الالتهاب المزمن يهدد الصحة العامة عالمياً

mainThumb
تعبيرية

27-07-2025 09:19 AM

السوسنة - شهدت منصات الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تزايدًا ملحوظًا في تسليط الضوء على الالتهاب، لا سيما المزمن منه، من خلال عناوين لافتة حول أعراضه وتأثيره على الصحة والوقاية منه عبر الطعام والمكملات الغذائية. ورغم أن الالتهاب ليس مفهوماً جديداً في الطب، فإن الاهتمام المتجدد يعود إلى ما يحمله الالتهاب المزمن من مخاطر جسيمة على الجسم في حال استمرار وجوده وخروجه عن السيطرة.

يعرف الالتهاب بأنه رد فعل مناعي عند الإصابة أو العدوى، ويظهر في حالات مثل الجروح أو الالتهابات الفيروسية والبكتيرية من خلال أعراض تشمل الاحمرار والحرارة والتورم والألم، وهي ما يعرف بـ"الالتهاب الحاد"، ويعد هذا النوع ضرورياً لبدء التعافي. أما "الالتهاب المزمن" فينشأ عندما يطول عمر الالتهاب ويستمر الجهاز المناعي في إفراز كريات الدم البيضاء والمواد الكيميائية دون توقف، وهو ما قد يؤدي إلى أمراض التهابية متعددة.

البروفيسور لوك أونيل أشار إلى أن الالتهاب المزمن قد يكون مرتبطًا بعوامل وراثية تؤثر على البروتينات المسؤولة عن تنظيم الالتهاب، بينما شدد البروفيسور فيليب كولدر على أن الالتهاب المزمن الشديد يترافق بأعراض واضحة كالألم والتورم، فيما الالتهاب المنخفض الدرجة قد يمر دون أن يشعر به الشخص لكنه يضر على المدى الطويل.

ويرتبط الالتهاب المزمن بعدد من الأمراض الشائعة مثل السكري من النوع الثاني، أمراض القلب، أنواع معينة من السرطان، الاكتئاب، وفقدان الكتلة العضلية المرتبط بالتقدم في العمر. ورغم شيوع مقولة أن "الالتهاب سبب كل الأمراض"، إلا أن الخبراء يرون أنها تبسيط مفرط، مؤكدين أن الالتهاب يسهم في تطور العديد من الحالات الصحية دون أن يكون السبب الوحيد.

السمنة أيضاً ترتبط بحالة من الالتهاب المزمن منخفض الدرجة وفق دراسات عدة، فزيادة الدهون تؤدي إلى التهابات في النسيج الشحمي ثم تنتقل إلى أعضاء أخرى مثل الكبد والبنكرياس، مما يفاقم من خطورة الأمراض الأيضية. كما أن الالتهاب قد يؤدي إلى مقاومة الإنسولين التي ترتبط بدورها بزيادة الوزن.

وعلى صعيد الوقاية، يتفق الخبراء على أهمية النظام الغذائي الصحي في تقليل الالتهاب، مشيرين إلى فعالية أنظمة مثل المتوسطي، DASH، MIND، والنوردي، والتي تعتمد على الأغذية الطازجة والخضروات والحبوب الكاملة. كما تؤدي التمارين والنوم الجيد والتقليل من التوتر دورًا إضافيًا في الحماية.

أما المكملات الغذائية والعلاجات البديلة، فرغم انتشارها، فإن الأدلة العلمية حول فعاليتها تبقى محدودة، ويظل العلاج الطبي ضرورة في الحالات المرضية الالتهابية لمنع تفاقمها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد