داعش صناعة ايرانية بامتياز

mainThumb

07-05-2015 02:21 PM

داعش اسم مختصر للدولة الاسلامية في العراق والشام التيفاجات الجميع القريب والبعيد بظهور قوي ومرعب من خلالتنوع جرائمها الوحشية من سلب الى سبي (اغتصاب) الى ذبح واخيرا الى الحرق مع كل من يخالفها الراي متذرعة بتفسير خاطيءلاحدى ايات القران الكريم بقوله تعالى "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم" مستندين الى كلمة ترهبون لذلك بالنسبة لهم تسميتهم بارهابين هم يعتقدون بانه شرف وليس انقاصا لهم وطبعا تعالى الله عن مثل هذه الادعاءات ونترك تفسيرها لشيوخنا الاجلاء والشيء المؤسف حقا انه في ايامنا هذه اصبح تفسير الايات القرانية والاحاديث النبوية حسب اهواء واهداف العديد من الجماعات المتاسلمة على مختلف تسمياتها والتي تقترن اسماؤها بالاسلام والاسلام بريء منها اننا في هذا المقال سنتطرق الى هذه الجماعة الاعنف تكفيريا ,نحاول قدر الامكان الوقوف على كيفية انتشارها بهذه السرعة المفاجئة ومن هي الدول التي لها مصلحة في وجودها ؟وما هي الاهداف الكامنة لهذه الدول على المدى القصير والبعيد.

داعش العراق وسوريا


تعود أصول هذا التنظيم الى العام 2004، حين انشا أبو مصعب الزرقاوي تنظيما أسماه " جماعة التوحيد والجهاد" وأعلن مبايعته لتنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن ليصبح ممثل تنظيم القاعدة و سمي "تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين". برز التنظيم على الساحة العراقية كتنتظيم جهادي ضد القوات الأمريكية، مما جعله مركز إستقطاب للشباب العراقي والعربي وحتى الاسلامي حتى اصبح من أقوى الميليشيات المقاتلةوالمنتشرةعلى الساحة العراقية.في العام 2006،.قتل الزرقاوي وعين ابو حمزة المهاجر زعيما للتنظيم في العراق. وفي نهاية ال2006 تم تشكيل تنظيم عسكري يختصر كل تلك التنظيمات عبر إسمه"الدولة الإسلامية في العراق" بزعامة أبو عمر البغدادي. في الشهر الرابع من العام 2010، وتحديداً 19 نيسان، قتلت لاقوات الامريكية ابو عمر البغدادي ليخلفه ابي بكر البغدادي والذي نصب فيما بعد الخليفة لهذه الدولة, الشيء الملفت للانتباه هو انه وبعد انتهاء الزرقاوي لم يكن هناك زخم اعلامي حول ما الت له هذه الحركة والتي اوسست على عداء للامريكان والغرب والانظمة العربية التي تتهم بانها تسير في مركب هذه الدولولو قارنا بين اهداف كل من هذه الحركة واهداف الثورة الايرانية وشعاراتها لن نجد اية اختلافات تذكر بل على لعكس هناك توافقا على العداء لكل ما ذكر من الدول بل وعلى تسمية امريكا بالشيطان الاكبر وللتاكيد اكثر على مثل هذا االتعاون علينا التدقيق في كل ما نشر سابقا لبعض التقارير الاستخباراتية العسكرية الامريكية والغربية والتي اشارت الى ان ايران احتضنت ومولتودربت العديد افراد هذه الجماعة ووفرت المكان الامن لبعض قياداتها بعد انهزامها وتصفيتها في افغانستانولا يستبعد انها شجعت ووقفت وراء الانقلاب الذي حدث من هذه الحركة على قياداتها في القاعدة وحتى نقف على حقيقة العلاقةما بين ايران وحركة داعش بالضبط لا بد ان الاجابة علىاربعة اسئلة مهمة وهي: الاول كيف واين ومتى بدأت قوة داعش الحقيقة؟,ثانيا من اين جاءتها هذه القوة التي ادت بها الى اكتساح اكثر من 45% من مساحة العراق في ساعاتوهزيمتها للجيش العراقي؟  وثالثا لماذا تقوم داعش بتصفية المجموعات المسلحة على الساحة السورية على راسها الجيش السوري الحر وحليفتها جبهة النصرة؟  ورابعا لماذا تقوم داعش بتصفية اهل السنة في العراق وارساء واقع ديموغرافي جديد يكون للشيعة الغالبيةرغم انها تحسب على اهل السنة؟.

اولا:من المقدمة لهذا المقال يظهر جليا ان داعش هي فرع من فروع القاعدة انشات في العراق ولكن البروز والظهور الحقيقي لداعش بهذه القوة والجبروت وامتلاكها الاسلحة المتطورة بدأ من الرقة والحسكة السوريتين والتي من خلالاهما استاطعت هذه الحركة من الحصول على اسلحة متطورة من قواعد ومطارات الجيش السوري التي سيطرت عليها واما  المال الوفير فقد حصلت عليهبسيطرتها على اهم ابار البترول والغاز السوري, لقدتم كل هذا دون اية مقاومة بل وبتسهيل من قبل بعض قيادات النظام السوري ومباركة ايرانية انهذا التعاون بدأ منذ ولادة الثورة السورية في اوخر 2011 واعطى ثماره في كانون الثاني يناير  2014اي بعد بداية الثورة السورية وظهور الجيش الحر المنبثق عن الانشقاقات الكبيرة في صفوف الجيش السوري وسيطرته على مفاصل الطرق في دمشق اضافة الى سيطرات جزئية في العديد من المدن السورية اهمها في حلب وحمص وحماه ودمشق العاصمة وبعد ان بدأ النظام السوري يفقد سيطرته على سوريا تدريجيا لدرجة ان العديد من المحللين لهذه الحرب توقعوا نهايته سريعا, من هنا بدأ سيناريوا داعش ووظيفتها التي وجدت من اجلها باطلاق الرصاصالى صدور المقاومين السورين عندما شق عصا الطاعة ما يسمى الخليفة ابو بكر وانشقعن القاعدة ثم محاولته ضم جبهة النصرة لهوفرض الاملاءات على كل المقاوميين على الساحة السورية الذين رفضوها فما كان من هذه الفئة الارهابية الا ان اعلنت الحرب عليهم جنب الى جنب مع النظام السوري وحلفائه حين بدأت في الهجوم على مناطقهم التي يسيطرون عليهااضافة الى التفجيرات وقطع الرؤوس والاغتصاب لكل من يخالفهم الراي مما يسر الامر على نظام بشار لخداع العالم بانه لا يواجه ثورة شعبية بل مجموعات ارهابية متصارعة .ان المراقب للاحداث السورية في الفترة السابقة  يلاحظ ان كل تمددات داعش على الارض كانت على حساب الجيش السوري الحر وجبهة النصرة والجماعات المقاومة الاخرى ولم تكن على الاطلاقعلى حساب جيش النظام السوري بل انها لم تحاربه مباشرة ولم تقم باي عملية انتحارية ضد قواته في الوقت نفسه لم يقم هو باي هجوم بري او جوي علىها والتفسير لذلك واضح ان ايران وحلفائها وداعش متفقين على هدف واحد هو انهاء الثورة السورية بكل اشكالها والابقاءعلى هذا النظام وما هي الا اداة ايرانية لخلط كل الاوراق وتخفيف الضغط عن النظام السوري وللحقيقة نجحت ايران بهذا المخطط لان بقاء النظام السوري صامد كل هذه المدة هو بفضل داعش الايرانية .
ثانيا: لو تتبعنا مسيرة حركة داعش وقوتها المفاجئة والتي هي مزيج من الاسلحة المتطورة والتي سهل الحصول عليها النظام السوري عبر تركها في المواقع التي سيطرت عليها هذه الحركة في كل من الرقة والحسكةمن خلال انتصارات مفبركة وعبر تواطات وانسحابات مخططة من هاتان المنطقتان الغنيتان بالسلاح والمال من اجل تحقيق هدفين : الاول تقوية داعش بالسلاح والماللتصفية الحركات الاخرى المناهضة للنظام السوري وشق صفوفها وثانيا من اجل صرف الانظار عن اسقاط النظام السوري لما هو اهم وهو الارهاب القادم عبر هذه الحركة المجرمة ضمن مؤامرة خبيثة خططت لها ايران بعانية بمساعدة من كل من نظامي سوريا والعراق بترك داعشللسيطرة على الحدود العراقية السورية وشق طريقا سهلا الى اكبر المحافظات السنية العراقيةباكتساحها والسيطرة عليها وهي محافظة الموصل ثم اجزاء من الرمادي وصلاح الدين والفلوجة والتلويح بالوصول الى بغدادوالتي هي الهدف الاول لايران والمليشيات الطائفية التابعة لها فيهوما كان هذا ليكون لولا تواطيء قيادات الجيش العراقي في هذه المناطق وتركها لكامل اسلحتها اضافة الى الاموال المكدسة في بنوكها لقمة صائغة لداعش والكل يعرف ولاءات هؤلاء القادة للمالكي وبالنهاية الى اسياده في طهران والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم تقم داعش حتى الان باي محاولة لاكتساح اي مدينة او حتى قرية في محافظة الجنوب او حتى القيام بالتفجير فيها؟ هل هذه المحافظات امنيا اقوى من محافظة بغداد؟ لماذا لا يتم حتى الان اي تفجير في اي مدينة ايرانية اذا كانت داعش تفترض انها تمثل اهل السنة وهي ترى ليل نهار البطش باهل السنة في كل المدن العراقية؟لماذا كل هذا البطش بالعائلات والعشائر السنية من قبل داعش؟ اسئلة عديدة اجاباتها عند داعش ايران
ثالثا:لو تمحصنا كل العلمليات لتي تقوم بها وقامت بها حركة داعش على الساحة السورية من احتلال لمناطق او تصفية قيادات في مناطق الرقة والحسكة وحلب والغوطة ودرعا نجدها مركزة على الجيش السوري الحر وحركة النصرة وباقي الحركات المقاومة الاخرى ولم تكن ابدا ضد مناطق يسيطر عليها النظام؟ كل التفجيرات والاستهدافات كانت لقيادات الحركات الاخرى المقاومة ولم تكن ضد اي من قادات النظام او الايرانيين وا حتى حزب الله فما معنى هذ؟ اليس هذه خدمة تقدم للنظام السوري وحلفائه بتخفيف الضغط عليه اولا وثانيا تسهيل مهمتة بالانقضاض على باقي الفصائل وتصفيتها؟ الم تؤدي هذه الاجتياحات للمناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر ومحاصرتها الى استسلام بعض المناطق من خلال تسويات تمت ما بين النظام السوري والمقاتلين من الجيش السوري الحر ؟ الم تعطي هذه التناحرات فرصة للنظام من اخذ انفاسه والانقضاض على بعض من المناطق التي خسرها واستراجاعها مثلا في حلب والقصرين والقلمون ؟ الم تعطي هذه التناحرات ما بين المقاتلين ضد النظام السوري صورة بشعة عن المقاومة السورية؟ الم يكن تسليط الضؤ على جرائم داعش البشعة بالنهاية تصوير لوجه المقاومة بانه ارهاب؟ الم تربك هذه التصرفات الدول الداعمة والمتحالفة ضد نظام الاسد ؟ كل هذه الامور منحت نظام الاسد عمر اطول وفرصة لاعادة صناعته من جديدةكل هذا بفضل العقل الايراني الداعشي ومخطاطاته للمنطقة وليس كما يروج له بالمخطط الامريكي للشرق الاوسط .
رابعا: ان الاخطر والاهم لما يجري في المنطقة هو ما حصل ويحصل في العراق من مخطط ايراني بتعاون ميليشي شيعي خبيث لتشييع العراق وفرض امر ديموغرافي واقعي على الارضلقد جرت اول محاولة عندما قام الاحتلال الامريكي والغربي بالفرز الطائفي وتم استغلاله بشكل جيد من ايران وحلفائها عبر تصوريرهم لاهل  السنة بانهم ارهابيون لان مذهبهم يتبع الوهابية الذي يحث على العنف مستندة الى انه لا يوجد شيعي واحد ظهر في اي عملية ارهابية ثم التصوير بان الشيعة هم الغالبية في العراق ومن حقهم الحكم وهم مظلومون وجاء الوقت لانصافهم مستغلة الغيابوالتفكك العربي الذي حصل نتيجة لثورات ما سمي بالربيع الذي نتج عنه خريف مستمر, ان اهم مسلسلات التشيع العراقي بدأت في ظل الحكومات الطائفية وابرزها حكومة المالكي والكل يذكر الجرائم الطائفية بحق اهل السنة والتي اسفرت عن تمرد المحافظات السنية وما اعقبها من عمليات عنف طائفي لكنها استعرتبعد ظهور داعش بقوة مبرمجة ومخططة من قبل ايران وحلفائها في المنطقة في ظل عميان عربي بدا بتسهيل سيطرتها على 45% من العراق التي تشكل كل التجمعات السنية وبدءمسلسلها الاجرامي الفريد في وحشيته بذبح شيوخ العشائر السنية وانتهاك اعراضها مما ادى الى حركة نزوح كبيرة لهذه العشائر فرارا من بطش هذه الفئة الخارجة عن الملة توالت عمليات الذبح لرعايا العديد من الدول وفرض الجزية على مسيحي الموصل مما ادى الى نزوح غالبيتهم ثم اجتياح المناطق الزيدية وما حصل من جرائم بحقهم مما اثار رعب امريكا وحلفائها وادى الى ما سمي بدول التحالف التي ركزت على محاربة الارهاب اولا وصرف النظر عن جرائم النظام السوري والتي لا تقل عن جرائم هؤلاء الخوارج حيث ركزت غارات التحالف الجويةفقط على قوات داعش غاضة الطرف عن قوات نظام الاسد تاركة طيرانه يمرح ويسرح فوق رؤؤس المدنيين السوريين يسقط البراميل المتفجرة والمواد السامة , لقد نحجت ايران فيما سعت وخططت فصرفت النظر عن اولوية اسقاط حليفها بشار وافرغت جزيء لا باس به من مناطق السنة لتبدأ المرحلة الثانية في هذا المخطط الجهنمي بالتنادي لتحرير هذه المناطق من ايدي داعش الارهابي الوهم الكبير وكان اول الداعين له السيد السيستاني وتم تشكيل ما يسمى بالحشد الشعبي بقيادة شخصية حاقدة طائفية لا يختلف اثنان على انها شخصية ايرانية بثوب عراقي عربي وبدأ الهجوم وللاسف بمساندة التحالف ضد مواقع داعش في تكريت وراينا كيف ان امريكا اوقفت الدعم بسبب التواجد الايراني بشخصية قاسم سليماني الذي استباح الارض العراقية في ظل تعامي بعض القيادات المحسوبة على اهل السنة, وراي الجميع الحقد الصفوي في تكريت بعد سقوطها في قبر الشهيد باذن الله صدام وعمليات السلب والنهب والحرق للبيوت والمحال التجارية مما ادى الى افراغ تكريت من اهلها هربا وخوفا من جرائم هؤلاء انها رسالة ذات شقين اولهما لكل من هجرها و يفكر في العودة اليها فكر الف مرة قبل ان تعود والاخر تخويف لكل اهالي المناطق الاخرى التي يجري الاعداد لتحريرها ليحزموا شنطهم ,ان ما يجري و جرى في المناطق المحررة ليس  معارك حقيقية وانما انسحابات قامت بها داعش لتسليم المناطق بكل يسر كما استلمتهاانها عمليات ممنهجة لافراغ هذه المناطق من السنة وابدالهم بايرانيين وهناك الروايات التي قالت بان هناك مخطط لاحلال مليونيايراني في العراق والبعض يقول بانهم حضرو بالفعل ويتم اعداد وتزوير ثائقهم فهل يصحوا العرب واهل السنة في العراق ؟ هذه بداية المخطط الصفوي الايراني فهل سيسمح له باكمال المسيرة في كل من الموصل والرمادي وصلاح الدين؟


اخيرا نقول ن حركة داعش والتي احسن تسميتها الملك عبد الله الثاني بالخوارج نعم انهم خرجوا عن الملة اولا بسبب افاعالهم الاجرامية التي تخالف القران والسنة وثانيا لانهم وضعوا ايديهم بايدي ايران وحلفائها في المنطقة لتنفيذ برامج طائفية في المنطقة العربية وهنا لا بد ان يدرك الجميع ان داعش ليست داعش التي اوجدها الزرقاوي ولا التي بايعت الظواهري انها داعش الايرانية وهي اليد القذرة الايرانية في المنطقة تحركها ايران حيث تشاء فمن خلالاها ابقت وحمت نظام الاسد من الانهيار ومن خلالاها تنفذ مشروعها الصفوي في العراق ولكن على ما يبدوا ان الاقدار تدور الان عكس ما خططت له هذه الدولة المارقة بتصدي الملك سلمان لهذا المد بعد تقلده للحكم في السعودية حيث اتى بقيادة حازمة منهية زمن التردد وبدات اشارات الحزم واضحة في قراره ببدء عاصفة الحزم في اليمن تبعتها الامل لبعث الامل في هذه الامة وامتدت يد سلمان الحازمة الى سوريا وان شاء الله ستتبعها الى العراق وتخلصنا جميعا المسلمين من كل هذه الفتن الطائفية وهنا نقول لبعض الاعلاميين والذين يحاولون قلب الحقائق فيما يجري في اليمن وسوريا انتظروا القادم فهو اكبر وان تقلد الملك سلمان لمقاليد الحكم في السعودية انما هو تقدير رباني اراد الله به وعلى يده دفع بلاء هؤلاء الاشرار امد الله في عمره ونصره على كل اعدائه وجعله سيفا مسلطا على رقاب اعداء الامة.
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد