الجمعة البيضاء بين تصريف البضائع وواقع اقتصادي محدود الأثر
عمان - السوسنة - دانية محمود
في آخر جمعة من شهر نوفمبر من كل عام تأتي الجمعة البيضاء ويصبح هناك تخفيضات كبيرة جدًا في المحلات التجارية تصل ل٩٠٪.
ما يثير تساؤلات حول هذا اليوم من العام وكيف يتم التعامل معه وعلى أي اساس يتم عمل تخفيضات كبيرة لهذه الدرجة.
الجمعة البيضاء اسمها الحقيقي هو الجمعة السوداء وسميت بالبيضاء لأهمية يوم الجمعة عند المسلمين، إلا انها تسمى بالسوداء في الولايات المتحدة الامريكية ويعتبر أكبر يوم تسوق في السنة.
خلفية اقتصادية تسبق موسم التخفيضات
بحسب تقرير صحفي أصدرته دائرة الإحصاءات العامة يبين ارتفاع أسعار تجارة الجملة في الربع الثالث من عام 2025 حيث وصل الرقم القياسي لأسعار تجارة الجملة إلى 109,05% بالإضافة إلى ارتفاع معدل التضخم ليصل إلى 1,87%.
رؤية التجار: تخفيضات كبيرة وربح يعتمد على تصريف المخزون
قال زياد شهاب وهو صاحب محل ألبسة وأحذية في منطقة المقابلين ل "السوسنة" إن نسب الخصم في الجمعة البيضاء قد تتراوح بين ٢٥٪ إلى ٧٥٪ في متجره، وأن في بعض الأحيان وعلى أصناف كثيرة قد يتم تخفيض سعر القطع لدرجة ان يصل سعرها اقل من سعر التكلفة.
وأوضح شهاب أنه يتم تحديد نسب الخصومات على القطع حسب موضة العام الحالي ويتم وضع هامش ربح بسيط جدًا لدرجة قد يكون أقرب إلى سعر التكلفة.
وأكد شهاب أن عروض الجمعة البيضاء تؤثر بشكل إيجابي على الربح لدرجة تصل في بعض الأحيان إلى أرقام مضاعفة عن الأيام العادية.
بالإضافة إلى أن الأرباح المحققة خلال الموسم من الممكن أن تعوّض نسبة التخفيضات المطبَّقة على المنتجات بشكل بسيط جدًا لكن قد يؤثر بشكل أكبر على صافي التدفق النقدي (تجميع الكاش) لتسديد التزامات متراكمة وليس الهدف تحقيق ربح بل التخلص من بضائع متراكمة بالمخازن.
وبيّن شهاب أن التخفيضات في أغلب الأحيان وبنسبة تتجاوز ٨٥٪ تعتمد على المنافسة بالسوق وليس على أي خطط مدروسة.
وعبر شهاب عن رأيه وقال إن الجمعة البيضاء لا تشكل موسمًا اقتصاديًا مهمًا للتجار لأن الهدف منها ليش تحقيق ارباح عالية بل تخفيض مخزون المستودعات من البضائع.
أثر الجمعة البيضاء على السوق، آراء الخبراء حول محدودية التأثير على الناتج المحلي.
وبدوره قال الخبير الاقتصادي وجدي مخامرة ل"السوسنة" إن الجمعة البيضاء أصبحت حدثًا تجاريًا بارزًا في الأردن، لكن تأثيرها الاقتصادي المحلي يظل محدودًا، ووفقًا لتقارير حديثة شهدت الفعالية نشاطًا تجاريًا غير مسبوق امتد لأكثر من شهر كامل من العروض والتخفيضات، مما يعكس تحولها من يوم واحد إلى موسم استهلاكي ممتد. وأضاف مخامرة أن هذا النشاط أحدث حركة بيع نسبية في الأسواق، خاصة في قطاعات التجزئة والإلكترونيات والملابس مما تؤدي العروض إلى تحسين تدفق المبيعات لدى المتاجر الكبرى. ومع ذلك، يُقدر الخبراء أن التأثير الكلي على الناتج المحلي الإجمالي ضعيف إذ لا يتجاوز الإنفاق الإجمالي أثناء الموسم 5-7% من الإنفاق السنوي على التجزئة، وذلك بسبب ضعف القوة الشرائية للمواطنين الناتج عن الارتفاعات في الأسعار والضرائب.
بالمقابل قال ممثل قطاع الكهربائيات والالكترونيات في غرفة تجارة الاردن حاتم الزعبي في مقابلة مع وكالة الانباء الاردنية بترا إن فترة الجمعة البيضاء تشكل في العادة نحو ٢٠٪ من مبيعات التجار السنوية.
التجارة الإلكترونية تكسب الجولة: ارتفاع الطلب وتحوّل سلوك الشراء
تابع مخامرة حديثه في السياق الأردني، أدى الموسم إلى زيادة في حركة التجارة الإلكترونية بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بالأسابيع السابقة، لكنه لم يعوّض التراجع العام في الطلب خلال العام، الذي يُعزى إلى التضخم والضغوط المالية. كما أن حملات الرقابة الحكومية، مثل تلك التي أطلقتها وزارة الصناعة والتجارة، ساهمت في ضبط الممارسات غير النزيهة، مما حد من بعض الإفراط في التسويق.
بين الرقابة الحكومية والخصومات الوهمية
حيث أعلنت وزارة الصناعة والتجارة تكثيف حملتها الرقابية بالتزامن مع موسم العروض والتخفيضات خاصة في فترة الجمعة البيضاء بهدف حماية المستهلك وضمان توفير بيئة تسوق آمنة وشفافة.
وبحسب توقعات مخامرة قال إن تأثير هذه الفترة قد يكون ايجابياً على المدى القصير ولكنه غير مستدام، حيث أنه على الجانب الإيجابي يعزز الموسم من السيولة في الأسواق، حيث يُسجل المتاجر ارتفاعًا في المبيعات يصل إلى 20-40% في بعض القطاعات مما يساعد في تصريف المخزونات وتحفيز التوظيف الموسمي، ومع ذلك السلبيات تشمل زيادة الديون الاستهلاكية لدى الأسر حيث يُشير الخبراء إلى أن الإنفاق المكثف يقلل من الإنفاق على الاحتياجات الأساسية في الأشهر اللاحقة مما يعمق الجمود الاقتصادي، كما أن التنافسية العالية بين المتاجر قد تؤدي إلى هامش ربح منخفض خاصة إذا كانت التخفيضات غير حقيقية (مثل رفع الأسعار مسبقًا ثم خفضها)
تابع مخامرة إن الجمعة البيضاء أصبحت موسمًا استهلاكيًا مؤثرًا على حركة الاقتصاد الحقيقي وحدث تسويقي مهم في نفس الوقت فهي تعتبر مزيجًا من الاثنين، لكن الجانب التسويقي يغلب في السياق الأردني كما تحولت إلى موسم استهلاكي حقيقي يؤثر على حركة الاقتصاد بزيادة الإنفاق الاستهلاكي بنسبة 10-15% خلال الشهر، مما يعكس اندماجها في الثقافة الاستهلاكية المحلية. ومع ذلك، تبقى في جوهرها حدثًا تسويقيًا مصممًا لتحفيز الإنفاق السريع، حيث يُشكك الخبراء في مصداقية بعض العروض ويُحذرون من أنها لا تكفي لإنعاش الاقتصاد بشكل جوهري دون إصلاحات هيكلية مثل رفع القدرة الشرائية. ولا بد من الاشارة هنا إلى انه إذا لم تُدار هذا الجمعة بشفافية، قد تتحول إلى “فقاعة” تسويقية تُرهق المستهلك دون فائدة اقتصادية مستدامة.
المستهلك تحت الضغط: عروض ضخمة تُغيّر الأولويات وتخلق سلوكًا شرائيًا جديدًا
وبالحديث عن المستهلك أشار مخامرة إلى ان المستهلك العربي أصبح أكثر وعيًا نسبيًا لكنه ما زال يتأثر بالحملات التسويقية بشكل كبير مشيرًا إلى دراسات حديثة تبين أن 95% من المستهلكين في المنطقة يخططون للتسوق خلال الموسم مدفوعين بقوة التخفيضات، لكن 40% منهم يعبرون عن شكوك في مصداقيتها بعد تجارب سابقة مع “الخصومات الوهمية”، كما زاد الوعي في الأردن والدول العربية المجاورة من خلال حملات حماية المستهلك من خلال مقارنة المستهلكون الأسعار عبر المنصات الإلكترونية ويتجنبون الشراء العاطفي.
وأضاف مخامرة أن التغيير في سلوك المستهلك خلال فترات التخفيضات يُفسَّر بثلاثة عوامل رئيسية منها الضغط الاجتماعي والتسويقي، حيث يُروَّج للموسم كـ”حدث لا يُفوَّت” عبر وسائل التواصل، مما يحوّل الشراء من احتياج إلى عادة اجتماعية.
ثانيًا، التأثير الاقتصادي، إذ يُؤجِّل المستهلكون الشراء اليومي للاستفادة من التخفيضات، مما يزيد الإنفاق بنسبة 20-30% في هذه الفترة لكنه يقلل الإنفاق الشهري العام.
ثالثًا، الرقمنة، حيث انتقل 60% من الشراء إلى الإنترنت، مما يجعل المقارنة أسهل ويقلل من الاندفاع، لكنه يزيد من التعرض للإعلانات المستهدفة، وفي الأردن يظهر هذا التغيير في زيادة الطلب على المنتجات غير الضرورية، مع ارتفاع الشكاوى من التضليل بنسبة 15% سنويًا.
من يربح في النهاية؟ متاجر كبرى تستفيد وصغار التجار تحت ضغط المنافسة
وأكد مخامرة على أن موسم التخفيضات يؤدي إلى مزيج من زيادة الارباح لدى المتاجر اولاً بالاضافة الى تصريف البضائع ثانيًا لكن التصريف غالبًا ما يكون الهدف الرئيسي، ففي الأردن يزيد الموسم من إجمالي المبيعات بنسبة 25%، مما يرفع الأرباح الصافية للمتاجر الكبرى بنسبة 10-15% بعد خصم التكاليف، خاصة في حالة العروض الحقيقية، اما للمتاجر الصغيرة فيصبح الأمر أقرب إلى تصريف المخزونات غير المرغوبة، حيث يُحذِّر خبراء من أن 30% من التخفيضات “وهمية” (رفع سابق للأسعار)، مما يقلل الهوامش الربحية إلى أقل من 5% بالتالي فان الفائزون الحقيقيون هم المتاجر الرقمية الكبرى، بينما يعاني التجار التقليديون من الضغط التنافسي دون مكاسب كبيرة.
كالاس: وقف إطلاق النار في غزة ما يزال هشاً
بلجيكا: عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين بلغ أعلى مستوى له
الصفدي: الاحتلال تجلى بأبشع صور الإبادة الجماعية
الجمعة البيضاء بين تصريف البضائع وواقع اقتصادي محدود الأثر
تباين أداء أسواق الأسهم الآسيوية الجمعة
الإسترليني يستقر مقابل الدولار واليورو
لبنان يقدّم شكوى لمجلس الأمن ضد إسرائيل
محمد فضل شاكر يكشف حقيقة تدهور صحة والده
انخفاض إنتاج العسل في الأردن هذا العام
عشرات الآلاف أدوا صلاة الجمعة في الأقصى
بيت جن… مشهد جديد يكشف طبيعة الكيان المجرم
تقاضى مبالغ مالية مقابل ترخيص محلات .. والمحكمة تصدر قرارها
فاقدون لوظائفهم في وزارة الصحة .. أسماء
دليلكم للتعرف على سمك الناجل وكيفية تحضيره
تعيين وتجديد وإحالة للتقاعد بهيئة تنظيم الاتصالات .. أسماء
ما هي مكونات المارشميلو .. طريقة تحضيره في المنزل
أساتذة جامعيون يمتنعون عن معادلة شهاداتهم الجامعيّة
توجيه مهم من التربية لمديري المدارس
قرار حكومي لتنظيم عمليَّة التنبُّؤات الجويَّة
الأعرج رئيساً تنفيذياً لشركة كهرباء المملكة
هل يصل سعر تذكرة حفل بيسان إسماعيل بالأردن لـ 400 دينار