الفايز يُلقي كلمة بمؤتمر قمة البوسفور الـ16 في إسطنبول

mainThumb

06-11-2025 04:30 PM

السوسنة - قال رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، إن مبادئ وقيم الحرية والعدالة والتعاون الدولي، أصبحت قيمًا هامشية في عالم أصبح البقاء فيه للأقوى، بعد أن فقدت الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية التي تنشد السلام العالمي، دورها وحضورها وقدرتها على حل الصراعات والنزاعات.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر قمة البوسفور السادسة عشر، الذي بدأ أعماله اليوم الخميس في مدينة إسطنبول، تحت عنوان "التحديات العالمية - التكيف مع الحقائق الجديدة"، بمشاركة عدد من رؤساء الدول والوزارات، إضافة إلى وزراء وسياسيين وخبراء اقتصاديين، ورجال أعمال ومفكرين وأدباء وإعلاميين من مختلف دول العالم.
وأضاف الفايز "أننا نعيش اليوم في زمن يتسم بالتحولات المتسارعة، تتشابك فيه التحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية، والتكنولوجية، لتخلق واقعا معقدا يتطلب من البرلمانيين والبرلمانات، رؤية استشرافية، وتعاونا دوليا، وحلولا مبتكرة لمختلف التحديات التي تعصف في العالم".
وبيّن أن التحديات التي تواجه العالم، والظروف الحرجة التي يمر بها، والصراعات المنتشرة فيه، والتي لا تقتصر على إقليما بعينه، قد ولدت يقيناً تاماً بأهمية التشاركية والتعاون الدولي وبذل كافة الجهود اللازمة من قبل المعنيين، من خلال عقد حوارات مكثفة ومسؤولة للخروج بحلولٍ دائمة وواقعية لها.
ولفت الفايز إلى أن القمة تنعقد اليوم، بهدف الوقوف على ما يواجه عالمنا من تحديات، وكيفية التكيف معها وتجاوزها، ومن أجل تعزيز السلام العالمي، ورسم مستقبل أفضل للبشرية، هذا السلام الذي ينشده الجميع، في عالم مضطرب تتسع فيه رقعة الصراعات، وتتصاعد فيه الأزمات الدولية، وتسوده الفوضى والعنصرية.
وقال إن أبشع ما يعيشه عالم اليوم، هو ما تخلفه الصراعات من تدمير وقتل للأبرياء، وزيادة في أعداد اللاجئين والمشردين والمهجرين قسرا، وما تمثله الصراعات من تهديد للاستقرار والسلم الدولي.
وذكر الفايز بأنه في الوقت الذي نرفض فيه استمرار سياسات دولة الاحتلال الإسرائيلي العدوانية والتوسعية، فإننا نرحب بتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، باعتباره يشكل خطوة مهمة من أجل الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أنه آن الأوان أن ينعم الشعب الفلسطيني بالأمان والاستقرار وينتهي الاحتلال، وأن تصل المساعدات الإنسانية الكافية إلى قطاع غزة بلا قيود.
وأضاف "أن عدم تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار، والتوصل لعملية سلام تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة، فأن الشرق الأوسط سيبقى محكوما عليه بالهلاك، لقد مضى 80 عامًا على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وقد حان الوقت لنقول جميعا، كما قال جلالة الملك عبدالله الثاني (كفى)".
وتساءل الفايز حول دور البرلمانات والمنظمات البرلمانية الدولية، في العمل من أجل وقف النزاعات والحرب، وقال: إن التعاون البرلماني يمكنه القيام بدور أكثر فاعلية، من أجل تعزيز السلام العالمي، من خلال تفعيل الدبلوماسية البرلمانية، كأداة من أدوات تحقيق السلام، ومن خلال اجراء الحوارات البناءة بين الأطراف المتنازعة، ووضع تشريعات تدعم حل النزاعات سلميا، وتسهم في خفيض بؤر التوتر.
كما طالب البرلمانات والبرلمانيين والمنظمات البرلمانية الدولية، بالعمل من أجل النهوض بالتعليم والصحية، وتحقيق العدالة الرقمية، بين دول الشمال والجنوب، وضمان الاستخدام الأمثل لأدوات التكنولوجيا الحديثة.
ودعا الفايز إلى دعم التعددية السياسية، ومواجهة تحديات الفقر والجوع والتشرد، والتصدي لتحديات اللجوء والنزوح التي تخلفها الصراعات، إضافة إلى دعم وحماية المؤسسات والمنظمات الدولية، التي تعنى بحل النزاعات وتطبيق العدالة، والدفع باتجاه التزام الجميع بقرارات الشرعية الدولية، مؤكدا أن بناء مستقبل آمن ومستقر للبشرية، يتطلب معالجة أسباب الاضطرابات والصراعات، وتعزيز حوار الحضارات والأديان، ونشر ثقافة التسامح والمحبة.
ونوه بأن البرلمانات، عليها مسؤولية السعي الجاد، من أجل بناء أنظمة تدعم العدالة والاستقرار السياسي، وتعزز القواسم المشتركة بين الشعوب، وتحترم التنوع وحقوق الأقليات، لذلك فإن دورها يحتاج إلى مرونة أكثر، من خلال تطوير وتنمية دور المؤسسات البرلمانية، والسعي لحل النزاعات بالوسائل السلمية والحوار المسؤول، بالتعاون مع الحكومات التي في غالبيتها تتشكل من البرلمانيين.
واستنكر الفايز ارتفاع فاتورة تجارة أسلحة القتل والتدمير، وقال: "إن السؤال المطروح اليوم، كيف يتحقق السلام وتتوقف الحروب، في الوقت الذي بلغت فيه مبيعات الأسلحة 2,2 تريليون دولار".
وأوضح أن الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش قد صرح بأن هناك 700 مليون مواطن يعيشون الفقر المدقع، بينما هناك مئات الملايين يعيشون تحت خط الفقر في العالم، فيا لها من مفارقه.
وخاطب الفايز الحضور قائلًا: "دعونا نتذكر أن التحديات العالمية ليست قدرا محتوما، بل فرصة لإعادة التفكير في أولوياتنا، وتوجيه طاقاتنا نحو بناء مستقبل أفضل، فلنعمل معا باصرار وتفاؤل ، لتحويل التحديات إلى فرص، والحقائق الجديدة إلى أمل جديد".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد