علم السابقين وعلم اللاحقين
أبرز الردود على مقال الأسبوع الماضي، كانَ سؤالاً استنكارياً يتناول «مبدأ» ترجيح الحاضر على الماضي. وقد شرح أحد الزملاء وجهة نظره على الوجه التالي: إذا كنَّا سنقدّم الماضي على الحاضر في كل الأحوال، فلماذا نبجّل أمواتاً مثل أرسطو والمتنبي وإيمانويل كانط وابن سينا وآينشتاين وسواهم؟
ويظهر لي أن هذا النوع من الأسئلة منبعثٌ مما نسميه قلق الهوية، أي ذلك الشعور العفوي بأنَّ تبجيل الحاضر يقود، موضوعياً، للتهوين من قيمة الموروث القيمي، الذي يوجّه جانباً مهماً من سلوكنا اليومي.
مع ذلك، فهو سؤال مشروع، أياً كان رأينا في موضوعه. فهو يشير إلى عيب مهم في نقاشاتنا الثقافية، يتمثل في إطلاق القول بأن زمناً ما خير من الأزمان الأخرى. ولعلَّ بعض القراء مطلع على الجدل المتعلق بالرواية المنسوبة للنبي «خير القرون قرني ثم الذين يلونهم». وهي رواية لا تنطوي على تكليف عملي ولا تحدد واجباً، إلا أنها تشير – ضمنياً – إلى أن خيرية الزمان (أو أهله) تسير باتجاه تناقصي.
لكن نسبة هذه الرواية للنبي هي التي توجب التوقف عندها للتأمل والتأويل. ولولا هذا لما توقف عندها أحد. في الحقيقة فإن هذه النسبة هي سبب الجدل حول ما سميناه «مبدأ» في أول المقال. لأن كثيراً من الناس يسألون مستنكرين: هل نسمع قول النبي ثم نمضي دون اكتراث؟
حسناً، دعنا نرتب النقاش، فنسأل أولاً عن معنى أن يكون زمان خيراً من زمان آخر، فالواضح أن المقصود به هو الناس. لكن ما معنى أن يكون أهل زمن خيراً من غيرهم؟ سوف نستعمل هنا المقاييس المادية المتعارفة عند البشر كافة، فهم يفضلون شريحة من الناس على غيرهم تبعاً لما عندهم من علم أو قوة اقتصادية أو بدنية أو سياسية، أو لما يملكون من فضائل روحية/أخلاقية، أو لما بذلوه من جهد في ظرف استثنائي.
ويظهر لي أن الخيرية المقصودة، صحيحة في الحالتين الأخيرتين فحسب. فالواضح أن أهل الأزمنة التالية، ولا سيما عصرنا الحاضر، أكثر علماً وقوة وثروة.
الفضائل الأخلاقية والإخلاص والاجتهاد في العمل تحسب لصاحبها وترفع منزلته. لكنها – بطبيعة الحال – لا تجعله أكثر علماً. حين نحتاج إلى دليل علمي، فلن نبحث عنه عند سابق أو لاحق، بل عند شخص متخصص في مجاله، سواء انتمى إلى عصر قديم أو جديد، وسواء كان مؤمناً أو لم يكن.
ينبغي أن أشير هنا لما ذكره المرحوم الدكتور محمد عابد الجابري عن ميل غالبية العرب، بصورة عفوية في الغالب، إلى اعتبار الماضي مخزناً للقيم العليا، وهو ميل ينطوي أحياناً على خلط للمعارف بالقيم، حيث نعد الشيء صحيحاً لأن زيداً من السلف قاله، ولعل زيداً هذا ليس من أهل العلم، أو لعلّ علمه لا يجاري علم أحد الأحياء. ربما كان زيد قوي الإيمان، ربما كان شجاعاً كريماً نبيل الخلق، فهل هذا يجعل رأيه في مسألة علمية، مقدماً على رأي المختص فيها؟
من هذا نعرف أن تفضيل أهل بلد، أو أهل زمان، أو أبناء مجتمع، على غيرهم، تقييمات شخصية وليست موضوعية، أي أنها لا ترجح رأيهم في قضايا العلم ولا تجعلها مساوية لرأي المختصين.
أظن أن هذا يوضح أيضاً سبب ترجيحنا لعلوم عصرنا على علوم الأولين، في العموم وليس التفصيل. وفحواه بإيجاز هو أن طبيعة العلم التوسع والتعمق بصورة تراكمية. كل زمن يضيف لبنة إلى بناء العلم، حتى يرتفع البناء ويتكامل. اكتشاف نواقص السابق هو الذي أطلق شرارة الاكتشاف الحاضر، ولولا اكتشاف النقص لما عرفنا الحاجة إلى علم جديد. فهل يعقل أن نعود إلى ما عرفنا نقصه، مع وجود الأكمل؟
القوات المسلحة تتسلم مساعدات طبية تشيكية لغزة
الأردنية: فصل نهائي بانتظار طلبة شاركوا في المشاجرة الجامعية
ولي العهد ورئيس الوزراء البريطاني يؤكدان عمق العلاقات بين البلدين
روسيا: ملتزمون بدعم القضية الفلسطينية لتنفيذ حل الدولتين
شهيدان برصاص الاحتلال في جنوب الخليل وبلدة قباطية
الأردن يشارك في احتفالية يوم الوثيقة العربية بالدوحة
غارات إسرائيلية عنيفة على جنوب لبنان
فرنسا وبريطانيا تنهيان خطط إرسال قوات إلى غزة
ترامب يعلن بأنه سيلتقي بوتين في بودابست
توقعات بإعادة فتح معبر رفح الأحد
إطلاق حزب مبادرة رسميًا لتعزيز العمل الحزبي وتمكين الشباب
قلق أممي إزاء الاشتباكات بين باكستان وأفغانستان
رونالدو يتصدر قائمة فوربس لأعلى لاعبي كرة القدم أجرًا
تفسير حلم الامتحان للعزباء في المنام
عائلة الدميسي تستنكر تداول فيديو الجريمة المؤسفة
وظائف شاغرة ومدعوون للمقابلات الشخصية .. أسماء
قرار حكومي مهم بشأن الحجز على أموال المدين
دلالة رؤية ورق العنب للعزباء في المنام
اكتشاف جيني يمهد لعلاج جذري لمرض السكري
وزارة الأوقاف تغلق مركز الإمام الألباني للدراسات والأبحاث
النقل البري تتعامل مع 17 ألف راكب يومياً في معان
موعد عرض الموسم الجديد من ذا فويس على MBC
من هو رئيس مجلس النواب المقبل .. أسماء
41 دار نشر أردنية تشارك في معرض النيابة العامة الدولي للكتاب في ليبيا
دب يهاجم سيدة أثناء سيرها بالشارع .. فيديو
نموذجية اليرموك تحصد ميداليات بأولمبياد الأمن السيبراني للناشئين