افتاح مسجد الفتح لواء الأَربعين في الجيش المصطفويّ وأبعاده النبيلة

mainThumb

15-10-2025 10:57 PM

في واحدة من مفاخر الأردنّ – التي لا تكاد تحصى- نجدُ المسجدَ حاضرًا في حواضره وقراه وبواديه، فما بين رعاية المساجد على امتداد رقعة الوطن من خلال وزارة الشؤون والمقدسات الإسلامية، ما بين محراب ومنبر نغرس مفاهيم الإسلام وإشراقاته في أرددننا الذي أصبح أُنموذجا يحتذى.
ومما يذكر وشكر في ذات السياق، هذا الاهتمام الواسع في بناء المساجد في الجيش العربيّ المصطفويّ، وهو الاسم الذي يطلق على جيشنا الأردنيّ الباسل، والذي يتفرد بهذا الاسم العريق والانتساب إلى سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولأمتنا العربية، تماما كما أراده الملك المؤسس – طيب الله ثراه- ومن بعده وعلى خُطاه سار الملوك في المملكة الأردنية الهاشمية، يراعون الجيش اهتماما واسعا، والمسجد في الجيش اهتماما ذا طابع فريدٍ قلّ نظيره في التاريخ.
ويأتي افتتاح مسجد "الفتح" الذي تمّ بناؤه على نفقة القوات المسلحة وعلى طراز معماريّ رائع وإبداعيّ، وقد تم افتتاح هذا المسجد برعاية من صاحب السموّ الملكيّ الحسن بن طلال يحفظه الله ويرعاه، وقد أناب عنه وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية معالي الدكتور محمد الخلايلة، في حضور مفتي القوات المسلحة وجمع غفير من أصحاب السماحة والعطوفة وأئمة المساجد في محافظة الزرقاء، كلّ ذلك له أبعاد نبيلة، تتبين لمن تأمل هذا الاهتمام في إعادة بنائه، في تلك البقعة المباركة، من موقع لواء الأربعين الذي له دور نبيل على امتداد تاريخ الأردنّ المعاصر.
افتتاح مسجد الفتح، له أبعاد ترتبط بتاريخ اللواء الأربعين الملكيّ في الجيش الأردنيّ، فهذا المسجد يقع على ربوة وفي أجمل بقعة في المنطقة وقد أشار معالي وزير الأوقاف إلى أنّ هذا يعود إلى الاهتمام ببناء المسجد في الجيش، كما أشار إلى أنّ أفراد القوات المسلحة لا ينزلون منزلا إلا ويشرهون ببناء المسجد أول أمرهم، وفي ذلك دلالات بالغة على انطلاقة الاهتمام من معاني الإسلام السمحة في جيشنا الباسل.
كما استعرض معالي الوزير، كيف أنّ مسجد "الفتح" في لواء الأربعين الذي تم إعادة بنائه وافتتاحه اليوم، يرتبط بتاريخ مشرّف، فلواء الأربعين شارك في كافة المواجهات على أرض فلسطين، من: باب الواد إلى اللطرون وغيرها من التضحيات على أسوار المسجد الأقصى، وكم من شهيد من لواء الأربعين دفن على أرض فلسطين وما زالت قبورهم شاهدة على ذلك.
وها هو اليوم يعادُ بناء هذا المسجد ليذكرنا بامتداد الثورة العربية الكبرى التي تعدّ فتحا مبينا في زمنٍ احتاجت الأمة لمن يذكرها بجذورها وانتمائها للدين وللوطن، وأنّ هذا الجيش "بقية الجيش المصطفويّ" و "امتداد للفتح الإسلاميّ الذي بدأه الصحابة من على ثرى الأردنّ".
ومما لا يخفى على أحدٍ، من أننا في الأردنّ ننعُم بمساجدنا وما تحظى به من اهتمام بالغ، وكم هي من نعمة أن يكون جيشنا يتسلح بالإيمان، ليس هذا فحسب بل يخرّج العلماء وطلبة العلم والحفاظ لكتاب الله تعالى ممن يدفعون المجتمع إلى مزيد من الوعي، وزيادة للعمل الدؤوب على بصيرة من الله تعالى، وإنّمما نراه من وسطية في الإسلام تحتاج منا إلى بذل الجَهد لترجمتها على أرض الواقع.
وفي ختام حفل الافتتاح المهيب تكلّم مفتي القوات المسلحة الدكتور حسن المخاترة، عن قيمة المسجد في الإسلام، وما ينبغي أن نحمد الله عليه من نعم.
كما دعا الجميع وفي خاتمتهم الدكتور أحمد الحراحشة مدير أوقاف محافظة الزرقاء: أن يديم اللهُ عزّ وجلّ، علينا أمنَنا وأماننا في ظلّ القيادة الهاشمية وحامل لوائها عميد آل البيت جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ووليّ عهده الأمين. وأن يبقى الأردنّ منيعا في وجه التحديات وأن يحفظه الله بحفظه، وأن يحفظ الله أهلنا في فلسطين، وأن يعود المسجد الأقصى محررا.. آمين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد