ماذا تبقى للسودان من ربيعه؟!
التداخل الذي حدث بين الثورة الأخيرة والحرب الراهنة، يعني مشاعر متضاربة بين الناس في هذا الشهر، وإن كانت مأساة الحرب وتداعياتها على البلد وأهله تبقى هي الطاغية، ولن ترحل بسهولة من الذاكرة السودانية الموجوعة.
أين أصبحت الثورة؟
بعد خمس سنوات لا تبدو الثورة السودانية في تعثرها مختلفة عن ثورات «الربيع العربي» الأخرى، بل إنها انضمت إلى نادي الدول الأكثر بؤساً التي انتهت ثوراتها في محطة الحرب. لا حرية، ولا سلام، ولا عدالة، بل حرب طاحنة، عمقت الخلافات والجراحات. دمرت البلاد ودفعت بملايين السودانيين إلى الشتات في الداخل والخارج، ووضعت أكثر من ثلثي السكان على حافة الفاقة والجوع.
حتى في ظل هذا المشهد البائس ترى من لا يزال يحاول المتاجرة بالثورة وشعاراتها. فمن المضحكات المبكيات أن ترى أن من قتل الشباب في انتفاضة سبتمبر (أيلول) 2013، واستخدم أداة لمحاولة قمع ثورة 2018 في بداياتها، وشارك في مذبحة فض اعتصام القيادة، يتاجر اليوم باسم الثورة، ويقول إنه يعمل لتحقيق أهدافها. طرف ارتكب الإبادة العنصرية في دارفور التي كان شباب الثورة يهتفون لأجلها «يا العنصري المغرور... كل البلد دارفور»، يأتي اليوم ليقول إنه المدافع عن أهداف الثورة، والرافع لراياتها، والمقاتل من أجل مظلومي الهامش والحرية والعدالة. هؤلاء واهمون إذ يحسبون أنهم يستغفلون الناس بالحديث عن الثورة، وكأنهم هم صناعها وأملها في تحقيق الديمقراطية، بينما الواقع يشهد على حجم ما ارتكبوه من انتهاكات، وما أحدثوه من دمار.
من المضحكات المبكيات أيضاً أن ترى أن من لم يشارك في الثورة، ولم يُعرف عنه أي نضال من أجلها عندما كان النظام السابق في أوج قوته، ولم تسمع له صوتاً أو ترى له حراكاً عندما كان شباب وشابات الثورة يتصدون لقمع أجهزة نظام البشير في الميادين والجامعات، يملأ الدنيا صراخاً اليوم، وكأنه من صنع الثورة، وتقدم صفوفها.
كثيرون لم يخرجوا في مواكب الثورة إلا بعد أن أيقنوا انتصارها وشاهدوا النظام السابق يترنح، فسارعوا للانضمام إلى مواكب الاحتفالات، وملأوا الدنيا ضجيجاً بعدها، وأصبحوا الأعلى صوتاً. لا تعرف هل تضحك أم تبكي عندما تسمعهم يجتهدون في استخدام اسم الثورة في كل جملة ينطقونها. هؤلاء المتاجرون بالثورة، أصبحوا عقبة بمزايداتهم، وأسهموا في تأجيج الخلافات، والمماحكات، التي عطلت الثورة، وانتهت إلى إشعال الحرب.
أين شباب الثورة الذين كانوا وقودها الحقيقي وبذلوا التضحيات من أجلها؟
شباب الثورة تشتتوا مع أهاليهم بسبب الحرب. توقفت دراستهم، وكُبحت طموحاتهم، وعُطلت أحلامهم، وبات مستقبلهم في مهب الريح. الأولوية لهؤلاء أن تنتهي الحرب، وتعود الجامعات والمدارس، وتستأنف الحياة دورتها الطبيعية. ضاعت أحلامهم في ثورتهم التي وئدت بسبب صراعات من قفزوا لتصدر المشهد والتنازع على كعكة السلطة.
كثيرون ممن يزايدون باسم الثورة كانوا سبباً في وأدها. أحزاب كان بعضها يريد فترة انتقالية طويلة، لأنه يرى أن انتخابات مبكرة لن تمنحه حصة في السلطة، ولا مقعداً على كراسيها. خذلوا الثورة عندما سارعوا لتوقيع اتفاق شراكة مع المكون العسكري في الوثيقة الدستورية، ثم خرقوا الوثيقة مرة ثانية عندما هرعوا لتقلد مناصب في الحكومة، وعندما أجلوا تشكيل مجلس تشريعي كان يفترض أن يكون رقيباً على السلطة، ويوسع دائرة مشاركة قوى الثورة وشبابها. وافقوا بعد ذلك على تمديد الفترة الانتقالية بعد توقيع اتفاقية جوبا للسلام.
الافتقاد للعقلانية والمرونة السياسية، جعل القوى المختلفة تنخرط في صراع عدمي إقصائي حرف الثورة عن مقاصدها، وأدى إلى إضعافها، وأسهم في أجواء الشحن التي هيأت الأجواء لاشتعال الحرب. المحزن أن التجربة القاسية لم يتعلم منها كثيرون ممن يتصدرون المشهد، فالصراعات لا تزال محتدمة، والاستقطاب على أشده، والخطاب الإقصائي هو الأعلى.
السودان لا يحتاج في هذه اللحظة إلى شعارات تتاجر بالثورة، بل يحتاج وقفة شجاعة وجرأة تنطلق من أن الأولوية عند الناس اليوم هي الحرب وتداعياتها ومخاطرها المتزايدة، وأن المطلوب الآن الانتقال إلى محطة أخرى حتى لا يضيع السودان. القوى المختلفة، بما فيها الحرية والتغيير وتنسيقية القوى المدنية تحتاج إلى مراجعة مواقفها، وهو أمر لمسته مذكرة الإصلاح المقدمة من حزب الأمة وبشكل خاص فيما يتعلق بالموقف من الحرب. وكلما تأخرت هذه المراجعة، زادت التعقيدات وتقلصت فرص التوافق على مشروع وطني ينقذ البلد من مصير قاتم، وصراعات لا تنتهي.
يقول الشاعر والكاتب والفيلسوف الفرنسي بول فاليري: «أفضل وسيلة لتحقيق أحلامك هي أن تستيقظ...»، والسودانيون لا شك قد استيقظوا بقسوة على واقع جديد مع هذه الحرب التي طغت على ما تبقى من أحلام ثورتهم، وغيّرت أولوياتهم، وفرضت معادلات جديدة.
وزير الطاقة: لا تغيير على أسعار الكهرباء والكلف الإضافية تتحملها الحكومة
خطة تشغيلية لضمان استقرار المشتقات في المملكة
ألوان تناسب بشرتك: دليلك لاختيار الأنسب للملابس
قريباً عيون الصقر إنتاج القوات المسلحة الأردنية
المياه : الذكاء الاصطناعي خفّض الفاقد بنسبة 15%
رئيس الهاشمية يؤكد دعم البحوث التطبيقية الوطنية
الأمن العام يدعو المواطنين للبقاء في أماكنهم والابتعاد عن النوافذ
الطاقة النيابية تطلع على عمل صندوق تشجيع الطاقة المتجددة
شام الذهبي تحقق حلم أصالة في الدوحة
الملك والملكة يصلان إلى الملعب لمؤازرة النشامى
التربية تفصل سبعة موظفين لتغيبهم المتكرر .. أسماء
إلغاء وتعليق رحلات إلى الأردن والمنطقة .. تفاصيل
احتيال بصوتك: بنوك أردنية تحذر
رحيل أربعة من رجال الأمن العام
عيسى تحت الأنقاض وبيان رسمي من عشيرة الطعمات بإربد
المجالي إلى التقاعد والخصاونة أميناً عاماً للدستورية
ارتفاع جديد بأسعار الذهب محلياً اليوم
سقوط بقايا صاروخ في أرض خالية ببيت رأس – إربد .. فيديو
الليمون يسجل أعلى سعر في السوق المركزي الإثنين
شابة إسرائيلية تتعرى بالطريق احتجاجاً على الحرب .. فيديو
هزات عنيفة في الأردن إثر قصف إيراني مكثف على تل أبيب .. فيديو
حدث خطير في تل ابيب وأنباء عن استهداف مبنى الموساد ومقتل قيادات .. فيديو