الفالنتاين .. والشعوب العربية

mainThumb

11-02-2016 11:44 AM

في الرابع عشر من شهر شباط من كل عام يحتفل الكثير من الناس في أنحاء العالم وفي وطننا العربي كذلك بمناسبة ما يسمى بعيد الحب "الفالنتاين"، إنه عيد قام في بدايته على تعارف المراهقين فتيانا وفتيات على بعضهم البعض عن طريق القرعة لينتهي بالارتباط. وفي هذا اليوم التقليدي الذي يعبر فيه المحبون عن حبهم لبعضهم البعض عن طريق إرسال بطاقات عيد الحب أو إهداء الزهور، وتبادل رسائل الحب التي تأخذ شكل "بطاقات عيد الحب"، ومن أهم رموز الاحتفال بعيد الحب في العصر الحديث الوردة الحمراء.

 هنا أراني مضطرا للوقوف عند حد الحرف في الأدب؛ لأقتطف بعضا من أبيات قصيدة "الحدث الحمراء" للمتنبي والتي نظمها بعد تأثره باسترداد سيف الدولة لقلعة الحدث الحمراء وبأحداث تلك المعركة، فنظم قصيدة "الحدث الحمراء"  والتي مطلعها  "على قدر أهل العزم تأتي العزائمُ   وتأتي على قدر الكرام المكارمُ" .... لأقول بأن أيادي الغدر والخيانة قد تسللت إلى سدة الحكم في بعض أقطارنا العربية عن طريق القرعة بصناديق فارغة سوداء ... ظاهرها الشرعية وباطنها الصهيونية، لينتهي الأمر بالارتباط فيما بيننا وبينهم ساسة وسادة ... وشعوبا مغلوب على أمرها ولا ترفع رؤوسها الا عن الوسادة. ويقول صديقنا المتنبي في قصيدته هذه كذلك:

هَـلِ الـحَـدَثُ الحَـمـراءُ تَـعـرِفُ لَونَـهـا"...." وَتَـعـلَــمُ أَيُّ السـاقِـيَـيـنِ الـغَـمـائِـمُ
سَقَتـهـا الغَـمـامُ الـغُـرُّ قَـبـلَ نُـزولِــهِ"...." فَلَمّـا دَنــا مِنـهـا سَقَتـهـا الجَمـاجِـمُ
بَنـاهـا فَأَعـلـى وَالقَـنـا تَـقـرَعُ الـقَـنـا"...." وَمَـــوجُ المَـنـايـا حَـولَـهـا مُـتَـلاطِــمُ
وَكـانَ بِـهـا مِـثـلُ الجُـنـونِ فَأَصبَـحَـتْ"...." وَمِـن جُثَـثِ القَتـلـى عَلَيـهـا تَمـائِـمُ

كما أن أيادي الغدر والخيانة وهي من ابناء جلدتنا اقحمونا حدثا حمراء جديدة سقتها جماجمنا، وبنت تلك الأيادي وَالقَـنـا تَـقـرَعُ الـقَـنـا وأمواج منايانا تتلاطم، حتى أن جثثنا على أرضنا العربية المترامية الأطراف غدت تبدو وكأنها تمائم. فكان هذا عيد حبهم  لنا وكانت دماء الأبرياء خير وردة حمراء يهدوننا اياها.

ففي ظل انشغال شعوبنا العربية في بحر الدم الأحمر الذي شكلته أيادي الغدر والخيانة، لا يسعني الا أن أقدم الى كل اللاهين من ابناء شعوبنا العربية دماء الشهداء والأبريا والاطفال والشيوخ والنساء الذين قضوا نحبهم في سبيل الحرية والديمقراطية والعدالة والحياة الفضلى لنا ولهم، فدمهم الأحمر خير وردة ... وأفضل هدية يهدونا إياها كل يوم وليس فقط في الرابع عشر من شهر شباط من كل عام، فدمهم الطاهر وردة لا تذبل ولا يتغير لونها أو يخفت بريق حمرتها، وردة سيبقى يذكرها التاريخ ويتغزل بحمرتها الأجيال، وسيشهد التاريخ علينا أن اضعناها أو لطخنا حُمرتها "بحمرنتنا".

 ايها اللاهون الغارقون في تيه ضياعكم، لنحترم دم أخوتنا النازف، ولنرسم منه لوحة جميلة مضيئة في سماء التاريخ المشرق، قبل أن يلعننا التاريخ وتلفظنا الجغرافيا وتركننا الرياضيات على هامش الضياع أو تحت الجذر التكعيبي "للتياسه".

 الى أيادي الغدر والخيانة أوجه سؤالي؛ هل بحر الدم الأحمر الذي شكلته أيديكم هو الحدث الحمراء الجديدة وقلعة النصر المرتقب؟؟!! .... أما الأخوة في سوريا الشقيقة والبلدان العربية الحبيبة والذين توقظهم أصوات المدافع، وتقض مضاجعهم نيران القذائف، وتقلقهم الصواريخ التي تتساقط زخات زخات ... تتساقط مطرا أسودا .... تراقصهم كالألعاب النارية ... بحجة الحرية... وكأنها – على زعم من أطلقوها- ستبني لهم قصورا ... قصورا لا تدوم سوى لحظات ... لنصحو من غفلتهم على لا شئ ... لا شئ سوى كلمات .... سوى شعارات تتغنى بها ألسنة الغدر والخيانة ... لتجمل قبح صنيعهم وتُلبس أيدي الغدر قناع أمٍّ تناغي صغيرها الرضيع .... رغم أننا عندهم كشعوب مسلوبة الإرادة  برسم البيع.

أخوتي في الدم والهم والوجع والجرح .... لا يسعني الا أن أسأل الله لكم النصرة والثبات، وأن يكون لكم ناصرا ومعينا... اصبروا وصابروا ورابطوا وجاهدوا في سبيل الله؛ فإن النصر مع الصبر وإن الفرج مع الكرب وإن مع العسر يسرى.
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد