دراسة:الغلوتين بريء من القولون العصبي

mainThumb
تعبيرية

02-08-2025 09:35 PM

السوسنة - كشفت دراسة حديثة من جامعة "ماكماستر" الكندية أن الغلوتين ليس بالضرورة السبب وراء تفاقم أعراض القولون العصبي كما كان يُعتقد سابقًا، مشيرة إلى أن العوامل النفسية قد تلعب دورًا أكثر تأثيرًا من نوعية الطعام.

وتُعد متلازمة القولون العصبي من أبرز اضطرابات الجهاز الهضمي، وتتنوع أعراضها بين الانتفاخ، الإمساك، الإسهال، وتقلصات البطن.

وغالبًا ما يلجأ المصابون بها إلى تغيير أنماطهم الغذائية، وعلى رأسها تجنّب مشتقات الغلوتين كالقمح، معتقدين أنها السبب الرئيسي خلف تفاقم الأعراض.

لكن الدراسة الجديدة، التي نُشرت تفاصيلها عبر موقع New Atlas ونُقلت عن دورية The Lancet، خالفت هذا التصور الشائع، معتبرة أن المشكلة لا تكمن في الغلوتين نفسه، بل في طريقة تعامل الدماغ مع إشارات الأمعاء، وهو ما يُعرف علميًا بخلل في "مسارات التواصل العصبي بين الدماغ والجهاز الهضمي".

اختبار الغلوتين دون تحيّز غذائي
شارك في الدراسة 28 شخصًا يعتقدون أنهم يعانون من حساسية تجاه الغلوتين أو القمح. وقام الباحثون بتقديم ألواح حبوب تحتوي على أنواع مختلفة: بعضها غني بالغلوتين، وبعضها من القمح الكامل، وآخر خالٍ تمامًا. وتم تحليل ردود الفعل ومخرجات الجسم (البراز) لتحديد تأثير كل نوع على حدة.

المفاجأة كانت أن النتائج لم تُظهر فروقًا إحصائية تُثبت وجود ارتباط مباشر بين الغلوتين وتفاقم أعراض القولون العصبي، ما يشير إلى احتمالية أن تكون ردود الفعل ناتجة عن معتقدات مسبقة، أكثر من كونها استجابة بيولوجية فعلية.

الدعم النفسي كجزء من العلاج
أكد الباحث الرئيسي، بريميسل بيرسيك، أن جزءًا من معاناة مرضى القولون العصبي يعود إلى الاعتقاد الراسخ لديهم بأن الغلوتين مضر، وهذا الاعتقاد وحده قد يُحفّز ظهور الأعراض.

وخلصت الدراسة إلى أهمية تطوير الجانب النفسي في التعاطي العلاجي مع المرضى، من خلال التوجيه المستمر والدعم، بدلًا من الاكتفاء بإبلاغهم بأن الغلوتين لا يُعد محفزًا أساسياً.

كما دعا الفريق إلى إعادة دمج القمح والغلوتين تدريجيًا ضمن النظام الغذائي لهؤلاء المرضى، بعد تجاوز المخاوف المرتبطة به.

اقرأ ايضاً:

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد