إحسان التعامل في مواقع التواصل - د. حمدان الزبون

mainThumb

16-09-2017 03:01 PM

لقد تعرضت نظم الحياة الاجتماعية لتغيرات سريعة وشاملة وعميقة أصابت مختلف مناشطها؛ذلك بسبب التطورات الكبيرة والمتلاحقة في عالم التقنية والتكنولوجيا الرقمية، والتي رافقها تسارع غير مسبوق في سرعة الاتصالات،وهذا شكل تحدٍ واضح للحدود والحواجز بين الدول الأمر الذي جعل الأفراد والشعوب في مختلف دول العالم على تواصل واتصال كأنهم يعشون بقرية واحدة ( القرية الكونية) بمجرد الدخول إلى ما يسمى مواقع التواصل الاجتماعي ( الفيسبوك، تويتر، الإنسجرام..)من خلال شبكة الإنترنت.
 
ولا يخفى على أحد أهمية مواقع التواصل الاجتماعي -سيماالفيسبوك- في الوقت المعاصر لما تؤديه من دور فاعل في الحياة اليومية، لكونها غدت أدوات للتسوق والتسويق إذ جعلت أسواق العلم كافة متاحة بين يدي مستخدمها،كما أنها مواقع فاعلةلنشر الأفكار، والتعبيرعن الآراء والمعتقدات، ولعل من أهم ميزاتها أنها أتاحت سبل ميسرة وسهلة أمام مستخدميها للاطمئنان عن بعضهم البعض، ونقل اخبارهم الحياتية، ومناسباتهم الاجتماعية، فضلاً عن أنها أضحت من وسائل الترفيه والتسلية والاستمتاع.
ولتعظيم فوائد التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي،وتقليل خطورة الآثار السلبية التي قد تتمخض عند استعمالهافإنه يجدر بنا مراعاةبعض الضوابط منها: 
 
- الابتعاد عن بث الأحاديث النبوية قبل التحقق من تخريجها، وكذلك الاحكام الشرعية،أو إي معلومات دينية قد تكون مغلوطة وغير دقيقة، او تشويه لحقائق الإسلام السمحة.
 
- ترك التحريض على الكراهية والحقد بين بني الإنسان، أو الإساءة بمختلف أشكالها التي قد تتسبب في توتر للعلاقات بين الأهل والأقارب، أو تثير النعرات بين الناس، كي لا تحل العصبية الفيسبوكية – إذا جاز التعبير - محل العصبية القبلية.
 
- الارتقاء بالفكر، والتحلي بمكارم الأخلاق أثناء الحوارات والمناقشات التي تجرى لقضية من القضايا، أو مسألة من المسائل. وأن لا يأخذنا الاختلاف في وجهات النظر إلى الخلاف الشخصي. سيما أن هناك تشريعات في أغلب الدول تجّرم الإساءات التي تتم من خلال الوسائل الإلكتروني ( الجرائم الإلكترونية) وتلاحق المسيء. 
 
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ مَعاليَ الأُمورِ، وأَشرافَها، ويَكرَهُ سَفْسافَها"حديث صحيح .وعليه فما أحرانا أن نتمثل القيم التي حث عليها الحديث الشريف عند نشر الكلام أو الصور أو مقاطع الفيديو أو غيرها على تلك المواقع. وذلك بأن نبتعد عن نشر سفاسف الامور وتوافهها، وأن نرتقي بالمشاركات التي تبث الفضيلة، أو تعالج مشكلة، أوتشكل إضافة علمية للمعرفة الإنسانية ضمن إطار يحترم عقول الآخرين.
 
- عدم الإفراط في قضاء أوقات طويلة في تصفح تلك المواقع، ولانشغال بها لان ذلك سيكون على حساب أوقات العمل، أو أوقات العبادة أو الأوقات التي يجب تقضي في تربية الأبناء والجلوس معهم، أو صلة رحم أو برّ للوالدين وغيرها مما هو أولى. 
 
هذه بعضًا من الأمر التي يمكن تجلنا من المحسنين في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، والمحسنين ذكر الله تعالى أنه يحبهم بقول سبحانه(( والله يحب المحسنين) 134 سورة آل عمران، كما أنها تدخلنا في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله كتب الإحسان على كل شيء" حديث صحيح. عندئذٍيمكن أن تعمل مواقع التواصل الاجتماعي على تفعيل الطاقات المتوافرة لدى الفرد خصوصًا الشباب وتوجهها لبناء الأوطان، والإبداع الحضاري ضمن منحنى متكامل منالقيم والسلوك.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد