صيَّاد النهنهات
وصيّاد النهنهاتِ، أي الأصوات الخفيّة، صفةٌ صارت من حقّ الفرنسي شارل روز. ومهنةُ هذا الرجلِ التجوّلُ في المدينة والخروج إلى الطبيعة وتسجيل شتَّى الأصوات الخافتة التي نمرُّ بها يومياً دون أن تستوقفَنا. هل التسجيل مهنةٌ يمكن للمرء أن يعيشَ منها ويأكلَ ويشربَ ويلبسَ ويدفعَ أجرةَ البيت؟ حين أنهَى روز دراسة الهندسة في الجامعة لم يفكر في البحث عن وظيفة. قرَّر أن يقتصدَ إلى أقصى حدّ لكي يشتريَ جهازَ التقاطٍ بالغَ الدّقة، يستدير تلقائياً تبعاً لمصدرِ الصوت. وكانت كاتدرائيةُ ستراسبورغ، المدينةُ التي يقيمُ فيها، ميدانَه المفضلَ لاصطياد الأصوات. يكمنُ قربَ صندوقِ الصَّدقات ويضعُ اللقطَ الصغيرَ على الأرض ويتركُ له تسجيلَ رنّاتِ قطعِ النَّقدِ المعدنية وهي تسقطُ في الصندوق.
في مرحلة تالية، اقتنَى شارل روز كاميرا تترافق مع المسجّل. وراحَ يصنع أفلاماً قصيرةً، مدّةُ كلّ منها ثوانٍ، ينشرها على وسائل التواصل. وكانت دهشتُه كبيرةً حين اتسعت رقعةُ متابعيه حتى تجاوزَ عددُ المشتركين الملايين الأربعة. ولأنَّ غالبيتهم من الولايات المتحدة قرَّر أن يضعَ في أسفل الصورةِ ترجمةً باللغة الإنجليزية لمحتوى كلّ فيلم.
ما الذي يجتذب المشتركين وماذا يسمعون عنده؟ سجّل عندك: تكسّر قشرةِ الرغيف حين ينضجُ في الفرن الحجري. رشاشُ الماءِ في نافورة دوّارة. أزيزُ ذبابةٍ تحوم حول طبقِ مربى. خرخشةُ ورقةِ خريف تحت قدمِ أحد المارة. نقراتُ مطرٍ على النافذة. لهاثُ كلبٍ مسرور بعناقِ صاحبه. سافر صيّاد الأصواتِ إلى مدن الشمال، حيث تتجمَّدُ البحيراتُ في الشتاء، واصطادَ قرقعةَ تكسّر قشرةِ الجليد. كَثُرَ متابعوه وصارتِ الهوايةُ مهنةً يعيش منها. اشترى جهازاً لتسجيل الأصواتِ في أعماقِ المياه وقصدَ بحراً وأنزلَ الجهازَ اللاقطَ عدة أمتار تحت السطح. سجّل الذبذباتِ الناجمةَ من مرور الزوارق.
هل هو مخرجُ أفلامٍ أم عالمٌ من علماء الطبيعة؟ هناك في المكتبات أسطوانات تحمل تسجيلاتٍ للمطر والرياح والأمواج وحفيفِ أغصانِ الشجر. استجبتُ للغواية، ذاتَ يوم، واشتريت تسجيلاً قيل إنَّه يساعد على النوم الهادئ المريح. كنَّا في زمن الكاسيت وبقِيتُ مستيقظةً أنتظر لأقلّب الشريط. لكن ما يقوم به عاشقُ الأصوات هذا هو شيءٌ مختلف. إنَّه فنانٌ في توليف مقاطعَ تبهر المتابعين.
إذا مررتَ بباريس ورأيت، في نفق المترو، شاباً يجثو على ركبتيه أسفلَ السلالم الكهربائية الصاعدة أو النازلة، فلا تظنّه عاملاً من عمّال الصيانة. إنَّه المسيو روز في عزّ انهماكِه بالشغل الذي باتَ شاغلَه. ينصب اللاقطةَ والكاميرا لتصوير الصاعدين والنازلين. ينهي مهمتَه في دقيقة أو دقيقتين ويذهب لـ«يطرّز» فيلماً ينشره على «إنستغرام» أو «تيك توك».
وبعد أن اصطاد كلَّ ما في مدينته من نهنهات وهمهمات وهسهسات وخربشات، ووضعَ في جيبه أنواع الخرير والحفيف والمواءِ والصليلِ والهديل، أحصَى ما تجمَّع لديه من عوائد وبدأ يرتاد مدنَ العالم. إنَّ لكل مدينة أصواتاً خاصةً بها. فأن تنشرَ جذعَ شجرة بمنشار في غابة بفالتس في ألمانيا، هو غير تشذيبِ قامةِ نخلةٍ على شطّ العرب في البصرة مثلاً. وتعرف من الموسوعاتِ أنَّ 90 مليار شجرة تنمو في ألمانيا. أمَّا البصرةُ فلا تسل ولا تثرِ المواجع.
ولي العهد: مبارك للأردن .. النشامى لنصف نهائي كأس العرب
أبو ليلى: إصابة النعيمات أثرت علينا نفسياً
260 لاعبًا يشاركون في بطولة البترا لبناء الأجسام
القاضي: النشامى رسموا البهجة على الوجوه فكل الفخر بمنجزهم
أسواق الأسهم الأوروبية تتراجع وتتخلى عن مكاسبها الأسبوعية
روسيا تخفض توقعات نمو الاقتصاد إلى 1.5%
نداء أممي لإريتريا وإثيوبيا لاحتواء التوتر واحترام مبادئ السلام
سلامي: ننتظر تشخيص إصابة يزن النعيمات
مهتمون بالكرك يدعون لتعزيز الوعي بأهمية المواقع السياحية
الملكة بعد فوز النشامى: فخرنا فيكم ما له حدود
برلين تؤكد أنها ستستقبل زيلنسكي وقادة أوروبيين الاثنين
النشامى يلتقي منتخب السعودية في نصف نهائي كأس العرب
النشامى يتأهل لنصف نهائي كأس العرب 2025
ميسي يعلّق على مواجهة الجزائر والأردن في مونديال 2026
سوريا وفلسطين إلى ربع النهائي كأس العرب .. خروج تونس وقطر
بلدية أم الجمال تعلن عن وظائف في شركة تغذية
وظائف في الصحة وجهات أخرى .. الشروط والتفاصيل
توضيح حكومي حول أسعار البنزين والديزل
اكتمال ملامح ربع نهائي كأس العرب 2025 .. جدول المباريات إلى النهائي
سعر عيار الذهب الأكثر رغبة لدى المواطنين
تعيين الدكتور رياض الشياب أمينًا عامًا لوزارة الصحة
إعادة 6000 شخص إلى مناطقهم بعد ضبط الجلوة العشائرية
إلى جانب النشامى .. المنتخبات المتأهلة إلى ربع نهائي كأس العرب 2025
عُطلة رسميَّة بمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلاديَّة


