يوم عرفة

mainThumb

15-06-2024 05:47 PM

أقسم الله عز وجل بالليالي العشر الأولى من الأيام العشر الأولى من ذي الحجة في القرآن الكريم، حيث قال تعالى (وَٱلۡفَجۡرِ، وَلَيَالٍ عَشۡرٖ (الفجر: 1 و 2)). والمقصود هنا بالليالي العشر، ليالي الأيام العشر الأولى من ذي الحجة وذلك لما ورد عن المفسرين والعلماء في تفسيرات القرآن الكريم المختلفة. تبدأ الليالي العشر الأولى من ذي الحجة هذا العام يوم الجمعة الموافق 7/6/2024، وبالتالي يكون يوم الجمعة الموافق أول أيام العشر الأوائل من ذي الحجة. ووقفة عرفات هذا العام ستوافق يوم السبت الموافق 15/6/2024، على أن يوافق أول أيام عيد الأضحى المبارك فلكيًّا يوم الأحد الموافق 16/6/2024. وتعتبر الليالي العشر الأولى من شهر ذو الحجة من أهم وأعظم ليالي الأيام في الإسلام. وليالي الأيام هذه تحظى بمكانة خاصة في قلوب المسلمين لما تحتويه من فضل وبركة وأجر عظيم ومضاعف، وقد وردت عدة نصوص شرعية تؤكد فضل هذه الليالي العشر وتشجع المسلمين على اغتنامها بالعبادة والأعمال الصالحة. ويعتبر يوم عرفة وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، من أفضلها عند الله، فيه يقف الحُجّاج على جبل عرفة حيث أن الوقوف بعرفة يُعَد أهم أركان الحج، ويقع جبل عرفة شرق مكة على الطريق الرابط بينها وبين الطائف بحوالي 22 كم، وعلى بعد 10 كم من مشعر منى وعلى بعد 6 كم من مزدلفة، وهو المشعر الوحيد الذي يقع خارج حدود الحرم. وتعددت الأقوال عن أسباب تسمية يوم عرفة منها: أن الله عندما خلق سيدنا آدم مسح على جانب ظهره الأيمن في هذا اليوم وتعارفت ذريته من الصالحين ذكورا وإناثا على بعضهم البعض قم مسح الله على جانب ظهره الأيسر فتعارفت ذريته من غير الصالحين على بعضهم البعض وقد أرى الله آدم عليه السلام ذريته في كفه. وقول آخر أن ادم وزوجه عندما أهبطهما الله من الجنة إلى الأرض تعارفا على بعضهما البعض على هذا الجبل في هذا اليوم. وقول آخر أن بني آدم من المسلمين منذ أن فرض الله عليهم الحج، يتعارف الحجيج على بعضهم البعض في وقفتهم على هذا الجبل. وفي هذا اليوم يعتق الله اليوم أكبر عدد من رقاب عباده من النار إذا ما قورن في أي يوم آخر من أيام الله. ويعتبر صيام يوم عرفة من السنن المستحبة لغير الحجيج، وهو وسيلة لتكفير الذنوب لسنتين، السنة الماضية والسنة الباقية، كما جاء عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله تعالى عنه، أنَّ رسول الله ﷺ سُئل عن صوم يوم عرفة، فقال: يُكفِّر السنة الماضية والباقية. وروى ابن خزيمة وابن حبان والبزار وأبو يعلى والبيهقي عن جابر رضي الله عنه، مرفوعا أيضا أن رسول الله ﷺ قال: ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ينـزل الله تعالى إلى سماء الدنيا، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول: انظروا إلى عبادي، جاؤوني شعثا غبرا ضاجين، جاؤوا من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ولم يروا عقابي، فلم ير يوما أكثر عتقا من النار، من يوم عرفة. وبجانب الصيام، يستحب للمسلمين التكبير والتهليل في هذا اليوم، تعبيرًا عن تعظيم الله وشكره. وقال رسول الله ﷺ أيضا: خير الدعاء دعاء يوم عرفه وخير ما قلت أنا والنبيين من قبلي "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير". وكل عام وأمة الإسلام والمسلمين بكل خير من الله.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد