صغيرتي هند

mainThumb

12-02-2024 01:41 AM

المجتمع الدولي، المنظمات الإنسانية، المنظمات الحقوقية .......
هل تعلمون ان هند استشهدت؟ هل تعلمون ان قلبها الغض الرقيق تعرض لأقسى أنواع الخوف والرعب والفزع؟ هل تعلمون بأنها عاشت ساعات وربما أيام بين جثامين ذويها وبين دبابات العصابة المجرمة التي تزودونها بكل إمكانيات القتل والرعب والصمت على اجرامها؟ هل تعلمون بأن هند لم يتسنى لها بعد تبديل اسنانها اللبنية؟ هل تعلمون بأن هند لم يتسنى لها ان تلعب مع أقرانها في روضة أطفال كباقي أطفال العالم؟ هل تعلمون بأنه لم تتح لها الفرصة ان تتعلم كتابته الاحرف ولا ان تربط بين صورة وحرف؟ هل تعلمون بأن هند لم تتقن لفظ معظم الأحرف بعد؟ هل تعلمون يامن أنشئتم كل المنظمات التي تدعي الاعتناء بالطفولة والحقوق والإنسانية بأن هند كان أكبر همها فستان العيد؟ هل تعلمون بأنها لم تتعلم بعد ربط حذائها؟ هل تعلمون أن هند لم يقدر لها أن تتذوق الشكولاتة التي كانت تراها على شاشات التلفاز فقط بسبب دعمكم لحصار بلدها الذي وجد قبل ان تولد بسنوات؟ اتدرون أن من عاشت كل هذا الرعب لم تكمل السادسة من عمرها؟
ماذا صنعت هند؟ ما هو الذنب الذي اقترفته طفولتها حتى تصبوا جام حقدكم وعصريتكم واجرامكم عليها؟ لم لم تتركوها تكمل حياتها كطفلة يتيمة في مخيم بائس؟ أو كلاجئة في دولة تخططون لتهجير ما تبقى من أهلها اليها؟ لم لم تتركوها تتنفس هواء غزة الذي ملئ برائحة بأرودكم وحقدكم واجرامكم؟ ام ان حتى البؤس حرام على أطفالنا؟
ما أقبحكم وما أسوأكم!!!
كنا نعتقد حتى اليوم وحتى قبيل لحظات من الانباء المفزعة عن ظروف استشهاد هند بأن نصف العالم متآمر مشارك في الجريمة بشكل مباشر ونصفه الاخر ضعيف متخاذل ولكن تبين بأننا كلنا شركاء في الجريمة ولا يمكن اتخاذ الضعف كمبرر للسكوت عن الاجرام، الجميع مساهم في قتل الطفولة والإنسانية والحق، كل جرائمكم واضحة وضوح الشمس ولكنكم زورتم معايير الحق وخطفتم بنود العدالة، أي عذر نقدمه لك يا صغيرتي؟ أتدرين يا طفلتي الحقيقة بأن ما جرى لك من اجرام أهون من الاجرام الذي نعيشه كل ساعة، انت الان في مكان لا ظلم فيه ولا قهر ولست مضطرة لمتابعة الاخبار الموحشة ولست مضطرة لان تكوني شريكة بصمتك على أية جريمة ولست مضطرة كذلك لرؤية وجه كيربي وأمثاله كل يوم، لست مضطرة لان تسمعي "المجتمع الدولي" يناشد "المجتمع الدولي" كي لا تقتلك الة الاجرام الصهيوني التي يدعمون، لست مضطرة لان تسمعي تخريف بايدن ولا كذب بلينكن ومن دار في فلكهم، لست مضطرة ان تكوني شاهدة على قتل الطفولة كل ساعه ، ولا على قتل العجز العزل كل دقيقة .
أيها القتلة المجرمون كانت هند في السيارة كانت تظن انها ذاهبة في نزهة، كانت سعيدة بالركوب في المقعد الخلفي بجانب النافذة، ولكنكم حولتم أحلامها الرقيقة الى كابوس، حاصرتم براءة الطفولة بين جثامين ذويها الطاهرة ويبين حمم القصف والخوف والاجرام ولكن العزاء الوحيد انها كانت في معية الله العادل، من المؤكد انه انزل السكينة على قلبها وربما نامت بين ذراعي أحد الشهداء ولم تشعر بما شعرنا به من فزع عليها، من المؤكد انها كانت تعتقد ان ما يدور حولها حلم، فهي لم تعلم بعد معنى الاجرام وربما كانت ترى ما لا نرى وتسمع ما لا نسمع. ولكن لابد وأنها عاشت كذلك لحظات صعبة ومفزعة وهذا من العدالة الإلهية، حتى تكون طفولتها شاهدة على الاجرام وان لم تعلم بعد معنى الشهادة ولكن الله يعلم ويعلم انها ابنة شعب ظلم وقهر مثلها تماما، ليس على يد عصابة الاحتلال فقط وانما على يد العالم الذي خذلها وتامر على طفولتها واحلامها البريئة براءة وجهها العذب وبراءة دمائها التي ستكون لعنة الى الابد في عنق كل من شارك وساهم في اغتيالها من قريب او من بعيد.
اعلموا أيها "المجتمع الدولي " بمنظماته ومؤسساته بأن هند شهيدة شاهدة على اجرامكم وان دمائها الطاهرة ستظل لعنة في أعناقكم الى الابد، وأنكم ستقفون بين يدي الله العادل وسيسألكم عن هند، سيسألكم لماذا قتلتم براءتها وسفكتم دمها. قتلتم قبل هند وبعدها الالاف الأبرياء بدم بارد، كان بإمكانكم ان تستمروا بخداع العالم وتظهروا أحد وحوشكم وهو يحتضنها ويوصلها الى ام فطر قلبها على مدار عدوانكم المجرم، ولكنكم ابيتم الا ان تظهروا لنا حقيقتكم،
هند لم تستشهد بقصفكم الهمجي المجرم على منزل امن اسقطتموه على رؤوس أطفال ونساء، هند تم اغتيالها على يد عصابتكم في رسالة لنا جميعا بانكم سفاحون قتلة لا فرق لديكم بين كبير وصغير لا فرق لديكم بين مقاوم باسل او سيدة تجاهد لتصنع خبز لأطفالها او طفلة تقطر البراءة من وجهها كما يقطر الندى على جبين الصباح،
كان بالإمكان انقاذها، اجل كان بالإمكان، ولكن تعطشكم لدماء الأبرياء، همجيتكم التي لا يسعها حد ولا يوقفها شيء هي من أقدمت على اغتيال البراءة في مهدها. خضوع الساكتين عن قول الحقيقة شريك كذلك في اغتيال هند، ضعفهم أمام إرهاب عصابة الاحتلال وداعموها شريك بشكل او باخر، تشبثهم "بالدبلوماسية" مشارك في اغتيال الطفولة.
يا رعاة الاجرام العالمي في واشنطن يا من خدعتم نصف العالم وتآمرتم على النصف الاخر، يا من أرهبتهم معظم البشرية.، يا كل من وقف في صف الاجرام في اتحاد الظلم والكراهية، يا كل من مول وشارك وتعاطف وساند عصابة أقل اوصافها بأنها مجرمة ستقاتلكم روح هند وستقاتلكم براءتها وستحل عليكم لعنة دماء الأطفال، ستلاحقكم أرواح النساء، ورائحة الخبز الذي كن يعددنه لصغارهن على حرارة الروح.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد