أمي يا مفتاح جنتي

mainThumb

22-03-2024 02:58 PM

من قال أن للأم يوم وعيد واحد ؟! والحقيقة ان كل يوم بقرب الأم عيد، وإن غاب محياها، فروحها الطاهرة لا تغيب، وفيض حبها نهر لا يجف ولا يفنى، فالعيد في قربها أو بعدها وهي مفتاح الجنة .
ومن قال أن الأم هي من أنجبت فقط؟! فالأخت الحانية المحبة المتسامحة التي ترعى أخوتها وتهتم بهم هي بمرتبة الأم، وكذلك المعلمة الفاضلة المخلصة في عملها وتربية طلابها ، والخالة الحنونة التي تقدم المودة والمحبة والحنان بصدق، والجدة التي ترعى أحفادها وتعتني بهم وترعى شؤونهم ، ومن تتبنى يتامى وتربي وتسهر وتقضي عمرها من أجلهم. فالأم هي تلك المعاني الجميلة الفريدة التي تتلخص بالقرب والسعادة والإيثار والمودة والحنية والعطف والإهتمام المتواصل.
دعيني أمي أحيك من ظفائركِ الرقيقة الرمادية العبقة التي تشع نوراً قصص المجد والعز والفخر والتضحية، دعيني أمي أتأمل بكل خط علمه الزمن على تعابير وجهك المقدس، عند وجنتيك وعينيك وجبينك: فكل خط يروي مئات الحكايات من الصبر والتضحيات،
دعيني أمي أضم عكازتك التي لو نطقت لتلفظت بلا كلل ولا ملل وللأبد بكل ألم وهم وتعب كان من أجلنا.
دعيني أضع راية العشق الأبدي والفخر والعز على ظهرك الحاني، الذي أرهقته وأوهنته مسيرة البطولات التي شهدها هذا الجسم الخارق من حمل وولادة ورضاعة وعناية وسهر وكد.
دعيني أماه أخلد نظارتك العريقة لأضعها في أعظم متاحف العالم، كم تعبت هذه العيون وذرفت من الدموع وأنهكت واستُهلكت طاقاتها، ما بين الألم والأمل، كم كانت تراقب كل صغير فينا حتى يكبر بكل تفاصيله: بحجمه ومشيته وكلامه، كم فرحت لفرحنا وحزنت دامية لحزننا، حتى غدت ضعيفة واستسلمت غير قادرة على مواصلة المسير والنظر بسلام.
كم أنتِ رائعة يا أمي:
كروعة تسابيح الفجر وأذكار المساء،
كروعة أمنية نيلت بعد جهد وعناء،
كريحانة أبية تجذرت في صخرة صلداء،
كنخلة صامدة طالت وعانقت السماء،
كربوة من زنبق غضة جميلة غناء،
يا بسمة الربيع وفاكهة الصيف ودفء الشتاء،
يا طهر من زمزم شاف لكل داء،
سيخلد التاريخ إمرأة شعارها العطاء،
لتكون في الأمس والغد منارة شهباء.
كل يوم وكل دقيقة وأمي وأمهات العالم بالف خير وسلام.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد