اقتصادُنا أَحدُ أَسرارِ قُوّتنا

mainThumb

15-09-2025 11:40 PM

في قراءة سريعة للحضارة المعاصرة، نجد أنّ الاقتصاد هو محور القوة في الدول القوية، وأنّ الذين يغفلون عن اقتصادهم ويتشعبون بالاهتمامات الجانبية على حساب النموّ الاقتصادي، فإنهم ينخرون في عصَب اقتصادهم إذا كان قويًّا، ويخرّون أمامَ التحديات إذا إذا كان اقتصادهم أقلّ حظًّا.
وأيضا في نظرة ريعة لجدول التجارة العالمية، نجدُ أنّ التقنيات تزاحم في الإحلال الوظيفي، مما يُفقد الكثيرين فرص العمل التي كانت متاحة من قبل، ومن هنا نبدأ:
نستطيعُ القول: إنّ الأردنّ واحد من الدول التي أثبتت جدارتها في مهارة الأيدي العاملة، ذلك أنّ شبابَنا على مرّ العقود المنصرمة، تسلّح بالهمة والعزيمة وحرصه على حمل اسم الوطن عاليا أينما توجه كمستثمر أو تاجر أو موظف أو عامل، وتحققت السمْعةُ الطيبة على جدار الشرف في المهنة والصنعة، وذلك هو الكنز الثمين.
ومع توارد الأخبار في أيامنا هذه، وما تحقق من توسع في فتح التصدير إلى مناطق متعددة للمنتوجات الأردنية، فإن ذلك يدعونا للاهتمام بما نملكه من قدرات وخبرات.
وحيث إنّه ليس خافيًا على أحد، أنّ الإخلاص في العمل، والإتقانَ في التصنيع، والمهارة في الإنتاج، كلّ ذلك يتطلب العهمة والعزيمة على أرض الواقع لا حبرًا على الورق، وأنّ الإنجاز لا يتأتى من خلال الأحلام السّبتية ولا النوم العميق، ولا السهر الطويل على حساب الوظيفة والمهنة والصنعة.
كما أنّه لزاما علينا جميعا، أن نكون متعاونين بيننا، وذلك في كلّ مؤسسة أو شركة أو مصنع أو مُنشَأةٍ، مهما كبرت أو صعرت، فكلّ مَن ينتمي إلى مورد رزقه فهو مسؤول عن أداء الأمانة فيه، وأنّ مجموع تلك المؤسسات والشركات والمصانع والمنشآت، هي جزء من هذا الوطن، وبالتالي أداء الأمانة يأخذ صفةً أهمُّ وأكبرُ.
وأما إذا أردنا أن نعطي الاقتصاد أهميته الحقيقية، فينبغي المسير إلى ميدان العمل، بقمة الأمل، لنبني أنفسنا بقدراتنا، فالوطن له حقّ علينا، والإنسانية لها حقّ علينا، كما أننا أمام تحديات صعبة، هي تتوارد علينا وهي من لوازم الحياة الدنيا، إلا أننا بإيماننا ومبادئنا الدينية والوطنية والإنسانية، نذلل تلك الصعاب.
فالاقتصاد قوّته قوّةٌ لنا، على مستوى الفرد والمجتمع، لذا إنني أُهيبُ بنفسي وبكلّ من يتقلد وظيفة أن يكون مخلصًا لها حتى آخر ساعة يعمل فيها، وها هو قانون العمل والعمال يضبط الحقوق بدقة، كما أنّ الشريعة الإسلامية تزيدنا انتماء للعمل، لما فيه من وازع داخليّ يبعث فينا معاني الصدق والإخلاص والأمانة.
وسيبقى ميدان العمل في منافسة محتدمة بين الدول، وما نسمعه بين الفينة والأخرى من ظروف اقتصادية يمر بها بلد أو مجتمع، يحتاج منا إلى مزيد من التمسك بتراب الوطن، فنحرص على نظافته، فحتما إزالة المخلَّفات من جيب المواطن، وأحافظ على القنون، فحتما إزعاجي للآخرين آخر الليل سيفقدهم الراحة ويضعُف الإنتاج، كما أنه مطلوب مني تشجيع الصناعة المحلية، لأنه حتما سيعود "خَراجُها" إلينا، فهي منا ونحن منها.
ويبقى الأمل بالله ثمّ بشبابنا، لننطلق إلى العمل بشتى أصنافه: الصناعيّ، التجاريّ، الزراعيّ، الخِدماتيّ، ولْنفتح أبواب الرزق بالأمل، ولا نركض وراء سراب الكسل، فاقتصادنا يقوَى بعزيمة شبابنا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد