيادات السلطة الحالية، وهو ما يعد دعوة شعبية للتغيير أيضاً، انسجامًا مع تطلعات الشعب الفلسطيني في تشكيل قيادة موحدة تنهي حالة الانقسامِ المتجذّرة وتعكس إرادة الشّعب الفلسطينيّ بالحرية والدّولة.

في ظلّ تصاعد وتيرة العدوان على «المتبقي» من قطاع غزة، سُرّبت معلومات عن اجتماعٍات استثنائيّه ومهمة مؤخراً، الأمر الذي يكشِفُ عن وجود حراكٍ فلسطينيّ جدي وشامل بعيداً عن السلطة الفلسطينيّة الحالية.

حربُ غزة، قد يتمخّض عنها قيادة فلسطينية جديدة بشكلٍ جديد، تحتاجُ إلى دعمٍ عربي ودولي، لتحمل مسؤولياتها في المرحلة المقبلة، تضع المصالح الوطنية الفلسطينية في سلم الأولويات، وتكون قادرة على مقارعة الاحتلال وغطرسته، وتنفتح على عمقها العربيّ والإقليم بما يحقّق منجزاتٍ حقيقيّة على أرضِ الواقع.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد