انفانتينو يكرس هيمنته على الكاف

انفانتينو يكرس هيمنته على الكاف

25-12-2025 10:03 AM

قرار رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم باتريس موتسيبي بتنظيم بطولة كأس أمم أفريقيا مرة واحدة كل أربع سنوات بعد النسخة القادمة لسنة 2027، بدلا من مرة كل سنتين، أثار صدمة كبيرة في الأوساط الكروية رغم أنه كان منتظرا منذ بضع سنوات، وأثار جدلا واسعا وردود فعل متباينة في الأوساط الاعلامية، بينما خيم الصمت والتحفظ على الفاعلين في الكرة الافريقية الذين لم يعلنوا صراحة تأييدهم لفكرة سعى من أجلها الأوروبيون كثيرا في عهد الراحل عيسى حياتو الى أن جاء الرئيس الحالي للفيفا جياني إنفانتينو الذي صار يعين رئيس الكاف وأعضاء مكتبه ويحدد مصير البطولات الافريقية، بعد أن كان الافارقة هم من يصنعون الفارق في انتخابات رئاسة الفيفا.
باتريس موتسيبي أعلن القرار البارحة بدون استشارة أعضاء الهيئة الكروية، وقرر بالمناسبة اطلاق بطولة دوري الأمم الأفريقية بالموازاة مع دوري الأمم الأوروبية تنطلق سنة 2029، من دون أدنى اعتبار للمسافات البعيدة بين بلدان القارة الإفريقية وصعوبة التنقل لاجراء مباراتين في ظرف ثلاثة أو أربعة أيام، وقرر إلغاء بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، وهي التي تأسست لتشجيع اللاعب المحلي والسماح للبلدان المنظمة بتطوير بنيتها التحتية وتشييد مرافق رياضية جديدة خاصة في البلدان الفقيرة، لكن الضغط الذي فرضه رئيس الاتحاد الدولي جياني إنفانتينو بتواطؤ من بعض أعضاء الكاف فرض منطقا قاومته الأسرة الكروية الافريقية لسنوات طويلة في عهد عيسى حياتو وقبله.
موتسيبي يبرر اللجوء الى الخيارات الجديدة بالرغبة في إعادة هيكلة الكرة الافريقية وتحقيق الانسجام مع التقويم العالمي للأحداث الرياضية، خاصة بعد أن واجهت صعوبات في تحديد تاريخ معين لبطولة كأس أمم افريقيا بسبب الرزنامة الدولية المزدحمة التي أعطت الأولوية لمصالح الأوروبيين الذين صاروا يتحسسون ويحتجون على مشاركة لاعبيهم في البطولة منتصف كل موسمين، لذلك أرادوا لها أن تجري في الصيف بالموازاة مع بطولة كأس أمم أوروبا والألعاب الأولمبية الصيفية، بعد أن فرض رئيس الفيفا مسابقة كأس العالم للأندية بالتناوب مع كأس أمم أوروبا والتي كانت سببا في تأجيل نسخة المغرب من الصيف الماضي إلى نهاية السنة.
المؤيدون لقرار إنفانتينو وموتسيبي على قلتهم، فرضوا منطقهم ومنطق الفيفا والاتحاد الأوروبي وبعض الفاعلين في الشأن الكروي الافريقي، الذين راحوا يهللون لقرار تغيير الموعد وزيادة جوائز المتوج بالبطولة إلى عشرة ملايين دولار، وإطلاق بطولة دوري الأمم الأوروبية لتعويض تقليص حجم المداخيل، وكذا إلغاء بطولة اللاعبين المحليين التي لم تعد تجد من يحتضنها، حيث اعتبروها قرارات ضرورية لتعزيز الانسجام والتنسيق مع الاتحاد الدولي لكرة القدم، وتطوير الكرة الافريقية وضمان مداخيل جديدة، وحماية اللاعبين المحترفين الأفارقة من الضغوطات التي يتعرضون لها من أنديتهم الأوروبية كل سنتين.
المعارضون للتوجه الجديد اعتبروا التغيير استجابة لمطالب الأندية الأوروبية التي تضغط منذ مدة، وأبدوا في الكواليس تخوفهم من التداعيات السلبية المترتبة عن تغيير مواعيد بطولة كأس أمم أفريقيا وتقليل عدد المباريات الدولية القارية الذي يؤثر على تصنيف بعض المنتخبات فنيا، حيث كانت المشاركة المتكررة تساهم في رفع تصنيفها، وكانت تعزز من فرص اللاعبين الأفارقة في التألق والحصول على اهتمام الأندية الأوروبية، حيث سيحد تباعد البطولات من بروزهم وتطور مسيرتهم الاحترافية رغم اطلاق بطولة دوري الأمم الافريقية التي لا يمكن أن تحظى بنفس الاهتمام الجماهيري، ولا يمكن للفوائد التجارية والتسويقية أن تعوض الخسائر المعنوية والفنية المحتملة للكرة الأفريقية.
الزمن والتجارب كفيلة بالكشف عن طبيعة التداعيات الفنية والمادية، لكن الأكيد أن القرارات الجديدة تشكل انتصارا ​لإنفانتينو والأندية الأوروبية المحترفة التي تعزز هيمنتها، و​تكريسا لضعف الهيئة القارية، والإفريقية التي تفقد هيبتها وسيادتها بتواطؤ من يحسبون على القارة السمراء ذاتهم.

اعلامي جزائري



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد