موسم تشلسي المجنون

mainThumb

17-07-2025 01:54 AM

صحيح أن باريس سان جيرمان لعب أفضل موسم في تاريخه، حقق فيه دوري الأبطال والكاس السوبر الفرنسي والدوري والكأس محليا، لكن بطل النسخة الجديدة لكأس العالم نادي تشلسي أدى بدوره موسما استثنائيا برفقة المدرب الإيطالي انزو ماريسكا الذي ارتقى من المركز الحادي عشر في الدوري الانكليزي في منتصف الموسم إلى المركز الرابع المؤهل لدوري الأبطال، قبل أن يفوز بدوري المؤتمرات الأوروبي و​يحدث المفاجأة بالفوز بكأس العالم للأندية على حساب بطل أوروبا بثلاثية سجلها في ظرف عشر دقائق، وحافظ عليها بفضل حارسه البارع روبرت سانشيز الذي كانت تدخلاته وتصدياته موفقة أمام الهجمات الفرنسية، مثلما كان دفاعه متماسكا ووسط ميدانه متكاملا، وهجومه فعالا بقيادة رجل المباراة كول بالمر.
المدرب الإيطالي لنادي تشلسي إنزو ماريسكا أوعز الانجاز الى التركيز الكبير خلال الدقائق الأولى من المباراة والضغط العالي الذي فرضه على منافسه منذ البداية، قائلا أن فريقه فاز بالمباراة بعد أول عشر دقائق، عندما حدد ايقاع اللعب الذي أراده، وفرض الضغط العالي الذي سمح له بتعطيل الآلة الباريسية ، وفي نفس الوقت تسجيل ثلاثة أهداف في ظرف احدى عشرة دقيقة، ومن ثم تسيير باقي فترات المباراة بشكل جيد مثلما فعل ضد بنفيكا وبالميراس وفلوميننسي في دور خروج المغلوب، ليتوج بجدارة واستحقاق بالنسخة الأولى لكأس العالم للأندية بصيغتها الجديدة، رغم بدايته المتعثرة خلال الموسم المنقضي مع مدربه الجديد الذي وجد صعوبات كبيرة في التأقلم مع فريقه، وكادت ادارة الفريق تقيله في منتصف الموسم.
باريس سان جيرمان من جهته دخل النهائي منهكا بدنيا، وواثقا من الفوز أكثر من اللازم، ما جعله يلعب أسوأ مباراة في البطولة رغم أنه كان المرشح الأول للفوز باللقب برفقة السيتي والريال، لكن خسارته في النهائي لا تنقص من قيمته ولا مكانته، وهو الذي أخرج أتلتيكو مدريد من الدور الأول، وأطاح بفريق البلد المنظم انتر ميامي والبايرن والريال في دور خروج المغلوب، بفضل الأسلوب الذي فرضه مدربه لويس انريكي منذ مباراته الأولى، قبل أن يسقط ضحية نفس الأسلوب الذي انتهجه نادي تشلسي في النهائي بشكل جيد، مستغلا تراجع المستوى البدني للفريق الباريسي الذي لم يقدر على العودة في الشوط الثاني رغم المواهب التي يزخر بها والمستوى الجيد الذي ظهر به طيلة البطولة.
باريس سان جيرمان قد يدفع ثمن مشاركته المكلفة بدنيا في كأس العالم والمجهودات التي بذلها لاعبوه في مسابقة دوري الأبطال، خاصة وأن لاعبيه سيعودون الى أجواء التحضير للموسم الجديد بعد ثلاثة أسابيع من الآن في وقت عادت فيه كل الفرق الفرنسية لمباشرة تحضيراتها بعد فترة راحة دامت شهرا كاملا، وهو نفس الأمر الذي ينطبق على الفريق اللندني تشلسي بقيادة المدرب ماريسكا الذي يسعى للمنافسة على لقب الدوري الانكليزي الموسم المقبل إذا تمكن لاعبوه من استرجاع لياقتهم على غرار السيتي وريال مدريد والبايرن، في وقت ينتظر أن يكون أرسنال وليفربول والمان يونايتد والبارسا في أحسن حال بدنيا بسبب عدم مشاركتهم في النسخة الأولى من بطولة كأس العالم للأندية.
الاتحاد الدولي لكرة القدم عبر عن رضاه على مجريات البطولة التي اعتبرها ناجحة رغم ضعف الاقبال الجماهيري والحرارة الشديدة، والأعاصير التي ضربت بعض المدن وأدت الى توقيف تسع مباريات، لكنه قرر دراسة تعديل من شأنه تجنب غياب الأندية الكبرى، من خلال اعادة النظر في نظام التصنيف، حتى ولو اقتضى الأمر لعب أدوار تأهيلية تسمح لفريق من حجم البارسا أن يكون حاضرا في النسخة الثانية التي ينتظر أن تحتضنها قطر سنة 2029، ما يتطلب برمجتها في فصل الشتاء كما حدث مع كأس العالم للمنتخبات سنة 2022، إلا ​اذا استضافتها في نفس الفترة إسبانيا المرشحة بقوة باعتبارها أحد البلدان المنظمة لمونديال 2030 للمنتخبات، وفي انتظار ذلك شرع أهل الاختصاص في تقييم التجربة الأولى من نوعها والتي كانت مغرية لكل الأندية التي تحصلت على جوائز ومكافآت لم يسبق لها مثيل، تسيل لعاب المشاركين فيها والغائبين عنها.

إعلامي جزائري



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد