هل العشائرية سبب موجات العنف

mainThumb

09-01-2011 10:59 PM

كثر الحديث و اللغط في الاونة الاخيرة حول العشائرية و لحق الغبن بها دونما جريمة اقترفتها , وخرج علينا كثيرون يشجبون و ينددون بالعشائرية باعتبارها السبب الرئيس وراء ما يحدث هنا وهناك من قلاقل و بلابل يمكن ان تحدث في اي بلد من بلدان العالم الثالث التي لم تصل ثقافة شعوبها بعد الى مرحلة الاقرار و الايمان بالقانون و سلطة الدولة كمرجع لحل الخلافات الاجتماعية وحتى السياسية فيلجا الكثير منهم الى استخدام القوة لاسترجاع حقوقهم الضائعة او الدفاع عن مكتسباتهم التي حققوها بطرق شرعية او غير شرعية.



      والعشائرية بمفهومها الحقيقي في العموم وفي المجتمع  المجتمع الاردني على وجه الخصوص عنوان للاستقرار و الامان وحفظ الحقوق و حقن الدماء و حل المشاكل الاجتماعية بين الناس و هذا الدور يقوم به وجهاء العشائر و شيوخها عن طيب خاطر و بدافع الاصلاح بين الناس بما يتفق مع تعاليم ديننا الحنيف و الى جانب ذلك فان للعشائرية ممثلة بوجهائها و شيوخها ورجالاتها تعتبرمساهم حقيقي في مساعدة الاجهزة الامنية في حل المشاكل سعيا لاستقرار المجتمع و ديمومة التنمية المربوطة بالاستمرارية و الامن.



    و بعيدا عن هذا الدور الاهم لشيوخ العشائر و وجهائها فان العشــــائرية بمفهومها الواســع تعتبر عنوانا للتسامح و النخوة
و الشهامة و الكرم و اغاثة الملهوف و هي قيم و مبادىء تنبع من الدين الاسلامي بشكل رئيسي و تتفق بشكل كامل مع منظومة القيم العالمية التي لا يختلف عليها اثنان اينما كانوا على اختلاف اعراقهم و الوانهم و مذاهبهم قيم تلقى قبول العربي و الباكستاني و الصيني و النرويجي و الفنزويلي و الابيض والاسود و المسلم والمسيحي و اليهودي و حتى البوذي .

 

 

      اذن فان الصاق تهمة العنف المجتمعي بالعشائرية هي محاولة يائسة و بائسة ضعيفة للتبرير و تحميل الاشياء اكثر مما تحتمل و القاء للكلام على عواهنه دونما ادراك و وعي, الامر الذي يدفعنا الى البحث في اسباب هذا العنف بطريقة علمية بحتة تقودنا للوصول الى الاسباب الحقيقية لموجة العنف هذه التي يعيشها وطننا هذه الايام .



    واذا كانت العشائرية هي المحرك و الدافع لموجةالعنف هذه او المغذي لها فدعونا نتساءل هنا الم تكن العشائر موجودة في العقود الماضية التي عاش فيها المواطن الاردني في ظل امن و امان اصبح ميزة يتفاخرفيها الاردنيون بين شعوب العالم وماركة مسجلة لهذا الوطن؟؟؟ .



      لا بل ان الافراد في الماضي القريب الذي نتحدث عنه كانوا اكثر تمسكا بعشائريتهم مما نرى و نلحظ الان , و هذا امر طبيعي ايجابي , فقد ازداد ابناء العشائر مدنية و حضارة ارتبطت بتعلمهم و تحصيلهم الاكاديمي  وتخرجهم من كبرى الجامعات المحلية او العالمية , و هو تفسير علمي موضوعي فالانسان كلما ازداد علمه كلما ازدادت مدنيته و ايمانه بادوات العصر ومن بينها الاحتكام الى القانون في استرداد الحقوق وحل المنازعات الشخصية.



    الا يمكن لنا ربط مثل هذا العنف سواءا كان اسري او جامعي او حتى مجتمعي بالظغوط الاقتصادية وموجة ارتفاع الاسعار وحزم الضرائب التي فرضتها الحكومة الحالية على رقاب الشعب بالاضافة الى عدم قدرة الشباب على تحقيق ذاتهم نتيجة لارتفاع ارقام البطالة  وانعدام الامل لديهم في تحصيل فرص عمل تقيهم برد الفقر اللافح ,  و هنا دعونا نتساءل من جديد ما الذي يدفع المواطن الى الاعتداء على الممتلكات العامة و الحكومية والخلاف عشائري كما يدعي البعض و ليس خلافا سياسيا مع الدولة ؟؟؟ ما ذنب الدولة ان لم يكن في قرارة نفسه يعبر عن حنق و غضب تجاه الظروف الاقتصادية التي يعيشها ؟؟؟؟.


      وهنا نطرح التساؤل التالي الا يؤمن علماء الاجتماع بفكرة التفريغ التي تقود المرء السوي احيانا الى العنف للتعبير عما يدور في بواطن صدره؟؟؟؟.


     ان موجات العنف التي نعيشها هذه الايام تدعونا الى عدم وضع رؤوسنا في الرمال و اعتبار كأن شيئا لم يكن و الهروب من مواجهة هذه الظاهرة و دراسة اسبابها و مسبباتها وجعلها اولوية من اولويات الحكومة  , وهي في الوقت ذاته خطر يتهددنا جميعا و يتهدد امن مجتمعنا الاردني الطيب المسالم و هي ضوء احمر لمستقبل يمكن ان يكون اكثر دموية ان لم نضع الحلول العاجلة لهذه الظاهرة المقلقة و مواجهتها و الاعتراف بوجودها و ان لها اسباب نترك تحديدها بشكل دقيق لاصحاب الاختصاص علهم يفيدونا و يبرؤا عشائرنا من تهمة الصقة بهم ظلما و جورا.

 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد