قراءة في كتاب ملك وشعب (20)
لقد تضمّن كتاب ملك وشعب "الأوراق النقاشية لجلالة الملك" التي بدأ جلالة سيدنا في إطلاقها بتاريخ 29/12/2012 حيث جاءت لتكون محفّزا للحوار الوطني حول القضايا الكبرى التي تهم المجتمع الأردني مبينّا أن إرساء رؤية واضحة للاصلاح الشامل ومستقبل الديمقراطية في الأردن هو من الأولويات التي نحرص على تنفيذها بهدف بناء التوافق وتعزيز مشاركة الشعب في صنع القرار، وكذلك تحفيز حوار وطني حول مسيرة الإصلاح وعملية التحّول الديمقراطي التي يمر بها الأردن، بهدف بناء التوافق وتعزيز المشاركة الشعبية في صنع القرار، وإدامة الزخم البنّاء حول عملية الاصلاح. هذه الأوراق التي تضمّنت رؤية جلالة سيدنا لمسيرة الإصلاح الشامل في الأردن في مختلف المجالات.
وسأتناول هنا في المقال العشرين ( 20) ضمن سلسلة مقالات قراءة كتاب ملك وشعب "الورقة النقاشية الرابعة لجلالة الملك" التي أعلنها جلالة سيدنا في الثاني من حزيران عام 2013 بعنوان " نحو تمكين ديمقراطي ومواطنة فاعلة" التي تزامنت مع إطلاق التمكين الديمقراطي لصندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية.
ويذكر جلالة سيدنا في هذه الورقة أن بعض الآراء في المنطقة العربية وخارجها تعتقد بأن العالم العربي غير مهتم بممارسة العمل السياسي بشكله المعاصر، وأن شعوب العالم العربي لاترغب بالديمقراطية، ولكن جلالة سيدنا يرى أن تجديد الحياة السياسية في العديد من الدول العربية من شأنه أن يسهم في تلبية تطلعات أبناء وبنات الوطن العربي نحو حياة أفضل، وأننا في الأردن نعمل على تطوير النموذج الديمقراطي الذي يعكس ثقافة مجتمعنا الأردني وتطلعاته.
وتمحوّرت أهمية هذه الورقة النقاشية حول تطوير النموذج الأردني الديموقراطي الذي يتطلّع إلى حماية التعددية وعدالة الفرص السياسية، وتعزيز المشاركة الشعبية في صنع القرار من خلال تعميق نهج الحكومات البرلمانية، لكي نصل إلى حكومات مستندة إلى أحزاب برامجية وطنية. وهنا، يقول جلالة سيدنا "فلا بدّ من الإقرار بأننا كمجتمع بحاجة إلى آليات أفضل لترجمة الأفكار الريادية على أرض الواقع ضمن برنامج التمكين الديموقراطي الذي يوفّر المساعدة لمن يحملون أفكارا جديدة تهدف إلى زيادة إنخراط المواطنين في مجتمعاتهم".
ومن أهم ما تطرقّت إليه الورقة النقاشية الرابعة لجلالة الملك لتحقيق أهم متطلبات التحّول الديمقراطي، هو تعزيز المجتمع المدني ودوره في مراقبة الأداء السياسي وتطويره نحو الأفضل عبر ترسيخ الثقافة الديمقراطية في المجتمع، ليكون التغيير الديمقراطي حقيقة ملموسة على جميع المستويات. وأن إطلاق برنامج التمكين الديمقراطي لصندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية الذي تزامن إعلانه مع إعلان الورقة النقاشية الرابعة، يؤكّد أن التقدّم على طريق إنجاز النموذج الديمقراطي لبلدنا سيتحدّد بالقدرة على عبور محطات محدّدة تؤشرعلى تقدّم ونضوج سياسي حقيقي وملموس.
كما أن إلتزام كافة مكوّنات مجتمعنا الأردني بالممارسات الديمقراطية الراسخة، يعتبر ضمانة النجاح في مواجهة مختلف المعيقات، ويشكّل مبدأ الإلتزام والمشاركة جوهر "المواطنة الفاعلة" التي ترتكز على حق وواجب ومسؤولية المشاركة السياسية، لتترك أثرها الإيجابي والمؤثّر، حيث أن الإنخراط في الحياة السياسية يشكّل حقا أساسيا لكل مواطن، كما تعتبر واجبا يتحمّل المواطن جزءا من هذه المسؤولية عبر إختيار شكل المستقبل الذي ننشده للأجيال القادمة، وأن بناء أردنا أفضل وأقوى يتحقّق بالإيمان بأن المواطنة الفاعلة هي مسؤولية وواجب يترّتب على كل مواطن في بلدنا فيما يتعلّق بكيفية الإنضمام إلى العمل السياسي.
وأكدّت الورقة النقاشية الرابعة لجلالة سيدنا على التحلي بالإحترام والمروءة حيث تعتبر من المبادىء التي نعتز بها في ثقافتنا العربية، ممّا يتطلب توظيف هذه المبادىء وإعتبارها مرتكزا وأساسا للإنخراط في حياتنا السياسية، كما أن الحوارات والنقاشات يجب أن تبنى على معلومات موضوعية من أجل الوصول إلى قرارات تخدم المصلحة العامة، لا على الإشاعات والعدمية المطلقة التي تنكر على الوطن إنجازاته وتطوره، ولا على التنطير والتشخيص غير الموضوعي للماضي دون طرح البدائل والحلول العملية للحاضر والمستقبل، لنمضي في تمكين ديمقراطي يوفّر أدوات المواطنة الفاعلة التي تنعكس إيجابا على تنمّية الحياة السياسية والإجتماعية في بلدنا.
وتكمن أهمية برنامج التمكين الديمقراطي بالعمل على خدمة المواطنين، وتقديم الدعم على أرض الواقع وتسخير كل الأدوات المتوفرة التي تهيء الفرص للمشاركة في الحياة العامّة بفاعلية وتأثير إيجابي في الشأن العام، ضمن الجهود الدؤوبة والريادية لبناء مجتمع مدني على إمتداد ربوع وطننا وفق أسس غير حزبية تلتزم الحياد، ليدعم برنامج التمكين الديمقراطي المؤسسات الصغيرة والكبيرة التي تهدف للمساهمة في تعزيز المشاركة في الحياة السياسية والمدنية، حيث يقوم الدعم على أسس الشفافية والتنافس الشريف من خلال إطلاق مبادرات ذات نطاق أوسع بالشراكة مع جهود قائمة، أو مع مؤسسات ذات سجلات نجاح، ليشكّل برنامج التمكين الديمقراطي إضافة نوعية يسهم في حل التحديّات التي تواجه مسيرة بلدنا نحو التنمّية السياسية والتحّول الديمقراطي، ضمن مسؤولية مشتركة تؤمن في ريادة العمل السياسي والإجتماعي والمدني لنساهم جميعا في بناء أردن أفضل وأقوى، ولنثبت أننا قادرون على أخذ زمام المبادرة وإنجاح تجربة الديمقراطية والتحّول الديمقراطي في بلدنا.
نعم، إنه الفكر الملكي الهاشمي الذي يضع استراتيجيات ورؤية للمستقيل التي تضمنتها الأوراق النقاشية لجلالة الملك التي جاءت تحفيزا للجوار الوطني، ضمن منظومة عمل جادة تعمل بضمير مؤسسي مسؤول الذي أنجزه الديوان الملكي الهاشمي العامر بيت جلالة سيدنا وبيت الأردنيين جميعا، يرافق ذلك جهود تقوم على الإخلاص والتفاني في العمل في ظل مجتمع متكافل واحد موحّد ومتماسك يزرع بذور الخير والعطاء والإنسانية، برعاية وإهتمام جلالة سيدنا الملك الإنسان عبد الله الثاني بن الحسين أعز الله ملكه القدوة لنا جميعا في الإنجاز والعمل وللحديث بقية.
العقبة تستضيف قمة صانعي الألعاب الأردنية 2025 السبت المقبل
الأردنية تفوز بمشروع أوروبي حول الشباب والذكاء الاصطناعي
إحالة عطاءات لتوريد 200 ألف أسطوانة غاز
مشاركة أردنية في ملتقى بيبان 2025 السعودي
تعيينات جديدة في التربية .. أسماء
الكشف عن أول سيارة كهربائية بصناعة مغربية مئة بالمئة
ارتفاع الذهب وانخفاض النفط عالمياً الأربعاء
السودان .. اغتيال إنسانية الإنسان
ممداني في خطاب النصر يتحدى ترامب ويهاجمه بقوة
انطلاق مهرجان الزيتون العجلوني بتلفريك عجلون الخميس
وفاة وإصابتان بحوادث سير على طرق خارجية
ارتفاع تاريخي لأسعار زيت الزيتون في الأردن .. تفاصيل
الحكومة ترفع مخصصات الرواتب والتقاعد لعام 2026
إحالات للتقاعد وإنهاء خدمات موظفين حكوميين .. أسماء
مدعوون لإجراء المقابلة الشخصية في وزارة التنمية .. أسماء
تحذير من مصفاة البترول للأردنيين
تشكيلات إدارية في وزارة التربية… أسماء
التربية: دوام المدارس المعدل الأحد .. والخاصة مستثناة
مياه العقبة تحدد أسماء وموعد الامتحان التحريري
مدعوون للتعيين في الإحصاءات العامة .. أسماء
انخفاض الذهب في السوق المحلية السبت
الدفع الإلكتروني للأطباء إلزامي وفق النظام الجديد
وزير الداخلية للطلبة: لا تكونوا عبئاً على الوطن
الكلية الجامعية العربية للتكنولوجيا تكرّم أوائل الشامل


