دلالات إعادة تفعيل خدمة العلم

mainThumb

17-08-2025 10:14 PM

بإرادة ملكية سامية، وتوجيه مباشر من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، جاء القرار بإعادة تفعيل خدمة العلم؛ ليحمل معه الكثير من الدلالات الوطنية والاستراتيجية العميقة. وما زاد من رمزية الحدث أن يُعلن عنه من إربد، عروس الشمال، في رسالة حملها ولي العهد، صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، لتؤكد أن الشباب هم قلب المشروع الوطني الأردني وروحه المتجددة.

إن عودة خدمة العلم ليست مجرد قرار إداري، بل هي دعوة لإحياء قيم الانضباط والمسؤولية والعطاء في نفوس الجيل الجديد، وتأكيد على أن الوطن بحاجة إلى سواعد أبنائه كما يحتاج إلى عقولهم. فهي تغرس فيهم روح الانتماء، وتعزز الشعور بالمسؤولية الوطنية، وتذكّرهم بأن الأردن سيبقى قوياً بتكاتفهم وإيمانهم به.

ويعكس هذا الإعلان بُعداً قيادياً عميقاً، إذ يُجسد حضور الجيل الشاب في قيادة دفة المستقبل، ويمنح الشباب الأردني قدوة حيّة قريبة منهم في العمر والطموح، تؤكد أن المسؤولية أمانة تتوارثها الأجيال. فالجيش الأردني، كما عُرف عبر تاريخه المشرّف، ليس مجرد مؤسسة عسكرية، بل مدرسة للقيم، تصقل الشخصية، وتُكسب الفرد مهارات حياتية ومهنية تجعل منه أكثر صلابة وقدرة على مواجهة تحديات الحياة.

ولا تقف خدمة العلم عند حدود البُعد العسكري، بل تنفتح على شراكة مجتمعية واسعة، حيث يندمج الشباب في برامج وطنية مدنية ومهنية، تكمل الجانب العسكري بالجانب التقني والمعرفي، وتفتح أمامهم آفاقاً جديدة للتأهيل والتمكين، بما ينسجم مع رؤية جلالة الملك في دعم الشباب وحمايتهم من البطالة والفراغ، وتأهيلهم ليكونوا قوة فاعلة في مسيرة التنمية.

ويكتسب هذا القرار أهمية خاصة في ظل التحولات الإقليمية المتسارعة، إذ يشكل الاستثمار في الشباب خط الدفاع الأول للأردن، كما أن التحديات الاقتصادية، وعلى رأسها ارتفاع نسب البطالة، تجعل من خدمة العلم وسيلة عملية لإعادة تأهيل الطاقات الشابة وصقلها بروح العمل الجماعي والانضباط.

إن هذه الخطوة الوطنية تحمل في جوهرها رسالة واضحة: أن الأردن يدخل مرحلة جديدة من التحديث السياسي والاقتصادي والاجتماعي، مرحلة عنوانها التجديد الوطني، وركيزتها الأساسية الشباب. فهي ليست مجرد التزام يؤديه الشباب، بل فرصة ذهبية لبناء شخصية أردنية متوازنة، واثقة، منتمية، وقادرة على المنافسة إقليمياً وعالمياً.

وبين حكمة القيادة ورؤية ولي العهد، تتجدد الثقة بأن الأجيال القادمة ستكون على قدر التحديات، حاملة للراية، صانعة للمستقبل، وكاتبة لصفحات جديدة من العطاء والوفاء في سجل هذا الوطن الأشم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد