قتيل أم شهيد؟
في الصحافة دورنا أن نعطي التوصيفَ الدقيقَ للحالة من دون أي إضافات دينية أو سياسية أو آيديولوجية، ولهذا عندما يقتل شخصٌ نصف الحادثة بأنَّها حادثة «قتل»، وبأنَّ الضحية «قتيل». هذا هو التوصيفُ الواضحُ والدقيق، ولكنَّ الاعتراضَ يأتي من طرف يقول لماذا لا يوصف بأنَّه «شهيد»؟ هنا ينتهي دورُ الصحافة ويبدأ دور رجل الدين الذي يرى في المقتول شهيداً أو لا، وليس دورنا نحن الصحافيين. فعلُ العكسِ سيجعلنا نلعب دوراً غيرَ دورنا وهذا خطأ. وقد يكون فعلاً المقتول شهيداً، بحسب المعنى الديني، ولكنَّ هذا ما يجب أن يُعلنَ عنه الدعاة أو الفقهاء لا الصحافيون. ولو فرضنا وذكرنا أنَّه شهيدٌ، فهل سيعني أنَّه فعلاً شهيدٌ؟ الأمر عند اللهِ تعالى فقط. بالطبع من حق أهل الضحية المكلومين أن يروا في ابنهم المقتولِ شهيداً، وكذلك الدولة التي ترى الجندي الذي قُتل في جبهة الحرب شهيداً، ولكنَّ الصحافة دورها أن تلتزمَ وصفَ الحادثة كما جرت في الواقع والبقية متروكة للآخرين، ولو فعلت العكس لفقدتِ البوصلة، ودخلت مساحاتٍ ليست من اختصاصها، واستخدمت صلاحيات لا تمتلكها ولا حتى تفهمها.
ثانياً: لا يقصد بوصف «القتيل» أي إساءة على الإطلاق، ولكنَّ عملَنا يتطلَّب منا ذلك. مثلما يقول الطبيب للشخص المراجع عنده «المريض». هل يعني أنَّه يسيء له؟ بالتأكيد لا، ولكنَّه يصف حالته الصحية. وهناك من يقولون لماذا لا تقولون وفاة وتخرجون من هذه الإشكالية؟ ولكنَّ الوفاة تعني الوفاة الطبيعية، وعندما أقول للشخص المقتول إنَّه توفي، فهذا يعني أنَّني أنقلُ معلومة مغلوطة للمشاهد، وعملنا الرئيسي يلتزم تقديمَ معلومة دقيقة وتوضيح الصورة وليس تشويشها. وهناك من يستخدم مصطلح «ارتقى» أي ارتقاء للسماء، وهذا أيضاً وصفٌ ملتبسٌ ويحمل دلالات دينية ليست من اختصاص الصحافة.
ثالثاً: وصف «قتيل» لا يحمل أي إساءة في معناه، فهو ببساطة توصيف لما جرى. ولا يتطلب أن نستدعي آياتٍ قرآنية أو أحاديثَ نبوية ذكرت القتل حتى عن الرسول الكريم، لأنَّه أمرٌ طبيعي ولا يستحق التفكير، لأنَّه عملياً لا يسيء ولا ينتقص بأي حال من الأحوال. الإشكالية المختلقة لدينا أنَّه تم شحن هذا المصطلح بدلالات سلبية جارحة لكرامة الميت، لدرجة أنَّنا نسينا معناه الأساسي وأصبح يفجر الغضبَ والحساسياتِ بلا داعي. أضف إلى ذلك أنَّ وسائل إعلام عديدة أصبحت تستخدم مصطلح «الشهادة» لأسبابٍ سياسية وآيديولوجية حتى اعتاد عليه الناس ونجّسوا مصطلح «القتل» وعدُّوه انتقاصاً من المقتول الذي يرتبطون معه في الدين أو العرق أو الوطن.
وهذا يقودنا إلى النقطة الرابعة: وهي استخدام وسائل الإعلام لمصطلح «شهيد» فهو يدخلها في إشكالية مهنية، لأنَّها خرجت عن المعايير الصحافية، وبعضها تفعل ذلك لأسباب لا علاقة لها بالمهنة. ولكن لو استخدمنا المنطق ذاته وافترضنا أنَّ قتالاً اندلع بين «فتح» و«حماس» (وقد حدث سابقاً)، فمن يكون الشهيد بينهما؟!
الصحيح أنَّنا نقول كلهم قتلى، ومن حق الطرفين أن يطلقوا على قتلاهم «شهداء!». الشيء ذاته يمكن تطبيقه على القتال الدائر بين الجيش السوداني والدعم السريع، ماذا نقول عن الضحايا من الطرفين؟ مرة أخرى التوصيف الصحيح «قتلى»، ومن حق ذويهم أن يطلقوا عليهم الألقاب التي يرونها ولا اعتراض على ذلك. والشيء نفسه يحدث في ليبيا واليمن وغيرهما. ولو تم استخدام «شهيد» فيجب أن يعتمد في كل الحروب والنزاعات والصراعات وليس عملية انتقائية. وهذا ما لا تستخدمه وسائل إعلام تسمي الضحايا على يد القوات الإسرائيلية «شهداء»، ولكن عندما تقتلهم الميليشيات في سوريا، أو العراق، أو «حزب الله»، أو «القاعدة»، يتحولون إلى «قتلى»، رغم أن الجميع أبرياء مدنيون قتلوا ظلماً بطريقة مرعبة ووحشية. مرة أخرى، القتل توصيف وليس حكماً أخلاقياً على المقتول ولا تبرئة للقاتل، وبعض الصحافيين يرون أن هؤلاء القتلى الأبرياء شهداء ويتألمون لمصيرهم، ولكن إذا ارتدوا قبعة الصحافي يمارسون عملهم بناء على معايير محددة، مثل الطبيب الذي يزيح مشاعره قبل دخول غرفة العمليات، ورغم أنَّ الفكرة بسيطة ولا تحتاج لتوضيح، فإنها تثير بشكل مؤسف غضب البعض، وهذا أيضاً مفهوم لأنَّ المشاعرَ تغلي في حالات القتل، ومفهوم أيضاً أنَّ المصدومين يبحثون عن مكان لأحبابهم في الجنة حتى يشعروا بالاطمئنان ويسعى البعض ليجد كبش فداء يفرغ فيه غضبه ولا يرى أمامه، لسوء حظنا، إلا غيرنا – العاملين - في الإعلام. والصحافيون لا يتعمدون أي إساءة أو انتقاص أو إهانة، ولكنَّهم في النهاية يقومون بعملهم حسب التقاليد والأصول التي تعلّموها. من مصلحة الجميع أن يحصلَ على المعلومة الدقيقة والوصف الصحيح والإخلال بهذه الشروط مضر، لأنَّ المجتمع يحتاج إلى مصادر موثوقة للمعلومة الدقيقة وسط سيل من الأخبار الزائفة الذي يجتاحنا من كل مكان. وهذا ما يلتزمه الصحافيون، فاتركوهم يقومون بعملهم كما يعرفونه.
سورية تغلق معبرا مع تركيا إثر اقتراب حرائق الساحل من الحدود
اللجنة التنفيذيّة لمجلس كنائس الشرق الأوسط تختتم اجتماعها في بيروت
اتفاقية تعاون بين الأردن والاتحاد الأوروبي لمكافحة الجريمة والإرهاب
قاضية أمريكية توقف الاعتقالات العشوائية للمهاجرين بكاليفورنيا
وفاة شاب متأثرًا بإصابته بطلق ناري إثر خلاف في الحلابات
3413 مخالفة عمل و3823 شكوى عمالية حتى أيار
أطباء بلا حدود: تجويع متعمد وسوء تغذية غير مسبوق في غزة
مصادر فسطينية: مفاوضات الدوحة بين اسرائيل وحماس مستمرة
دعوات لإعلان حالة طوارئ في أمريكا .. بسبب هذا المرض
يهودي عراقي يلاحق فرنسا .. حولت قصر عائلته لسفارة مجاناً
خامنئي يوجه رسالة تهديد للأمريكيين .. تفاصيل
هجوم دموي لمستوطنين يوقع شهيدين شمال رام الله
كم بلغ سعر الذهب في السوق المحلي السبت
وقف ضخ المياه عن مناطق في المملكة .. أسماء
بتوجيهات ملكية .. طائرة إخلاء طبي لنقل عائلة أردنية من السعودية
مدعوون لإجراء المقابلات الشخصية .. أسماء
مهم من التربية بشأن تصحيح امتحانات التوجيهي
دفعة تعيينات كبيرة في وزارة التربية - أسماء
استدعاء 350 مالك شاليه بجرش لهذا السبب
مهم من الحكومة بشأن انخفاض أسعار البنزين وارتفاع الديزل والكاز
الحكومة تمنح قروضاً بلا فوائد لهذه الفئة
تفاصيل القبول الموحد في الجامعات الأردنية لعام 2025
تحذير مهم من مهرجان جرش للجمهور
الاعتداء على الصحفي فارس الحباشنة أمام منزله في عمّان .. صور
مشاجرات دامية بالعاصمة خلال يوم واحد .. تفاصيل
تكفيل النائب الرياطي ومنعه من السفر
موجتا حر في تموز 2023 وحرارة تصل الى 40 درجة مئوية
ما مصير النائب المتهم بتهريب مستندات من مقر جماعة الاخوان المحظورة