الوطن والمواطن الحقيقيين

mainThumb

07-01-2024 10:15 PM

كلما حاولنا ان ننسى اركان حكم دولة العصابات يطل علينا أحدهم ليزيدنا بغضا عليهم وليزيدنا يقينا انهم عصابة متوحشة بربرية لا يقيمون وزنا لاي عرف او دين او مذهب، هؤلاء الحثالة لا يمكن وان تكون "دولة" في يوم ما، وان الأدوار التي يمثلونها في المسرحية الهزلية التي تريد ارغامنا على القبول بأنهم دولة لن تجدي نفعا، فظهور أحد مجانينهم بدور اليمني المتطرف واخر باليساري المعارض.... الخ لا تنطلي على أحد، ان الفرق بين الدولة التي تحكم وطنا وبين العصابة التي سرقت مكانا تريد ارغام الجميع على الاعتراف بها كدولة لا يتماشى مع واقعها ولا مع أيدولوجيتها، فايدلوجيا العصابة مهما طورت من نفسها ستبقى عصابة. وما يسمونهم شعب ليس بأفضل منهم حالا، فهذه القطعان المنتمية الى عصابة تعلم في قرارة نفسها ان لا مكان لهم على هذه الأرض وبأي شكل وتحت أي مسمى.
بمجرد ما أكرمنا الله بالنصر يوم السابع من أكتوبر غادر كل سكان المغتصبات المحيطة بغزة الى ابعد مكان في الأرض المحتلة واقاموا بفنادق ومع أول طلقة أطلت باتجاه أرض الجليل المحتل غادر كذلك كل سكان المغتصبات الى وسط أرضنا المحتلة، ناهيك عن الأرقام غير المعلنة عن الذين ركبوا الطائرات وعادوا الى موطنهم الأصلي. ومع اشتداد الازمة الاقتصادية حاولت "دولة" العصابات اقانعهم بالعودة بشتى الطرق، وقدمت لهم حوافز اقتصادية واجتماعية، وارتهم حجم الدمار الذي قامت به في غزة مشيرة انها ستحميهم مهما كلف الامر، ومع ذلك لم تفلح العصابة بإقناع المغتصبين بالعودة. وعلى النقيض تماما أبناء الوطن الحقيقي صب عليهم جام نار الاحتلال وداعموه في الغرب المتآمر وبكل أنواع الأسلحة القاتلة مئات الالاف من الاطنان المتفجرة ألقيت على غزة استشهد وجرح ما يربوا من مئة ألف هدمت كل وسائل الحياة ومقومتها، استخدم ضدهم التجوع والإرهاب والإبادة بكل أشكالها، ومع ذلك كله نرى الغزيين كل يوم يقولون باقون هنا ولن نرحل، هذا هو مفهوم الوطن والمواطنة الحقيقي هذا هو مفهوم الانتماء للأرض وليس ذلك الزيف والادعاء الكاذب بالمواطنة والانتماء. يتجلى مفهوم المواطنة الحقيقية في أهل غزة وفي مقاومتها، تتجلى صورة الولاء للوطن بأسمى معانيها هناك،
بالأمس أطل المجرم الياهو الذي يسمونه "وزير التراث" يا للمهزلة هذا المجرم مكانة الطبيعي خلف القضبان بحكم مؤبد مع كل أشكال الاشغال الشاقة وليس "وزيرا" هذا من جهة ومن جهة أخرى ولتكتمل المهزلة انظروا الى حقيبته "الوزارية" التراث .... أي تراث هذا وعمر كيانكم الغاصب أقل من عمر أغطية المجارير في يافا وحيفا!!!! كعادته وهو ومن يسمونهم "اليمين المتطرف" وان كنت لا أرى فرقا بينهم وبين غيرهم من أفراد العصابة كعادته سكت دهرا ونطق كفرا فقال: ((إن على إسرائيل "إيجاد طرق مؤلمة أكثر من الموت" بالنسبة للفلسطينيين بهدف حسم المعركة وهزيمتهم وكسر معنوياتهم، كما فعلت الولايات المتحدة مع اليابان.)) فحسب رؤيته "الفلسطينيين لا يهمهم الموت" لذا يجب تهجيرهم أو ضربهم بقنبلة نووية أو إيجاد طرق تعذيب جديدة أكثر دموية وأكثر اجراما.
وهنا أتسائل هل لا تزالون مقتنعون بأنهم دولة؟ وان أعضاء هذه "الدولة" سياسيون؟ ذكرني تصريحه المشؤوم بقول سيدنا خالد ابن الوليد رضي الله عنه وارضاه لملك فارس حين كتب اليه: "بسم الله الرحمن الرحيم، من خالد بن الوليد إلى ملوك فارس، فالحمد لله الذي حلّ نظامكم ووهن كيدكم، وفرّق كلمتكم... فأسلموا وإلا فأدوا الجزية، وإلا فقد جئتكم بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة". هذا بالضبط ما نراه اليوم في غزة فصمود أهلها الأسطوري يوجه نفس الرسالة لهذا المجرم و باقي افراد عصابته وداعموهم وقد التقط المجرم "الياهو" الرسالة فعلا وعلم بأن الشهادة غاية يسعون لها في سبيل الله الحق وفي سبيل الوطن وهذا ما لا يملكه المغتصبين الصهاينة المجرمين، فهم ليسوا على عقيدة وليسوا على ارض وطن حقيقي يدافعون عنه هؤلاء المارقين اللمم أيقنوا بأن لا طاقة لهم بقوم يحبون الموت كما يحبون الحياة، لا طاقة لهم بقوم مرتبطون بأرضهم ضاربة جذورهم فيها كأشجارها المعمرة، ولو علموا بأن القنبلة النووية ستحسم المعركة لفعلوا وكما قال ذات المجرم حتى لو أدى ذلك للأضرار "بالمستوطنين "
ان جسر الامداد الذي فتحته الولايات المجرمة لدعم هذه العصابة كان كفيلا بإبادة دولا بأسرها ولكن هذا الجسر بدا واهنا ضعيفا لا يقدر على شيء إزاء الصمود منقطع النظير "للمواطنين" حقا في غزة هؤلاء من يمكن وصفهم بالمواطنين تبدوا عليهم جلية معالم الولاء والانتماء والمواطنة الحقة. ويبدوا ان هذا ما جعل الكذاب الاشر "بلينكن" يأتي مهرولا في محاولة لإنقاذ جيش العصابة ومحاولة إخراجه من غزة هذا الذي أعرب في اليوم الأول تضامنه مع العصابة ليس "كوزير للخارجية" ولكن كيهودي، هذا التصريح يدلل مجددا انهم لا يفقهون من السياسة والدبلوماسية شيء انهم حقا قوم لا يعقلون كما وصفهم القران الكريم. وهذا الشتات في المواقف الذي نراه يوميا بين أعضاء العصابة لا يعدوا عن الوصف القرآني أيضا بسم الله الرحمن الرحيم ((تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى)) صدق الله العظيم.
كأننا نسينا ما قال لنا عز من قائل بسم الله الرحمن الرحيم ((لا يقَٰتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِى قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَآءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُون)) صدق الله العظيم
اليس هذا ما نراه اليوم؟ لا يقاتلون الا في قرى محصنة وهي ادق وصف لمغتصباتهم الذي يطلقون عليها أسم ((مستوطنات)) ولمن أراد يمكنه التعرف على تصميم ((المستوطنات)) وسيرى كيف بنيت بجدر خلفها جدر محصنة وفي المنازل ذاتها كيف صمم كل بيت بطريقة محصنة ويحتوي على غرف "محصنة" حسب وصفهم هم انفسهم، أو من وراء جدر (( كم من جدار )) للمير كافا و النمر ؟ وكم جدار صنعوه في غزة ليقفوا خلفة؟ وقبل ذلك الا تذكرون ((الجدر)) التي بنوها بيننا وبينهم؟ تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ((الم نر الخلافات الشديدة بينهم)) ونحن الذين كنا نعتقد أنهم في صف واحد وهل ما يفعلونه وما يصرحون به من أفعال وأقوال العقلاء؟ انهم حقا قوم لا يعقلون.
والله أنهم لأوهن مما كنا نظن، والله ان السابع من أكتوبر وما بعده كشف وهنهم وضعفهم وشتات أمرهم، لا تسلموا أنفسكم للوهم ولا للضعف، لدينا كل مقومات الانتصار وباستطاعتنا دحرهم بأماكننا لو توفرت النية الصادقة أن نشغل مطارات العالم باستقبالها للهاربين المهزومين، لا نحتاج أكثر من النية الصادقة، واني لأرجو ان يتوقف الواهمين بأحلام وخرافات "الحلول الدبلوماسية " عن ترديد ذات العبارات المتعلقة بال"مؤسسات الدولية " وهيئات "حقوق الانسان" هل من قتل عشرات الالاف وهدم كل مقومات الحياه ، هل من نبش القبور وسرق الموتى ، هل من يرى في كل ذلك "عقاب" غير كاف يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون "سياسي" أو "دبلوماسي" ؟ هؤلاء المجرمين لا يفهمون الا اللغة التي حدثتهم بها القسام و السريا لا يفهون الا لغة أهل غزة، هذه اللغة التي هزمتهم ومرغت وجوههم بالتراب، لغة الصمود و التصدي، وكل ما نراه اليوم كمن يرقص مذبوحا من شدة الألم، و الله قد أذاقوهم الذل و الألم ولو قيض لغزة من يدعمها باليسير لرأينا العجب العجاب.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد