الشهادة أم المهارة… كيف نصنع طريق النجاح

mainThumb

08-08-2025 07:21 PM

أبنائي وبناتي… خريجي وخريجات مرحلة الثانوية العامة

ها أنتم اليوم تقفون على أعتاب مرحلة جديدة، مرحلة فارقة ترسمون فيها ملامح مستقبلكم، وتخطّون بأيديكم أولى سطور قصتكم القادمة. وفي هذه اللحظة الفاصلة، يطلّ السؤال الذي يشغل عقول الكثيرين: ماذا يحتاج سوق العمل حقًا؟ هل تكفي الشهادة الجامعية وحدها؟ أم أن المهارة هي الأساس؟

دعوني أكون صريحًا معكم…
الشهادة مهمة، فهي جواز عبوركم إلى عالم العمل، وشهادة على جهدكم وصبركم وإصراركم. لكنها، يا أحبتي، ليست كل شيء. فالأسواق اليوم لا تبحث عن أوراق مُعلّقة على الجدران، بقدر ما تبحث عن العقول القادرة على الإنجاز، والقلوب الشغوفة بالعطاء، والأيادي الماهرة التي تصنع الفارق، والعقول المرنة القادرة على التكيف مع كل جديد.

المهارة…
هي لغة العصر، وبطاقة التميّز الحقيقية. قد تكون مهارة تقنية، أو إدارية، أو تواصلية، أو في إتقان اللغات والبرامج، أو حتى في التفكير النقدي والإبداعي. هذه المهارات هي التي تدفع بكم إلى الصفوف الأولى في أي ميدان تنافسون فيه.

ولكن… لا تضعوا الشهادة في كفة، والمهارة في كفة أخرى، وكأنهما ضدّان. بل اجعلوهما معًا في كفة واحدة، فالتكامل بينهما هو سر النجاح الحقيقي. اجعلوا من دراستكم الجامعية أساسًا متينًا، ومن مهاراتكم جناحين يحلّقان بكم عاليًا في سماء الإبداع والتميز.

أنصحكم أن تقتنصوا كل فرصة: شاركوا في الدورات التدريبية، جربوا العمل التطوعي، انخرطوا في التدريب الميداني، واظبوا على التعلم الذاتي. لا تجعلوا نهاية مرحلة التوجيهي هي نهاية رحلتكم مع التعلم، فالحياة لا تعترف إلا بمن ينمو ويتطور يومًا بعد يوم.

أبنائي وبناتي…
تذكّروا دائمًا: الشهادة قد تفتح الباب… لكن المهارة هي التي تُبقيه مفتوحًا. والنجاح الحقيقي أن تجمعوا بينهما، لتصنعوا مستقبلكم بأيديكم، وتكتبوا حكاية تفتخرون بها، ويفتخر بكم وطنكم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد