دراسة إجتماعية للعقلية الصهيونية

mainThumb

07-04-2024 12:12 AM

في هذا المقال، خصصت ما يقرب من شهرين من البحث للإجابة على سؤال كان يحيرني: لماذا هذه القسوة القاتلة للصهاينة في فلسطين؟ هذا السؤال طرحته كل النفوس السليمة والإنسانية والحساسة ولكن تجاهلته أو حتى شوهته النفوس الغير واعية والغير إنسانية والمريضة التي تحب الأفعال والسلوكيات التي يُمليها ما يسميه العرب "شماتة" بمعنى الفرحة بمصائب ومعاناة الآخرين. قلت لنفسي إنه مهما كانت ضخامة مدى الشعور بالانتقام الذي يحركهم، فإن ما يفعلونه يتجاوز هذا الإطار، ولا يمكن أن يكون إلا بسبب اضطراب نفسي وعقلي. ثم تذكّرت أفلام ألفريد هتشكوك التي رأيت فيها حالات الجرائم التي ارتكبها أشخاص مصابون بأمراض نفسية وعقلية. اضطررت إلى مراجعة عدد كبير جدًا منها لاختيار تلك التي كانت محل اهتمام دراستي وكتبت ملخصاتها


لماذا أفلام هتشكوك: لسبب بسيط هو أن معظم هذه الأفلام تتمحور حول القتلة المصابين بأمراض نفسية وعقلية. كان هؤلاء المرضى قتلة (أحيانًا بالصدفة) أو شهدوا جريمة قتل أو مثل الصهاينة تم إخبارهم بتفاصيل جرائم قتل سجلت ذكرياتها في عقلهم الباطني والتي حاولوا احتوائها، فحولهم ذلك إلى مرضى يعانون من عقدة الذنب والاضطرابات السلوكية.



-I – معلومات أولية

ألفريد هتشكوك هو مخرج وكاتب سيناريو ومنتج أنجلو أمريكي. ولد في 13 أغسطس 1899 في ليتونستون وتوفي في 29 أبريل 1980 في بابلز. أخرج ثلاثة و خمسين(53) فيلماً، تعتبر معظمها، إن لم تكن كلها، من روائع السينما.

واستغل أربعة أنواع من السيناريوهات الإجرامية الناتجة عن الاضطرابات النفسية و العقلية المؤدية إلى اتهامات باطلة، وجرائم ناتجة عن العجز الجنسي، وتلك المتعلقة بالعلاقات مع جواسيس قتلة، وتلك المتعلقة بنقل اللوم الذاتي المؤدي إلى الشعور بالذنب و إلى مشاكل سلوكية تصنف على أنها أمراض نفسية و عقلية.

محاولة احتواء الجريمة : محاولة احتواء جريمة قتل حدثت في ماضي شخص ما أو طفولته يعتبرها هتشكوك نوع من الكبت يمثل السبب الرئيسي للاضطرابات العقلية و النفسية التي لها التأثيرات التالية: اتهام الذات و الشعور بالذنب.

العقل الباطني : الذي يسميه فرويد اللاوعي نتعرض إليه في كل من علم النفس والفلسفة فهو عبارة عن حالة نفسية لا ندركها ولكنها تؤثر على سلوكنا و تتحكم في وظائفنا (من بينها : الهضم و ردود الفعل) و تدير غرائزنا وعاداتنا وحدثنا. فالعقل الباطني يمثل الصندوق الأسود لجسدنا الذي تسكن داخله جميع ذكرياتنا و أفكارنا وتصرفاتنا التي عشناها بما في ذلك حتى التي نسيناها.

عقدة الذنب: عند محاولات احتواء أو خنق جريمة فعند مشاهدة جريمة أخرى، نصبح عرضة لنقل الذنب الذي يتمثل في إلقاء اللوم على أنفسنا، معتقدين أننا نحن مرتكبوها. إثر ذلك يمكن للمرء أن يصبح يعاني مرض نفسي يسمى عقدة الذنب.

الاضطرابات السلوكية: هي سلوكيات تدل على وجود مشكلة في تكيف الفرد مع البيئة المحيطة به لأنه عنيف، أو عدواني،أو مجرم، الخ

-II- الأفلام المتعلقة بالقتلة المصابين بأمراض نفسية و عقلية

تستخدم مقالتي فقط حالات عقدة الذنب والاضطرابات السلوكية، التي درسها سيغموند فرويد (1856 ـ 1939)، مؤسس التحليل النفسي، في عمله على اللاوعي. على سبيل المثال، سأقتصر على الفيلمين التاليين:

فيلم ظل الشك "أو قصة الرعب النازي المقنعة": يحكي قصة "العم تشارل" القاتل لعدة أرامل أثرياء. نازي، تطارده الشرطة، يلجأ إلى أخته حيث سيحاول قتل ابنتها، التي اكتشفت جانبه الشيطاني. كان مذهولًا من ذكريات الحرب المكبوتة داخل عقله الباطني، فحبول له اضطرابه أنه مكلف بمهمة تخليص العالم من الأرامل الأثرياء عديمة الفائدة. كانت أفكاره مطابقة للأفكار النازية، التي تساوي بين اليهود والحيوانات وبشر دون البشر عديمي الفائدة و يساند قراهم في خصوص إبادة كل كائن لا فائدة فيه مثل اليهود الموجودين في بولندا.


ملاحظة: [يمكننا هنا أن نلاحظ التشابه بين أفكار النازيين والصهاينة]. وهذا يثبت أن الشر المدمر و الجنون يمكن أن يوجدان أينما وجد الطغاة والمتعصبون. لكن من كان يتخيل أن الشر و الجنون سينتقلان ذات يوم من الجلادين إلى الضحايا (من النازيين إلى اليهود)؟ كيف يمكننا أن نقبل أن أولئك الذين عانوا من أسوأ الشر الذي عرفناه يلحقونه بالبشر الآخرين؟

لن نجد الجواب إلا من خلال قبول فكرة نقل الذنب الناتج عن الاضطرابات النفسية و العقلية. بالنسبة "لتشارلي"، فإن اضطراباته ترجع إلى محاولات احتواء جرائم الحرب التي شهدها.

فيلم “الطيور”: يقتصر على سرد هجمات شرسة وغير مبررة للطيور على سكان بلدة صغيرة، مما ينشر القلق والرعب! يُترك تفسير الفيلم لتقدير المشاهد: يمكن لكل شخص أن يكون لديه تفسيره الخاص.

أنا شخصياً رأيت درسين كامنين في هذا الفيلم: 1ـــ سبب خفي للسلوك غير المعتاد للطيور المذكورة والمعروفة بأنها مطيعة و مسالمة و حتى خوافة (تابع نظري). ومن ثم لا يمكن أن يكون السبب إلا بسبب اضطراب عقلي، متأتي من التلاعب البشري . يعتقد الإنسان أنه سيد الطبيعة ويسمح لنفسه بالتلاعب بها بحرية، ولكن عندما تفشل إحدى تجاربه، فمرحباً بالضرر. 2 ـــ في نفس الوقت يحذرنا هذا الفيلم من أن الشر يمكن أن يأتي من حيث لا نتوقعه، حتى من أولئك الذين نعتقد أنهم ضعفاء (تابع ! (! نظري مرة أخرى

-III- مقدمة

عقدة الذنب والمشكلات السلوكية عند الشباب كثيرة، خاصة عندما ينقل الكبار إليهم همومهم (الخوف، القلق، صعوبات الحياة، الخوف من الموت، وغيرها). فهل ندرك المشاكل السلوكية التي نغرسها في الأطفال الذين يضطرون إلى تعلم كيفية استخدام الأسلحة للقتل، بدعوى حماية أنفسهم؟ السلاح ليس لعبة ولا يمكن أن يحل محلها. إن أعز وأشد ما يشغل الطفل هو اللعب، حيث يخلق عالمه الخاص وشعره فيقوم بتطوير عالم وأنشطة خيالية في لعبته والحقيقة أننا نجد في الطفل الفيلسوف والفنان. هل ندرك المشاكل السلوكية التي نغرسها فيهم عندما نتحدث معهم عن الظلم والمعاناة والألم الذي تعرض له أجدادهم بعد المعاملة النازية؟ هل نعلم أننا سندمر كل ما هو بريء فيهم؟ هل نعلم أننا نفتح لهم على سبيل المثال أبواب : اضطراب المعارضة الذي يؤدي إلى الغضب، والتهيج، والاستفزاز، والعناد والكراهية، واضطراب السلوك الذي يؤدي إلى: التخريب (تدمير ممتلكات الآخرين)، والكذب، وخرق القواعد و انعدام الضمير وما إلى ذلك.

من جهتي أرى في هذه الأخطاء استعارة (مقارنة) تأتي من التشبيه مع بذور النباتات الضارة التي نزرعها أو التي تقع في الأرض عن طريق الخطأ. والتي، بعد فترة معينة، تسمح بظهور نباتات سامة تنشر الموت بعدة طرق: عن طريق الخطأ، أو عن طريق الصدفة، أو عن طريق استخدامها في جرائم مع سبق الإصرار.

-IV-تطوير الفكرة.

مثل أي شخص آخر، قبل هذه الدراسة، كانت تفسيراتي مبنية على رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي والفلسطينيين، في إطالة أمد الحرب، لأسباب مختلفة ، بدون أن ننسى المناورات القادمة من الخارج، من جانب أولئك الذين يبذلون قصارى جهدهم، من أجل مصالح اقتصادية وسياسية، لجعل الأمر يستمر لأطول فترة ممكنة. وفي أحد الأيام، عندما تذكرت أفلام ألفريد هتشكوك، استنتجت أن الإجابة على سؤالي موجودة بالفعل في أفلامه! في الواقع، كل شيء تم تضمينه بوضوح في عمل هذا المخرج اللامع! وبالتحديد في الجرائم المرتبطة بالقتلة الذين يعانون من عقدة الذنب و من اضطرابات سلوكية (أمراض عقلية) التي وصفناها. خلال طفولته، كان الناس يتحدثون في كل مكان تقريبًا عن القضية الجنائية الشهيرة "جاك السفاح " التي حدثت قبل ولادته بحوالي عشر سنوات واستلهم منها فيلمه (المستأجر) . وبعد ذلك، ركز عمله على سبب الجريمة وآثارها. تتعلق الجرائم التي وصفها هتشكوك باضطراب نفسي وعقلي ناجم عن الإدارة المنحرفة لاحتوى جريمة. يتعلق هذا الوضع ببعض الأشخاص الذين مروا، بشكل عام في ماضيهم وبشكل خاص في طفولتهم، بحالة غير عادية مرتبطة بجريمة قتل ارتكبوها (أحيانًا عن طريق الخطأ) أو شاهدوها أو حدثوهم عنها . يتم تسجيلها في الصندوق الأسود الخاص بهم والذي يتكون من العقل الباطني. بمجرد أن يذكرهم عنصر ما في حياتهم بهذه الجريمة (شخص، شيء، إيماءة،موقف،حدث، وما إلى ذلك)، فإنهم يتحولون أولاً إلى أشخاص مرضى عقليًا ثم إلى مجرمين يقومون بتنفيذ جرائم قتل بطريقة طائشة علاوة عن ذلك يتهمون أنفسهم (نقل الذنب) بجرائم قتل لم يرتكبوها، مما يجعل ضمائرهم تطاردهم و تؤلمهم.

إن أسوأ وأخطر الاضطرابات النفسية (عقدة الذنب والاضطرابات السلوكية) هي التي تصيب بعض الأشخاص أو المنظمات أو الدول ذات السلطة: السياسية أو المالية أو الإعلامية أو العسكرية. وذلك لأنهم يشعرون بأن لهم حصانة و مال يجعل انهم فوق القانون . فإنهم يصبحون مجرمين متوحشين، غالبًا بأرواح شريرة وعقول فاسدة وقلوب غير إنسانية. لإخفاء الجانب المحزن لأفعالهم ومحاولة الهروب من العدالة الإنسانية، والاستهزاء التام بالعدالة الإلهية: سيستأجر هؤلاء المجرمون، بالوسائل المتاحة لهم، من ينفذ أعمالهم الدنيئة. إن العمى والوقاحة يجعل أنهم ينسون أن عدد كبير من أمثالهم قد اختفوا في تقلبات التاريخ وأن يوم الحقيقة سيأتي عاجلاً أم آجلاً وأن السقوط سيتبعه. ثم يعذبون بالندم ويذلون و يتعرضون لأسوأ الإهانات . وسوف يتركون ورآهم، إرثا مظلما لأحفادهم. وعندما يدركون مدى الذنب الذي يطاردهم يفقدون عقولهم.


كل شعب له أخلاقه التي تحددها الظروف التي يعيش فيها أو عاش فيها: يتجاهل المجرمون أي شكل من أشكال الحياء الأخلاقي. إنهم يعرفون تقديم صورة ذات احترام و يعرفون التحدث ببلاغة لخداع الآخرين وجعل أنفسهم موضع تقدير. لكنهم لا يترددون، عندما يحين الوقت للقيام بجرائمهم و مساندة القتلة. فهم وشركاؤهم، الذين يديرون ظهورهم للحقيقة وينظرون إلى الشر في صمت، يستحقون الحكم والنبذ من المجتمع. بالنسبة لهتشكوك فإنهم رجال عاديون واجهوا موقفًا استثنائيًا جعلهم يمزجون الوحشية والإغواء ويتصرفون كشياطين يجلبون الموت ويحرصون على إخفاء طبيعتهم الحقيقية.

-V- الخلاصة

يبدو لي أن هذه الدراسة، من خلال أفلام هتشكوك، تقدم تفسيرا السلوك الوحشي للصهاينة. واعتبارا من 7 أكتوبر 2023، سلوكهم يمليه المرض النفسي المتكون من عقدة الذنب و نوبة الاضطرابات السلوكية المؤدية إلى فقدان العقل و مفعول وهم الاضطهاد ! في الحقيقة أنهم يعتقدون أنهم منبوذون وكانوا يحاولون كبت ما تعرض له أسلافهم من تعذيب و قمع فلم يستوعبوا ما حدث لهم في 7 أكتوبر 2023 و لم يقبلوه. هذا اليوم كان يمثل النقرة التي أيقظت ما كان نائما في عقولهم فقد أدخلهم في حالة من القلق و الهستيرية و أغرقهم في معاناة ناجمة عن الرعب من إمكانية العودة لما سجله عقلهم الباطني (اللاوعي) من أفعال النازيين؛ مما جعلهم يفقدون كل أشكال الشعور الإنساني! لقد كسر يوم 7 أكتوبر مرآتهم، التي كانت تعكس لهم عظمتهم و مناعتهم، وحطم حلمهم العظيم في أن يكونوا شعب الكائنات المتفوقة على جميع الشعوب الأخرى و أسقط قناع ادعائهم بأنهم يكونون مجتمع ديمقراطي ومتطور. ففي حقيقة الأمر: فقدوا كل أشكال الشعور الإنساني وأصبحوا مجانين تمامًا، مستعدون لكل شيء بعد فقدانهم لكل شيء! كل ما تبقى لهم هو أكاذيبهم الكبيرة و السمينة، التي تجعلهم يعتقدون أنهم سوف ينتصرون في حربهم الجبانة.

-VI- خاتمة.


في ختام هذا المقال، أود أن أؤكد على أنه لم يكتب للتعبير عن أي كراهية، بل الهدف منه هو الرد على القلق، الذي أصاب عددا كبيرا جدا من البشر الذين لم يتحملوا المجزرة التي تحدث في فلسطين كل يوم و يشهدون صمت بعض السياسيين ومن بينهم بعض العرب المسلمين مع غطرسة الصهاينة الذين قرروا تحدي كل الأصوات التي رفضت الصمت أمام المشهد المرعب الذي يتجاوز كل الحدود و أريد أن أخاطب اليهود (وليس الصهاينة، لأنه من الواضح أن هؤلاء لا يريدون سماع أي شيء) ليسمحوا لي أن أقدم لهم بعضا لأحداث و النصائح:

ـــــــــــ1ــــ تألق العديد من أبنائكم في مختلف القطاعات في ميادين العلوم والآداب والفنون وما إلى ذلك، بعيدًا عن طريق الحرب.

ـــــــ2ـــــــ يثبت التاريخ أن أغلب الذين آمنوا باستخدام القوة دفعوا ثمناً باهظا.

ــــــ3ــــ فكروا في الصعوبات التي تواجهونها، وأنتم محاطون بالأعداء و في حالة تأهب دائمة خوفا من تحركات عدوكم.

ــــ 4ـ ــ تذكروا الصراع الشهير بين الرومان واليونانيين والذي قال عنه الشاعر اللاتيني هوراس: لقد انتصرت اليونان المنهزمة على منتصر شرس! (للتأمل).

ـــــ 5 ـــــ من المؤكد أن إمكانياتهم العسكرية اليوم مهمة جدًا ولكن التكنولوجيا تتطور ففكروا فيما يمكن أن يحدث لأحفادك إذا تم وضع أسلحة جديدة مماثلة أو أفضل من أسلحتكم بين أيدي الفلسطينيين. وانظروا أيضاً إلى مصير حروبكم إذا غيرت أمريكا موقفها منكم، أو أصبحت غير قادرة على دعمكم.

ـــــ6ـــــــ لقد علّقت على فيلم هيتشكوك "الطيور" بهذا الرأي: لا يمكننا دائماً أن نتكهن من أين يأتي الخطر ويمكن أن يكون منفذيه مِن مَن نعتبرهم ضعفاء وغير قادرين (للتأمل).

ــــ 7 ـــ ـ الاستثمار في السلام أكثر ربحا من الاستثمار في الحرب، فالحرب لا تخلف إلا الخراب بمختلف أنواعه بينما السلام يجلب معه السكينة والهدوء، وهما ركائز كل حياة سليمة، ويطرد التوتر، العدو اللدود لكل راحة عقلية..

ــــــــ 8 ــــــ اتبعوا طريق مانديلا وغاندي وتجنبوا من مثلكم يؤمن بفعالية وتأثير الأسلحة و بها. اعلموا أن بيع الأسلحة مربح للغاية بالنسبة لهم وأن دعمهم يبرره الربح من هذا النوع من التجارة.


ـــــ9ـــــ تؤكدون بكل وضوح و بصوت عال و بقوة أن فلسطين حق لكم لأنها أرض أجدادكم. يقودني هذا إلى أن أطرح عليكم سؤالاً (علاوة على ذلك، فإن هذا السؤال قد يتعلق بعدة حالات أخرى): هل لأحفاد مملكة قشتالة الإسبانية (الاسم الحالي أشبيلية)، الذين غزوا العالم الجديد (يُسمى اليوم أمريكا، تكريمًا لـلمستكشف أميريغو فسبوتشي)، يحق لهم، على نفس الأساس، أن يطالبوا اليوم بهذه الأرض؟



ــــــ10ـــــ غبائكم يجعلكم تخسرون عدداً كبيراً من أصدقائكم والأدهى أن أطفالكم اكتشفوا أكذبكم وقسوتكم. في رأيي، سيكونون أولئك الذين يوجهون لكم الضربة القاضية التي ستدمر كم.



ــــــ11ــــــ أكاذيبكم و وعودكم الكاذبة جعلتكم مثل الحيوان المجروح الذي يحطم كل شيء أمامه و لا يعرف كيف يتوقف.



ـــ 12ــ كلمة أخيرة: بعد الجبن الكبير للصيادين، والموت الرواقي (السلوك الذي يدل على الحزم، والهدوء الكبير في مواجهة الألم والمحن)، للذئب، قال ألفريد ديفينييي

ويا حسرتاه! قدّرت بالرغم نعتنا بكلمة رجال؛

كم أشعر بالخجل من بلاهتي

كيف يجب علينا أن نترك الحياة و شرورها،

أنتم الذين تعلمونه أيها الحيوانات السامية.



فبعد ما شهدت أعمالكم في حربكم الجبانة، وشجاعة مع سلوكهم الرواقي لأعدائكم، فقلت:

ويا حسرتاه! قدّرت رغم نعتكم بكلمة بشر؛

كم أشعر بالخجل منكم أيها القتلة الأغبياء

كيف يجب علينا أن نترك الحياة و رأسنا مرفوعا،

فالروح التي تتحدى الطغاة وحدها تعرفه.

 

الكاتب : المنصف من تونس .






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد