إحذروا من هؤلاء "الخفافيش"
وأخيراً نفذ نتنياهو وعيده بإعادة احتلال غزة، رغم اختلافه في ذلك مع قائد الجيش الإسرائيلي إيال زمير بسبب سوء تقدير المستوى السياسي للتقارير العسكرية حيث توضح صعوبة التجهيز لهذه العملية التي أعقبت فشل عملية "عربة جدعون".
فقد أعلن الجيش الإسرائيلي أن قوات الناحال واللواء سبعة باشرا تحت قيادة الفرقة تسعة وتسعين العمل خلال الأيام الأخيرة بمنطقة الزيتون على أطراف مدينة غزة.
لكن وراء إصرار نتنياهو -كما يبدو- عدة أهداف تخدم رؤيته السياسية في التهجير الطوعي أو القسري للفلسطينيين الذين أنهكهم الجوع الممنهج، في سياق التطهير العرقي، أهمها:
احتلال مراكز التجمع السكاني في الوسط الذي يضم مدينة غزة والمخيمات المحيطة بها، ومن ثم تهجير الغزّيّين قسرياً باتجاه "المدينة الإنسانية" في رفح وهو فخ منصوب للغزّيّين؛ تهيئة لتهجيرهم نحو سيناء كجزء من عملية التطهير العرقي وهندسة المجاعة.. ناهيك عن استعادة الأسرى الإسرائيليين، ونزع سلاح المقاومة في قطاع غزة بالقوة أو بالتفاوض دون تقديم ضمانات لإنهاء الحرب.
والأهم في هذه المرحلة، ضرب الالتفاف الجماهيري حول المقاومة بشيطنتها وتحميلها إزر ما يحدث في غزة من حرب إبادة بسبب السابع من أكتوبر 2023.. والرد على السردية الفلسطينية التي من خلالها غيرت غزة العالم.
أيضاً خلط الأوراق لصرف أنظار الشعوب العربية عمّا ينتظر غزة من كوارث من خلال ما يروج له نتنياهو حول إسرائيل الكبرى، وقد أنيطت هذه المهمة بالوحدة 8200 شاباك وذبابها الإلكتروني وما يدور في فلكها من إعلام عربي مأجور، الذي ما يزال يكثف من هجماته التضليلية عبر الفضاء الرقمي، لقلب الرواية الغزّيّة إلى وجهها الإبراهيمي الآخر المزيف والمتوافق مع السردية الإسرائيلية المتقهقرة.
منذ فترة وأنا أتابع ما يكتبه قلة منبوذة ومكشوفة من المثقفين المأجورين وهم يكررون الرواية الإسرائيلية وكأنهم يطلقونها كبالونات اختبار للمواقف من باب السعي لبرمجة العقل العربي المهزوم على تقبلها، وتجرعها بسمومها المبثوثة، وأنا مدرك تماماً بأنهم موجهون إلى درجة التماهي مع المشروع الإعلامي الصهيوني المضلل.
ويمكن حصر وتفنيد مؤشرات ذلك من خلال الآتي:
أولاُ:-تشكيكهم المستمر منذ 670 يوماً، بصمود المقاومة الإسطوري، في محاولة يائسة لربطها استراتيجياً مع مشروع "جماعة الإخوان المسلمين" ورجم حماس بتهمة الحراك المؤدلج وفق رؤية الجماعة، وتجريدها من البعد الوطني الفلسطيني الذي عرفت به.. وهذا خطير على مستوى الانتماء للقضية الفلسطينية.
مع أن حركتي المقاومة الفلسطينية (حماس والجهاد الإسلامي) مشروعان وطنيّان بأجندة فلسطينية صرفة ولا يمكن المزايدة عليهما، وقد تخندقت معهما في الدفاع عن القطاع عدة فصائل فلسطينية ضمن غرفة عمليات مشتركة.. ناهيك عن تلقيهما الدعم المادي واللوجستي من محور المقاومة بمكونيه الشيعي والسنيّ -وليس من الجماعة- في إطار وحدة الساحات التي انفرط عقدها بفعل الضربات الإسرائيلية بدعم أمريكي مفتوح، (رغم فاعليتها في اليمن إلا أنها انكفأت على نفسها بلبنان تحت ضغوطات المطالبة بنزع سلاحها).
ثانياً:- شيطنتهم للمقاومة وأي حراك يناصرها وتحميلها مسؤولية نتائج قرار السابع من أكتوبر.. فهي في نظرهم جالبة للكوارث، وكيف أنها خالفت الإجماع العربي والشرعية الفلسطينية المتمثلة بسلطة التنسيق الأمني رغم فشل الأخيرة في التصدي لهجمات المستوطنين المستعرة في الضفة الغربية التي سوف تضم قريباً إلى"إسرائيل" وفق ما ينادي به سموترتش.
وقد تناسوا ما حدث في النكبة عام ثمانية وأربعين حينما احتلت العصابات الصهيونية فلسطين التاريخية معتمدين على وعد بلفور الذي منحه من لا يملك لمن لا يستحق، مع أن طوفان الأقصى شكل ضربة استباقية كان لا بد منها بغية إحباط عملية إسرائيلية كان يعد لها.
فقد كشفت القناة الـ12 الإسرائيلية عن خطة أقرها رئيس الشاباك رونين بار يوم 1 أكتوبر، قبل معركة طوفان الأقصى بأسبوع فقط، واعتمدها رئيس الأركان هرتسي هاليفي تقضي بتوجيه ضربة استباقية واغتيال أكبر ستة قيادات في قطاع غزة على رأسهم يحيى السنوار، ومحمد الضيف وآخرين.
لا بل أن تعليقاتٍ ذبابيةٍ كثيرةٍ تبنتْ مشروعَ نتنياهو في قطاع غزة ودافعت عنه من باب التضليل الإعلامي، ومحاولة تلميع حاكم القطاع المنتظر كخيارٍ أمريكيٍّ إسرائيليٍّ في سياق السيطرة الأمنية الإسرائيلية، ووضع قوات عربية مشتركة على خطوط التماس الداخلية لتتولى مهمة الأمن والنظام الداخلي وربما الاشتباك مع المقاومة التي سترفض تسليم سلاحها على اعتبار أنه من أهم الاستحقاقات الفلسطينية المقدسة، وأنها ستتعامل مع هذه القوات كشريكة للاحتلال وفق تصريحات قادتها، حتى لا تتكرر تجربة مذبحة صبرا وشتيلا التي حدثت بعد تسليم منظمة التحرير الفلسطينية سلاحها، في سبتمبر 1982، وراح ضحيتها 3,500 مدني.
ويبدو أن خيار حاكم غزة وقع على رجل الأعمال الفلسطيني سمير الحيلة الذي حظي بتلميع الذباب الإلكتروني المتصهين كخيار عربي أمريكي إسرائيلي معلن ومقبول رغم اعتراض السلطة التي لم يشاورها أحد في الأمر.. مع أن الحيله في حديثه لموقع "إرم نيوز"، شدد على ضرورة الإعلان عن وقف إطلاق نار نهائي وشامل قبل ذلك، مؤكداً أنه ليس “باراشوتاً سياسيا” وهذا ستكذبه الوقائع على الأرض التي تخالف فيها الرياح ما تشتهي السفن أحياناً.
ثالثاً:- ولإنجاح مهمة الشاباك التضليلية، كان على الذباب المتصهين خلط الأوراق في زوابع إعلامية مفتعلة و"ترندات" عبر الفضاء الرقمي للتخفيف من حدة الهجمة العربية الرسمية والشعبية إزاء ما صرح به نتنياهو مؤخراً، بشأن سعية الجاد لتحقيق الحلم الإسرائيلي ب"إسرائيل الكبرى" على حساب دول الجوار العربي، الأمر الذي وضع المنظومة العربية الإبراهيمية في موقف حرج مع شعوبها.. فتولى الذباب الإلكتروني المتصهين مهمة نشر تغريدات ومقالات ومداخلات من شأنها التخفيف من مخاطر هذا الموضوع في العقل العربي على اعتبار أنها مجرد أوهام تعشش في رأس نتنياهو، ويصدقها أنصار المقاومة المغبونون، والمُرَوِّجون لفكرها "الإرهابي" -على حد وصفهم-.. ومن ثم التركيز على تجريم حماس والدعوة إلى نزع سلاحها وإبراز ذلك في مقدمة المشهد الإقليمي والتعامل مع "إسرائيل" كأمر واقع مطلق بدون وجود أي أثر لفلسطين.. مع أن تصريحات نتنياهو ستظل مولدةً لرهاب "إسرائيل" في الوعي العربي، دون أن تطغى على المجهود الإعلامي المشيطن للمقاومة.
أما "إسرائيل الكبرى" فهي فكرة صهيونية توراتية نادى بها كل قادة الحركة الصهيونية منذ نكبة فلسطين، وشدد على تنفيذها بالقوة مؤسس الصهيونية الجديدة صاحب "الجدار الحديدي" زائيف جابوتسكي (توفي عام 1940) وتبناها تلميذه رئيس الوزارء الإسرائيلي الحالي نتنياهو في كتابه"مكان تحت الشمس" -1995- فيما بات يعرف بالشرق الأوسط الجديد القائم مادياً وروحياً على الاتفاقيات الإبراهيمية المدعومة من قبل الرئيس الأمريكي ترامب، الذي ينتمي إلى المسيحية الصهيونية البروتستانية الأصولية على اعتبار أن ذلك "سيؤدي إلى تحقيق الخلاص بمجيء المسيح الثاني".
رابعاً:- إثارتهم للفتن الطائفية والجهوية والتنظيمية وتعميق الخلاف الفلسطيني الداخلي لصالح سلطة التنسيق الأمني، والترويج لاتفاقية أوسلو التي وأدتها "إسرائيل" في مهدها منذ عام 1993.. والاستخفاف باتفاق بكين التوافقي الذي وقعته الفصائل بما فيها فتح وحماس في 23 يوليو 2024.
هؤلاء المزيفون من "الذباب الإلكتروني" يحطمون المبادئ فيمارسون دورهم المشبوه إما لدوافع شخصية أو لتحقيق أجندات سياسية واستخباراتية خارجية، تدور في فلك الرواية الإسرائيلية بغية تحريك الأفكار المشبوهة في العقل العربي لإصابته بالعمى.. وجلّ هؤلاء خبراء في علم "البرمجة اللغوية والعصبية" ويمتلكون أدواتهم باقتدار.
لا بل ويتعاملون مع الأوطان كأنها مجرد صالات للقمار يتحكم بها الكبار أو مواخير للرياء خاضعة لشريعة الغاب والبقاء للأقوى؛ حتى أن بعضهم مستعد لاحتساء القهوة مع منتهكي الأوطان والأعراض باسم سلام الأمر الواقع؛ لأن المقاومة في نظرهم تهور، بينما التنعم في مذلة الانكسار مكاسب عليا ورياش.
ولعل من فضائل أيقونة غزة التي غيرت العالم أنها أعادت تعريف من هو الصهيوني وحشرته مع الكيان العنصري الصهيوني في الزاوية بينما العالم يطوف بالرموز الفلسطينية على متون المسيرات التي تضم أصحاب الضمائر الحية، وقد نظفت الفضاء الرقمي من أوبئة التضليل بينما اتخذت بعداً إنسانيأ صرفاً لا تلوثه الولاءات.. وتنادي بإيقاف حرب الإبادة التي تشنها "إسرائيل" ضد الفلسطينيين في القطاع الذي يحاصره القريب والبعيد (إلا من رحم ربي) .
وخلاصة القول بأن النصر للمقاومة الأسطورية التي تذكرنا بالفينيق الفلسطيني، حيث لا يخرج من بين الرماد إلا أشد قوة.
وإزاء صمود المقاومة يداري نتنياهو فشلة بالهروب إلى الأساطير واستعراض عضلات شمشوم الجبار والإيحاء بأنه إمبراطور الشرق الأوسط الجديد.. فإذْ هي مجرد أضغاث أحلام ما تعاظمت إلا في العقول العفنة من المستنفعين.
طب اليرموك تفجع بوفاة الطالب أزهر الزعبي
قرار حكومي يضمن عدم إفلات المجرمين من العدالة
إقالة الحسين عموتة من تدريب الجزيرة الإماراتي
كم بلغ الحمل الكهربائي الأقصى المسجل الأحد
زلزال بقوة 5.8 ريختر يضرب ولاية تبسة الجزائرية
منتخب الطائرة يخسر أمام نظيره المصري ببطولة الناشئين
الاحتلال يطالب بإعادة حركة حماس للتفاوض وإلا يحتل غزة
استحداث 4 مدارس في البادية الشمالية الغربية
خطة التحديث الاقتصادي في الأردن
توضيح حكومي حول قانون الكهرباء الجديد
المراشدة: إعادة تفعيل خدمة العلم يستند إلى قانون نافذ
دير علا تسجل أعلى درجة حرارة بالمملكة الاثنين .. كم بلغت
وزارة التربية تؤكد مواعيد الدوام المدرسي .. تفاصيل
ما هو الحد الأدنى لمعدل القبول في الجامعات الرسمية
تعيين 450 معلمًا ومعلمة في مسار التعليم التقني المهني BTEC
مدعوون للإمتحان التنافسي .. أسماء
فرض عقوبات على من يعمل بالتطبيقات الذكية دون ترخيص
بيان من المحامية أسماء ابنه النائب صالح العرموطي
من هو عمر الكيكي خطيب هيا كرزون
عطل فني يتسبب بوقف ضخ المياه عن هذه المناطق
وزير الأشغال يتفقد طريق ستاد كرة القدم الجديد
استحداث 34 تخصصًا أكاديميًا جديدًا في مختلف الجامعات الرسمية
المملكة تسجل ثلاثة أرقام قياسية بحرارة الطقس
أسماء الدفعة الأولى من مرشحي دبلوم إعداد المعلمين المنتهي بالتعيين