نمط النوم غير الصحي سبب رئيسي لقلق الأطفال

mainThumb
صورة تعبيرية

12-05-2025 01:44 PM

السوسنة- أظهرت الدراسات أن 60% من حالات القلق والتوتر لدى الأطفال تعود إلى عادات نوم غير صحية، ورغم أهمية هذه المعلومة، فإن كثيرًا من الآباء والأمهات لا يدركون العلاقة الوثيقة بين جودة النوم وصحة الطفل النفسية.

وفي ظل العصر الرقمي السريع الذي نعيشه، تغيّرت الكثير من السلوكيات اليومية، ومنها عادات النوم. لم يعد النوم المبكر روتينًا أساسيًا كما كان في السابق، بل باتت السهرات الطويلة أمام الشاشات أمرًا شائعًا بين الأطفال، الذين ينجذبون للمحتوى الترفيهي حتى ساعات متأخرة من الليل.

هذا التحول يشكّل تهديدًا مباشرًا لتوازن الطفل النفسي والعقلي، خصوصًا أن الأبحاث العلمية أكدت بما لا يدع مجالًا للشك أن النوم المبكر ليس مجرد عادة قديمة، بل هو حاجة بيولوجية ونفسية أساسية لنمو الطفل، ويسهم بشكل كبير في تعزيز توازنه العاطفي وسلامته الذهنية.



في هذا التقرير تكشف الدكتورة رويدا الحسيني أستاذة طب نفس الطفل، العلاقة بين النوم المبكر وصحة الطفل النفسية، وتقوم بتوضيح التأثير السلبي للنوم المتأخر وقلة ساعاته، وتقدم للأهل خطوات عملية ليصبح الطفل أكثر سعادة، وأكثر تركيزا و أكثر تميزًا بيولوجياً وعلمياً واجتماعياً. فائدة النوم المبكر للأطفال

نوم الطفل عملية حيوية يعيد فيها الجسم والعقل تنظيم علاقتهما، وهو لا يقل أهمية عن التغذية والنشاط البدني، والمعروف أن النوم المنتظم المبكر يحتاجه الطفل في مرحلة النمو والنضج ؛ ليحقق نموًا دماغيًا سليمًا.

النوم المبكر يصنع توازنًا في الهرمونات المسؤولة عن الحالة المزاجية، فتستقر العاطفة والسلوك، بجانب تحسين القدرات المعرفية والانتباه والتركيز.

أثناء النوم المبكر يفرز الجسم -في ساعات ما قبل منتصف الليل- أعلى نسب من هرمون النمو "الميلاتونين"، بينما إذا نام الطفل متأخرًا لا يحدث الفرز بنفس الكفاءة؛ النوم المبكر يمد الطفل بمناعة نفسية أكبر.

النوم الجيد يعزز القدرة على التعامل مع الضغوط، فيجعل الطفل يتجاوز الإحباط، ويساعده على اتخاذ قرارات سليمة، وإظهار تعاطف ومشاعر إيجابية.

النوم المبكر سيدتي الأم لا يمنع فقط توتر الطفل، وتقلب مزاجه، وشدة اضطراب انفعالاته، بل يُعزز الصحة النفسية الوقائية، ويمنح الطفل مقاومة نفسية أفضل، بعدها يصبح الطفل أكثر حيوية وسعادة.

كيف تُعوِّدين طفلك على النوم بمفرده ومن دون دموع!

التأثير النفسي للنوم المتأخر على الطفل كثرة نوبات الغضب وتقلب المزاج:

الطفل الذي لا يحصل على قسط كافٍ من النوم أو ينام متأخرًا يكون أكثر عرضة لنوبات الغضب السريع، الصراخ، والمزاجية المفرطة؛ ذلك لأن مراكز التحكم الانفعالي في الدماغ تُنهك بسبب قلة النوم، فلا يستطيع الطفل ضبط نفسه ومشاعره.

ينتابه القلق والتوتر الزائد:

قلة النوم تحفز تعزيز مستويات الكورتيزول وهو (هرمون التوتر)، ما يجعل الطفل أكثر عرضة للقلق، والخوف غير المبرر، بجانب اضطرابات النوم نفسها مثل الكوابيس أو التبول الليلي.

يعانون من ضعف التركيز والأداء الدراسي:

أفردت مراكز البحوث الكثير من الدراسات للتأكيد على أن الأطفال الذين ينامون مبكرًا يتحسن تركيزهم، وذاكرتهم، وقدرتهم على التعلم، بينما يؤدي السهر إلى تشوش ذهني وفقدان الانتباه داخل الفصل، ما ينعكس على درجاتهم وسلوكهم بطبيعة الحال.

يشعرون بالعزلة والانطواء:

ولأن السهر يعني القلق وعدم الراحة، فنجد بعض الأطفال الذين يسهرون يعانون من تقلبات في المزاج، ويشعرون بعدم القدرة على التفاعل مع الآخرين، ما يدفعهم للانسحاب اجتماعيًا، وبالتالي تهديد بنائهم الاجتماعي والتباعد النفسي بينهم وبين الأصدقاء.

العدوانية والتمرد:

والخطير انه لوحظ أن الأطفال الذين يسهرون ولا ينامون جيدًا يغلب عليهم الميل للسلوك العدواني، وحالات من التمرد، وحتى العنف، كرد فعل على التوتر الداخلي الناتج عن الحرمان المزمن من النوم. احتياجات الطفل من النوم تختلف ساعات النوم حسب الفئة العمرية، لكن القاعدة العامة التي توصي بها الأكاديميات الصحية لطب النوم هي:

الرضّع (4-12 شهرًا): من 12 إلى 16 ساعة يوميًا بما في ذلك القيلولة.

الأطفال الصغار (1-2 سنة):من 11 إلى 14 ساعة.

مرحلة ما قبل المدرسة (3 -5 سنوات): من 10 إلى 13 ساعة.

مرحلة المدرسة (6-12 سنة):من 9 إلى 12 ساعة.

المراهقون(13-18 سنة):من 8 إلى 10 ساعات.

ولتحقيق هذه الساعات بشكل فعال، ينبغي أن يبدأ وقت النوم ما بين الساعة 7 و9 مساءً، حسب العمر والروتين اليومي. سلبيات السهر الممتد على المدى البعيد: ضعف الصحة النفسية في المستقبل: الدراسات تُظهر أن الأطفال الذين اعتادوا السهر يواجهون في سن المراهقة خطرًا أكبر للإصابة بالاكتئاب واضطرابات القلق. المعاناة من اضطرابات النوم المزمنة: الطفل الذي يعتاد النوم المتأخر يصبح أكثر عرضة للإصابة بالأرق أو "اختلال الساعة البيولوجية" في المستقبل. زيادة الوزن..السمنة: السهر يؤدي إلى اضطراب هرمونات الشبع والجوع، ما يدفع الطفل إلى تناول وجبات ليلية عالية السعرات، وبالتالي زيادة وزنه، ما يؤثر نفسيًا على الطفل، والتي تظهر من خلال السخرية أو التنمر به، بجانب انعدام الثقة بالنفس. طرق تُعززين بها عادة النوم المبكر لدى الطفل

نظمي روتينًا ثابتًا للنوم، وحددي وقتًا ثابتًا للنوم والاستيقاظ حتى في أيام الإجازات، واجعلي النوم طقسًا محببًا يبدأ بحمام دافئ، أو بقراءة حكاية قبل النوم، أو موسيقى هادئة.

امنعي الشاشات قبل النوم، وامنعي استخدام الهاتف أو التابلت قبل ساعتين من موعد النوم، فالضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يعيق إفراز الميلاتونين، ويؤخر النوم.

قدمي وجبة خفيفة صحية، تقديم كوب لبن دافئ أو قطعة موز قبل النوم يساعد على الاسترخاء، ووفري بيئة نوم مريحة، تأكدي أن السرير مريح، الغرفة هادئة، والإضاءة خافتة، يجب أن يشعر الطفل بالأمان.

تحققي من القدوة الأسرية، إذا رأى الطفل والديه يسهران لساعات متأخرة، فلن يقتنع بالنوم المبكر، النوم المبكر برشامة وقاية على أفرد الأسرة تناولها، وثقافة أسرية يجب أن يتبناها الجميع.

ماذا تفعل الأم أمام رفض الطفل النوم مبكرًا؟ تحدثي مع طفلك بهدوء عن فوائد النوم لجسمه وعقله، واستخدمي لغة بسيطة ومرحة، ولا تُجبريه بالقوة على النوم، بل اجعلي العملية تدريجية؛ قدّمي موعد نومهم 15 دقيقة كل يوم حتى تصلي معهم للوقت المناسب، وما رأيك في تقديم "جدول نوم" ملون، مع ملصقات مكافآت لكل يوم ينام فيه أطفالك في الوقت المحدد.

اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد