ألا هل بلغت، اللهم فاشهد

mainThumb

06-12-2023 03:04 PM

لم أنم ليلة أمس وأنا أبحث في معاجم اللغة العربية ومواقع الانترنت التي تعنى بشؤون جذور ومرادفات الكلمة واستعنت أيضا بأحد منصات الذكاء الاصطناعي، كل ذلك الجهد والوقت وانا أحاول أن أجد كلمة أو تعبيرا دقيقا لمن تعني الشخص الذي بالغ في امتهان الكذب والتضليل وأن أقدم لكم الكلمة التي يتمنى الجميع معرفتها ليصف الناطق باسم رأس الأفعى "الخارجية الأمريكية" بعد أن صرح أمس وقال: (لم نر دليلا على أن "إسرائيل" تتعمد قتل واستهداف المدنيين في قطاع غزة)
ان وصفت هذا الصفيق بالوقاحة أكون قد ظلمت الكلمة وخنت التعبير، ولكن يبدو لي بأن التاريخ لم يصادف شخصا بمواصفات هذا الكذاب ليشتق من جذور اللغة ما يصفه به فهو حالة جديدة من الكذابين وصنف مميز من الوقحين، وعلى الرغم من أن امتهان الكذب أمر معروف عن ادارته تاريخيا ووقاحة وزيرة الذي ينطق باسمه (بلنكن) لا تقل عن وقاحته ان جاز التعبير أن أصفه فقط بالوقح حيث أنني كما قلت لم أجد التعبير المناسب.
ولأكون منصفا مع اللغة العربية وهي التي تعد أبلغ لغات العالم القديمة والحديثة على الأطلاق سأحاول ما أمكنني أن أبين لكم مدى وقاحته التي لم أجد لها وصفا وبنفس الوقت أن أبين جانبا من الوقاحة التاريخية التي تتميز بها إدارة بلاده، ولن أطيل عليكم بسرد الأدلة التاريخية الكثيرة ولا بالكثير من الأمثلة المعاصرة وسأكتفي بما هو قريب للذاكرة فكما أشرت بمقالي السابق بأن الكثيرين قد أصابهم مرض "ذاكرة الذباب" فستمثل الأمثلة القريبة إنعاشا لذاكرتهم وحافزا على التخلص من المرض العضال
فيما يتعلق بتصريح هذا الكذاب الأشر فكلكم تعلمون أرقام الشهداء و الجرحى "المسجلين" لدى وزارة الصحة الفلسطينية و المنظمات الأممية و منها المنظمات التي "يعترف" هو بها و التي تحتضنها بلاده "الراعي الأكبر للديموقراطية و الإنسانية في العالم " ما يزيد عن مائة الف أنسان بين شهيد وجريح ، تدمير كامل ممنهج للمنظومة الصحية ، تدمير كامل للبنية التحتية ، تدمير كل المؤسسات المدنية والخدمية ، تدمير معظم منازل المواطنين وتشريدهم وتهجير قسري ممنهج لهم ، استهداف واضح لدور العبادة ، قطع كل وسائل الحياه عنهم من غذاء وماء ودواء ، قطع امدادات الوقود و الكهرباء و الاتصالات ، استهداف البيئة و القطاع الزراعي ومحطات التحلية ، استهداف القطاع التعليمي ، قصف المدارس التي لجئ اليها الناس ، قصف مباشر للمباني التي تحمل علم "الأمم المتحدة " وللمباني "الأممية والتي يفترض بأنها تتمتع بحصانة دولية ، قتل الصحفيين وطواقم الإسعاف ، قتل واعتقال الأطباء و الشخصيات البارزة و العلماء، سرقة جثث الشهداء ومنع الناس حتى من الحصول على الحق في دفن ادمي كباقي البشر ، لم نتكلم بعد عن عدد الشهداء نتيجة الامراض وانتشار الأوبئة التي صرحت "منظمة الصحة العالمية" بأن من سيموت نتيجة ذلك سيفوق بكثير عدد الشهداء و الجرحى نتيجة المجازر التي تقوم بها عصابة الاحتلال ، ولم نتكلم بعد عن الأمراض النفسية و الاعاقات الجسدية التي تسبب بها ما يسميه كبير الكذابين بلينكن ورئيسهم الذي علمهم الكذب في "حق العصابة المجرمة بالدفاع عن النفس" ولم نتكلم بعد عما أصاب القطاع التجاري و الصناعي و المصرفي من دمار وخسائر لا يمكن تعويضها، كل ذلك وأكثر بكل تأكيد ويصرح بكل صفاقة وكذب : (لم نر دليلا على أن "إسرائيل" تتعمد قتل واستهداف المدنيين في قطاع غزة) أستحلفكم بالله ما هو التعبير الذي يستحق أن ينعت به هذا الوقح ؟ ما هي الكلمة التي تصف أشد أنواع الكذب والوقاحة؟ فقد ضقت ذرعا ولم أجدها
ولإنعاش الذاكرة فقط سأعود بكم للزمان القريب، سبعة وعشرون عاما مضت، سنذهب معا الى لبنان وتحديدا الى قرية قانا جنوبي لبنان في 18/4/1996 وسنحاول استحضار الذاكرة لما حدث في المجزرة المعروفة دوليا باسم مجزرة قانا الأولى والتي قامت بها عصابة الاحتلال وسنرى كمية الوقاحة التي تتمتع بها الإدارة الامريكية وذلك فقط كمثال على تلك الوقاحة فهي ليست المرة الأولى لممارستهم الكذب والوقاحة وشراكة المجرمين في اجرامهم وبكل تأكيد لم ولن تكنون الأخيرة. كما أن مجزرة قانا سميت بالأولى لأنها لم تكن الأخيرة أيضا،
ففي ما أطلقت علية عصابة الاحتلال عملية "عناقيد الغضب" هاجم "جيش العصابة" لبنان في صبيحة يوم 11/4/1996 في خرق وقح لقرار" الأمم المتحدة " الذي سبق الاعتداء الوحشي و المجزرة البشعة بثلاث سنوات قامت بعدة مجازة وقصفت معظم المدن و القرى اللبنانية وأحدثت كعادتها دمارا هائلا طال البشر و الحجر و الشجر وفي صبيحة اليوم الثامن عشر من أبريل شنت هجوما دمويا على القرية الوادعة في جنوب لبنان على قرية قانا و المشهورة بقانا الجليل تلك القرية التي لم يعد في منطقتنا قرية تنعم بهدوئها على الأطلاق يستيقظ أهلها كل صباح على تراتيل البلابل و العصافير ، يصحوا أهلها البسطاء كل صباح على رائحة التنور وأريج البساتين ولكن لم يكن الحال كذلك في ذلك اليوم . فنتيجة للقصف الهائل الذي تعرضت له القرية ولاحقا لكمية الدماء التي سالت على أرضها العذبة لجأ مئات من عائلات القرويين الى مقر لقوات الطوارئ الدولية الأممية (يونيفيل) ظنا منهم بأن العصابات المجرمة لن يصل بها الحد من الاجرام الى أن تستهدف "مقرا أمميا عسكريا " وجد أصلا لحماية العصابة المجرمة ومنعا لأصحاب الأرض من القيام بالعمل المشروع "قانونا" لمقاومة الاحتلال أو حتى لتفقد مزارعهم هناك. ولكن ما حدث بأن العصابة التي تحولت الى "دولة" تمتلك طائرات قتالية وهي بالمناسبة العصابة الوحيدة في العالم التي أطلق عليها لقب دولة وملكت مقومات دولة، المهم أن طائراتها استهدفت مقر قوات الطوارئ الدولية بما يقرب من عشرة قنابل "ذكية" (أمريكية الصنع) تزن كل واحدة منها ألف كيلوغرام من المواد شديدة الانفجار ، راح ضحية ذلك القصف الهمجي العشرات من النساء و الأطفال وكما هي العادة في أي مجزرة أو أي اعتداء نكون نحن ضحيته لم تتجاوز مواقف العرب و العالم أجمع الإدانة و الدعوة لوقف اطلاق النار ، وكما هي عادة رأس الأفعى" الولايات المتحدة وعراب كذبها فقد دعت (جميع الأطراف) الى التزام الهدوء ووقف ما وصفته بالأعمال العدائية وهذا جانب بسيط من وقاحتها ، فبعد أن تقدمت لبنان بشكوى ضد عصابة الاحتلال لدى المحكمة الدولية ، واجتمع "مجلس الأمن " للتصويت على قرار يدين جرائم عصابة الاحتلال الذي كانت العصابة قد أنكرت على لسان رئيس عصابتها حينها المجرم شمعون بيريز كما العادة أنكرت معرفتها بوجود مدنيين في مقر اليونيفيل مرارا وتكرارا وكانت تساندها الرأي الولايات المتحدة الى أن صرح المجرم رئيس استخبارات العصابة موشية ايلون أن العصابة كانت على علم بوجود مدنيين يحتمون في المقر، واضطر رئيس عصابتها بيريز الى الاعتراف ايضا ومع ذلك أصرت الولايات المتحدة على انكار معرفة العصابة بوجود مدنيين ، هنا بيت القصيد رئيس العصابة ورئيس استخباراتها يعترفون بعلمهم المسبق بوجود مدنيين وأصوات من داخل العصابة صرحت للمستشار العسكري الهولندي في الأمم المتحدة بعلم عصابتهم بذلك وبقيت الولايات المتحدة تنكر معرفة العصابة مسبقا بوجود مدنيين يحتمون في المقر من القصف الهمجي وقادت كل التحقيقات المستقلة وغير المستقلة الى ان عصابة الاحتلال مجرمة وتستهدف المدنيين الأبرياء وجاء في بيان السيد بطرس بطرس غالي الأمين العام للأمم المتحدة حينها استحالة أن يكون قصف القاعدة التابعة لليونيفيل في قانا نتيجة خطأ تقني أو اجرائي كما تدعي الولايات المتحدة وعلى العكس مما اعترف به مجرمو العصابة انفسهم وكانت من المرات القلائل التي يجمع فيها أعضاء "مجلس الأمن" على مسؤولية عصابة الاحتلال عن جريمة بحق المدنيين ومع ذلك أصر سيء الذكر كليتون بعد ذلك كلة بأن ما حدث كان خطأ غير مقصود وان للعصابة الحق في الدفاع عن نفسها واجهض القرار بفيتو أمريكي لصالح عصابة الاجرام الممنهج واقفل ملف القضية على ذلك ، هذا مثال من أمثلة و غيض من فيض كما يقال على مدى امتهان الكذب والتضليل وارتفاع منسوب الوقاحة لدى هذه الإدارة المجرمة و التي لا تقل اجراما ودموية عن طفلتها المدللة عصابة الاحتلال. ان فشلي في إيجاد التعبير المناسب لما أصف به هذه الدولة المجرمة وتلك العصابة الدموية المارقة لا يمنعني من أفضح ما وسعني اجرامهم وكذبهم وتضليلهم.
فقد تبين لاحقا بأن عصابة الاحتلال وشريكتها في الاجرام علمتا مسبقا بما أعلنت عنه شركة بريتش سپكترم النفطية بعد ستة عشر عاما على المجزرة بوجود حقل غاز طبيعي يقدر بحوالي خمسة وعشرون تريليون قدم مربع قبالة قرية قانا وادعت العصابة فور ذلك الإعلان ادعاءين مهمين لا يدلان الا على اجرامهم من ناحية وعلى خبثهم ومارب الداعمين والراعين لجرائمهم من جهة ثانية فقد أعلنت بادئ الامر عدم صحة الكشوف الجغرافية عن وجود الحقل الغازي أصلا وذلك تزامنا مع عمليات الحفر الذي اثبتت وجود الغاز فعلا كما و ادعت في نفس الوقت (ملكيتها للموقع وحقها في استرداه ) ما هذا الكم الهائل من الوقاحة لا ادري كيف يقول لي أحدهم بأنني أبالغ! فهي أي "عصابة الاحتلال" تعلم ابتداء انها عبارة عن مجموعة عصابات مجرمة لا حق لها بشبر من الأرض لا في فلسطين ولا في لبنان ولا في أي مكان وهي تعلم بأن حصولها على لقب دولة لم يكن الا نتيجة تامر شركائها في الاجرام وهي تعلم بوجود الحقل الذي انكرت وجودة كما تعلم بأن قانا الجليل كما تسمى رسميا قرية لبنانية منذ الازل وان لا حق لأحد فيا سوى اللبنانيين وتعلم بأن لبنان أحوج ما يكون اقتصاده لهذا الكشف الاقتصادي المهم ومع ذلك مارست هي وشركاؤها كل أنواع الوقاحة و الغطرسة (فقد أعلن الوسيط المستقل) المتمثل في الولايات المتحدة والذي يمثله الصهيوني (عاموس هوكستين) بأن الحقل سيكون لبنانيا لكن عصابة الاحتلال ستحصل على عائد لم يحدد قدره بعد من أي كميات يتم استخراجها منه مع احتفاظ عصابة الاحتلال بالسلطة الوجودية و القانونية و الاقتصادية على الحقل المجاور له و الذي يسمى حقل كاريش وهو حقل غاز كبير يقع على الحدود للبنان مع ما يسمى حدود دولة العصابة و الحقل الذي تعلم العصابة وشركاؤها أصلا انه حق خالص للبنان ولكن (الوسيط المحايد)ضغط على الوفد المفاوض بترسيم الحدود وأرهبهم للقبول بذلك . كما أتاح الاتفاق الذي وقعت مسودته العام الفائت "الشرعية" لدولة الاجرام على كل الحقول المتنازع عليها في البحر الأبيض المتوسط ووسع (نفوذها وحدودها) البحرية في أحد أهم طرق التجارة في العالم.
علمتم الان لماذا لم أجد وصفا لهؤلاء؟ لأنه لم يسبق لأي أحد في التاريخ أن رأى أو علم عما يشببهم أو قام بربع الكذب والتضليل والاجرام الذي يقومون به، فالقصور ليس في اللغة ومفرداتها ولكنة التفرد في الاجرام والكذب والغطرسة. قد أكون أنهيت الفكرة التي أردت أن أوصلها لكم ولكن جرائمهم وكذبهم ووقاحتهم لم تنتهي ، وأقول آسفا على ما سأقول بأن ضعفنا وجهلنا لم ينتهي أيضا ، وأحذر ونحن (كلنا في الهم شرق ) كما قال أحمد شوقي، ان لم نستفق من غيبوبتنا هذه سنشهد ما يحصل في غزة اليوم في كثير من مدننا وعواصمنا ، هؤلاء السفلة الذين ينظرون لنا على اننا (غويم) أو "أغيار" حسب اقل التوضيحات التلموديه تطرفا وجدنا لخدمة الشعب المختار الذي يباح له كل "الأغيار" بأرواحهم وأعراضهم وأموالهم ومقدساتهم
ألا هل بلغت، اللهم فاشهد، ألا هل بلغت، اللهم فاشهد






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد