جريمة على شاطئ العشاق .. الفصل الخامس
سنجام وسنجاي – حين يتحوّل الحب إلى لغزٍ جنائي
في بعض القصص، لا يموت الحب... بل يُقتل.
كانت نظرات هدى شاردة، غارقة في بقايا ذكرى لا تموت، كأنها ترى وجهه يبتسم بين ظلال المطر ويسألها بصمتٍ مؤلم: لماذا تأخرتِ؟
لم تكن تدرك أن الاسم الذي كان يربط بينهما — سنجام وسنجاي — لم يكن مجرد لقبٍ حالم من أسطورة هندية قديمة، بل نبوءة مأساوية لحبٍ ستحرق نهايته قلبها قبل أن تحرق روحه.
ذلك الصباح لم يكن عاديًا... فقد اجتمع فيه الحب والموت على طاولة واحدة.
---
كان يتحدث إليها برقةٍ وحنان لم تجده في أي رجلٍ آخر، يعاملها كسيدةٍ أنثى لا كطبيبةٍ تحمل لقبًا رسميًا.
معظم الرجال كانوا يخاطبونها ببرودٍ مهني: دكتورة هدى، وكأن اللقب جدارٌ يفصلها عن أنوثتها.
أما عبدالعزيز، فكان يرى ما وراء المعطف الأبيض والنظرات الجادة.
كان يرى امرأة تبحث عن لحظة صدقٍ وسط زحام العمل والوجوه المتعبة.
لا تدري كيف استطاع أن يأسرها بكلماته، ولا كيف سمحت لنفسها أن تعطيه رقمها، وهي التي كانت ترفض ذلك دائمًا.
ضحكت منى رغم بشاعة الموقف قائلة:
"يا فتاة، يبدو أن الرجال في هذا الزمن قد أُصيبوا بالعمى! أنتِ جميلة وفاتنة، فقط نسيتي نفسكِ بين ملفات المرضى وغرف العمليات. مشاغل الحياة والعمل سرقتكِ من نفسكِ... حتى إذا طلبنا إجازة، كأننا نطلب رأس غليص!"
ثم عانقتها منى بلطفٍ قائلة:
"أكملي يا شابة، يبدو أن عبدالعزيز عرف الطريق إلى قلبك!"
تابعت هدى حديثها بنبرةٍ يغلب عليها الشجن:
"كنا نخرج معًا باستمرار. كان يرسل لي كل صباح باقة ورد يضعها أمام سيارتي، وعليها بطاقة كتب فيها: من سنجام إلى سنجاي، ويرسم قلبًا صغيرًا ثم يختفي.
كان يرافقني بسيارته إلى مقر عملي ليطمئن أنني وصلت، فأرسم له من نافذتي قلبًا صغيرًا وأهمس: شكرًا يا سنجام.
في أيام العطلات، كنا نذهب إلى المناطق الممطرة، نلهو كالأطفال، نركض بين قطرات المطر بلا خوفٍ من أحد.
أحيانًا كنت أعود من العمل مرهقة، من المرضى وغزل مرافقيهم السمج، فيتصل فجأة قائلاً:
هل لي شرف دعوتكِ للغداء اليوم، يا حبيبتي؟ اختاري المطعم الذي تحبين.
كنت أضحك من الفرح، وأقول: أنت ساحر! كيف تعلم أنني أحتاجك الآن بالذات؟
فيضحك قائلاً: حدس المحب يا سنجاي...
لكني كنت أحيانًا أشك أنه يراقبني، أو يعرف أخباري من أحد الأطباء. ربما كان له صديق في المستشفى. أنتِ تعرفين يا منى... الرجال وغيرتهم لا حدود لها!"
قبل أن ترد منى، ظهر رجال البحث الجنائي ليعاينوا الجثة.
اقتربت منى من صديقتها وهمست:
"سنكمل الحديث في المنزل. ولا تخبري أحدًا أنك تعرفين صاحب الجثة... أخشى على قلبكِ مما ستكشفه الأيام القادمة."
نظرت منى إلى صديقتها بعينٍ يملؤها الأسى، وقالت في سرّها:
"يبدو أن نار حبه لا تزال مشتعلة في جوفكِ، أيتها المسكينة..."
---
أسئلة محيّرة
أثار وجود الشرطة في الحي الراقي الكثير من اللغط والفضول.
الناس يتجمهرون، والهمس يعلو، والإشاعات تنتشر كالنار في الهشيم.
"لابد أن شخصية مهمة قد أصابها مكروه!" هكذا كان الأهالي يتهامسون خلف الأبواب والنوافذ.
من بين رجال التحريات كان النقيب محمد، ومعه النقيب رحمة التي ما إن رأت النقيب منى حتى سارعت لمصافحتها بحرارة.
قالت منى مبتسمة:
"أأنتِ هنا في مسقط؟ ظننتكِ ما زلتِ في صور!"
ضحكت رحمة قائلة:
"نعم، نقلت إلى عرين العميد حمد. شدّني الحنين إلى مسقط، ثم إن والدتي مريضة، وأردت أن أكون إلى جوارها. تعرفين أن عملنا لا يرحم ولا يترك لنا وقتًا للعائلة."
في تلك اللحظة، طلب رجال مسرح الجريمة إخلاء المكان لتتمكن سيارة الإسعاف من نقل الجثة.
وبعد الانتهاء، قال أحمد من فريق الأدلة الجنائية لزملائه:
"إن شاء الله التقرير سيكون جاهزًا غدًا أو بعد غد على مكتب العميد حمد."
وقبل أن يغادر الجميع، وقف النقيب محمد يتفحّص المكان بعين الخبير.
كان يدور ببطء حول بقعة الجريمة، ينظر يمينًا وشمالًا، وكأنه يبحث عن ظلٍّ تركه القاتل سهوًا.
وفي الجهة المقابلة، كانت هدى جامدة الملامح، تحدق في المكان ذاته الذي كان يومًا مسرحًا لضحكاتها.
قطع محمد الصمت قائلًا:
"هل لدينا أي معلومات عن الرجل؟ أم ننتظر تقرير الطبيب الشرعي؟"
كانت منى تنظر إلى صديقتها بقلقٍ ظاهر، تخشى أن يلحظ أحدهم اضطرابها.
قالت بنبرةٍ حازمة:
"لا... ننتظر ما سيقوله العميد حمد، وبعدها سنتحرك."
وحين خرجت منى لتوصيل صديقتها، كانت الأسئلة تتصارع في رأسها:
من الذي قتل رجلًا بهذه الرقة؟ ولماذا؟
ولماذا لم يُلقِ الجثة في البحر مثلًا؟
لماذا وضعها على قارعة الطريق، وكأنه يتحدى الجميع قائلًا: ها أنا قتلت... فابحثوا عني إن استطعتم؟
ثم أضافت وهي تضرب مقود السيارة بقبضتها:
"لم تكن على جسده كدمات... ملابسه نظيفة، وجهه هادئ كأنه نائم. لا مقاومة، لا دماء... كأن الرجل عرف قاتله واستسلم له."
توقفت عند الإشارة الحمراء، أغمضت عينيها وقالت بصوتٍ خافتٍ يقطر ألماً:
"وكأن المقتول كان يعلم تمامًا من سيقتله..."
..................................
مفردات
سنجام وسنجاي: قصة من الأساطير الهندية العاطفية، تشبه قصة قيس وليلى، غير أن الحبيب يموت فيها، فتحرق الحبيبة نفسها لتلحق به.
رأس غليص: من التراث الأردني الشعبي، يرمز إلى البطولة والانتقام.
إسرائيل تواصل غاراتها على جنوب لبنان
غوتيريش يدعو لتنفيذ كامل لاتفاق غزة والوسطاء يجتمعون في ميامي
الترخيص المتنقل المسائي بلواء بني عبيد غدا
وفد البطريركية اللاتينية يزور المستشفى الميداني الاردني بغزة
الجيش يحبط تهريب كميات كبيرة من المخدرات عبر بالونات
الخيرية السويسرية توزع مساعدات في عجلون
مصر تؤكد رفضها لأي اجراءات أحادية في القرن الإفريقي والبحر الأحمر
الترخيص المتنقل المسائي في برقش الأحد
مؤسسة ولي العهد تختتم فعاليات اليوم الدولي للتطوع
رئيس المخابرات التركي يبحث مع حماس المرحلة الثانية لغزة
زيلينسكي: واشنطن تقترح مفاوضات مباشرة ثلاثية في ميامي
إقامة كأس الأمم الإفريقية كل أربعة أعوام بدلا من عامين
مفتي المملكة: أول أيام رجب الاثنين
اعلان توظيف صادر عن المحكمة الدستورية
الحكومة تعلن عن وظيفة قيادية شاغرة
ماسك ينشر قائمة الدول الأكثر توقيفا لمعلقين على الإنترنت
مدعوون للتعيين وفاقدون لوظائفهم في الحكومة .. أسماء
عندما تصبح الشهادة المزورة بوابة للجامعة
وظائف شاغرة في الضمان الاجتماعي والبحرية الأردنية .. تفاصيل
كتلة هوائية شديدة البرودة تضرب المملكة بدءاً من الاثنين
الضمان: تعديلات تشريعية مرتقبة للمنتسبين الجدد وتعديل سن التقاعد مطلع 2026
إحالة مدير عام التَّدريب المهني الغرايبة للتقاعد
المملكة على موعد مع منخفض جوي جديد .. أمطار وزخات ثلجية وصقيع واسع ليلاً
مهم بشأن الرسوم المدرسية للطلبة غير الأردنيين
طريقة لزيادة عمر بطاريات الهواتف الذكية
صرف 5 ملايين دينار معونة شتوية لأكثر من 248 ألف أسرة



