صحيفة السوسنة الأردنية

لن أتراجع… عن موقفي
لن أتراجع عن موقفي، لأن الحق لا يُساوَم، والكرامة لا تُجزّأ، والصوت الحر لا يُسكت لكنني وبكامل وعيي سأبدل الطريق× فالطريق لذي يُغلق عمدًا في وجه الكفاءة، لا يستحق أن يُطرَق مرتين، ولا يستحق أن تُهدر عند عتبته الكرامة.
انا لا اهرب بل اختار ولا أضعف بل ارتقي، وحين أغيّر طريقي، أفعل ذلك لأنني أكبر من أن أظل أستجدي نافذةً في جدارٍ أصم، ولأنني أوقن أنني خُلقت لأكون، لا لأُقصى.
قد يظنّون أن التراجع انكسار، لكنهم لا يدركون أن في التحوّل قوة، وفي الصمت حكمة، وفي الانسحاب أحيانا نصرا سأمضي في طريقٍ لا يُقاس بعدد الأبواب التي فُتحت، بل بمقدار ما بقي في القلب من عزيمة، وفي العقل من نور، وفي النفس من حرية.
لن أتراجع… وسأغيّر طريقي
لن أتراجع، لأن التراجع عن الحق خيانة للضمير، ولأن السكوت عن الظلم رضًا به، ولأن الإنحناء لمن لا يستحق هو أول السقوط.
لن اتراجع لأنني اعلم من انا وما استحق أنا لم أُخلق لأقف عند الأبواب، أترقّب لفتةً من عابر، أو انتظارًا من جهةٍ أعمتها الواسطة وأخرستها المحسوبيات.
ليس في تغيير الطريق ضعف، بل فيه قمة القوة، حين ترى أن الدرب الذي تمضي فيه يبتلع كفاءتك، ويطفئ نورك، ويشترط عليك أن تذوب لتُقبل، وأن تنكر ذاتك لتُعترف بك.
سأغيّر طريقي لأنني أرفض أن أبقى عالقة في دائرة يُمنح فيها الجاهلون، ويُقصى فيها المجتهدون، وتُقدَّم الوجوه لا العقول.
سأغيّر طريقي، لأن الطيور الحرّة لا تظل تحوم حول قفصٍ مغلق، بل تنفض عنه الغبار، وترتفع، حتى تعانق السماء.
لا، لم أخسر. بل أنقذتُ نفسي من ساحةٍ لا يُكرَّم فيها العقل، ولا يُنصف فيها المبدأ، ولا يُصغى فيها لصوتٍ بلا واسطة.
وسأمضي… لا بأمنياتٍ معطّلة، بل بخطى ثابتة، وعقل مستنير، وقلبٍ لم ينكسر رغم كل ما جرى .