الفرح البيئي والتغير المناخي

mainThumb

09-09-2025 03:51 PM

يُمثل تغير المناخ تهديداً واضحاً لكوكب الأرض وكل من عليه. وأصبحت هذه القضية أمراً يقلق العالم بأكمله لما لها من عواقب في الحاضر والمستقبل.
عندما نتحدث عن التغير المناخي، غالباً ما ترتبط صورة في مُخيلتنا رسمناها منذ دراستنا ومطبوعة في أذهاننا من الجفاف وذوبان الجليد وارتفاع درجات الحرارة وقلة تساقط الأمطار والمزيد من الكوارث البيئية.
لكن بالنسبةِ لي كمستفيد ومزارع صغير في مشروع سد سما السرحان الزراعي المُنفذ من قبل الشبكة الإسلامية لتنمية وادارة مصادر المياه (INWRDAM) بتمويل من قبل الحكومة الهولندية. يذهب تفكيري إلى نقطة أخرى تماما، نقطة الإحساس والشعور؛ النقطة الأهم في حياتنا والتي تسيطر على تفكيرنا وقدراتنا.
فالحزن البيئي والفرح البيئي يُمثلان طَرفين مُتضادين في المشاعر البيئية التي نمر بها في حياتنا اليومية. ولأن تغير المناخ يتسبب في المزيد من الكوارث، فمن المهم معرفة آثاره على مشاعر الإنسان وسلوكه. نحن نرغب في أن نوفر لأنفسنا التوازن النفسي التام، لكن مع تهديدات التغير المناخي يتضاعف القلق حول تحقيق العدالة المناخية التي تتطلب تحدي واضح لتأسيس مُستقبل مستدام.
قد يتساءل البعض :
ماعلاقة الشعور بالتغير المناخي؟ وماهو مفهوم الفرح البيئي؟ وماهو مفهوم الحزن البيئي؟
الحقيقة إن هذه الأسئلة تعتبر نُقاط أساسية يجب التطرق لها.
إن التغير المناخي هو أحد العوامل التي يمكن أن تؤثر على تغيير سلوك الإنسان وتصرفاته وقدرته على العمل والإنجاز وإعمار الأرض.
على سبيل المثال، يعاني الكثير من الناس وخاصة فئة الشباب من الغضب وكثرة التفكير في تأمين مُستقبلهم وسعيهم لرزقهم مع ازدياد آثار التغير المناخي. بعبارة أخرى، العلاقة طردية بين الشعور وآثار التغير المناخي؛ فكلما زادت نسبة آثار التغير المناخي كلما زادت نسبة الحزن البيئي لدى الإنسان من خلال تأثره بالأضرار الناتجة عنها.
وَقد بُحِثَ في أن ارتفاع درجات الحرارة تؤدي إلى الوفاة وإلى مخاطر نفسية أخرى. وهذا يؤثر على الروح والعقل بشكل كبير مما يقلل من قدرتنا على مواجهة التحديات المستقبلية. فالحزن البيئي: هو الحزن الناجم عن خسارة النظم البيئية بسبب الأحداث الطبيعية أو من فعل البشر.
ومن خلال عملي في مشروع سد سما السرحان الزراعي، والذي اعتبره شخصياً نشاطاً بيئياً أستثمر فيه وقتي وجهدي في الزراعة نحو تحسين وضع البيئة. وقد راودني شعور الأمل وأنا أرى نمو الأشتال التي تم زراعتها في منطقة تتميز بمناخها الصحراوي، فهذا النمو الناجح أعتبره دافع للتغيير وخطوة إيجابية وحافز مُشجع على إتخاذ الحلول الناجحة للحد من ظواهر التغير المناخي.
فكل إنسان موجود على الكرة الأرضية يُعتبر شخص قادر على مواجهة التحديات وإحداث فرق في قضية عالمية. وَكُل عمل نقوم به اليوم يحدث تغيير على المدى القريب والبعيد.
فالفرح البيئي من ناحيةٌ أُخْرى :هو شعور القوة والطاقة الإيجابية التي تدفعنا للأمام في مواجهة التحديات والسعي على درب الإستمرارية والمرونة وإزدهار الأرض.
كل مشاعرنا البيئية، سواء كانت حزينة أو مُفرحة، تسهم في صقل شخصياتنا وإنجازاتنا في إعمار الأرض. لذا، من المهم أن نتعلم كيفية التحكم بين هذين الشعورين، ونقدر آثارهما في تحسين حياتنا، وعند تحقيق التوازن النفسي البيئي يشعر الإنسان بالإنسجام مع الطبيعة.
وفي الختام أرجو أن نعطي لهذه الأرض دور في العناية والإهتمام، وأن نثق في قدراتنا فالمسؤولية تقع علينا جميعا لتبقى هذه الأرض مصدراً للحياة لنا وللأجيال القادمة. فنحن نملك وطناً يستحق أن نحافظ على موارده البيئية وازدهاره بالولاء والعمل.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد