علاج المعاقطة واخواتها

mainThumb

25-04-2024 11:18 AM

قبل ايام قليلة بعد ارتفاع درجات الحرارة نسبيا في فترة عيد الفطر المبارك ذهبنا أنا والصديق ابو براء الاستاذ عبد المهدي الهزايمة لزيارة صديق مشترك في بلدة الحراوية بالأغوار الشمالية
وبعد ان تجاوزنا الإشارة الضوئية عند بلدة كفر اسد باتجاه الأغوار تجاوزت عنا سيارة متواضعة ويقودها شاب متهور ويلعب بها في الشارع وكانه يركب دراجة هوائية ويمر على شكل زجراج بين حواجز وهمية مع التفحيط في وسط الشارع
مما اثار حفيظتنا ،
وعندها قال الصديق ابو براء (ماله بعاقط ) مما جعلنا نسترجع بعض المصطلحات التي كانت متداولة في موسم الربيع والبيادر والأمراض التي تصيب الحيوانات ،
وكانت المعاقطة احداها وكذلك الزغققة والمردغة وغيرها ،
وفي هذه الخاطرة وددنا ان نستعيد معا ماذا تعني هذه المصطلحات وكيف تم اسقاطها على سلوك بعض الطائشين والمراهقين من بني البشر ،لعل وعسى ننعش ذاكرة من يقراها ويشاركنا الرأي والمشورة ،
ونبدا بالععاقطة وتطلق في الغالب على الحمار الذي يبدا بالرفس والتمحك بالحيطان والسناسل ويرجع الخبراء والمختصين ان ذلك يعود إلى انه نتيجة وفرة الحشائش والأعلاف في الربيع ومع اشتداد حرارة الشمس (يتحرك الدرن في ظهر الحمار ) اقتباس من الخبراء) ويبدا بالمعاقطة وهذا له علاج وله اصحاب اختصاص رجال أشداء كانوا يقومون (بتشباية الخيل والحمير والبغال )وسنفرد لهم خاطرة خاصة لانهم انقرضوا هذه الايام ،
واما الزعققة فتطلق بالاغلب على الأبقار عندما تلسعها حشرة مع بداية الربيع ويطلق عليها (اشعرانة) مما يجعل الأبقار تهرول هاربة لمسافات طويلة في البراري والوديان ،وقد يحتاج الأمر لساعات لارجاعها وكان يلجأون إلى (شرح الأذن )بمعنى جرح اسفلها لانزال الدم وتهدأ البقرة او الماعز والنعاج وخاصة التي يصيبها الوروار ،
اما المردغة والتي تاتي بعد ان تلتسق حشرة القرادة بجسم الحمار او الثور وتبدا بافتراش الارض والتراب والتفعفل فيه
وكان البعض يلجأ إلى الكي كوسيلة لعلاج الحالات المستعصية او دهان ظهور الدواب بالقطران وخاصة المصابة بالجرب والجمال اكثر الحيوانات التي تصاب بالجرب ،
وبعد كل هذا الحوار المطول على طول الطريق إلى الحراوية ،كان التساؤل المنطقي ؛؛
ما هو العلاج لمن يعاقط من البشر؟
وبعد عرض الحالات على الخبراء من اهل الخبرة ممن عاصروا وعاشوا تجارب عديدة في مثل هذه الحالات أجابوا بان العلاج كان يتم على النحو التالي ؛:
في البداية علينا تحضير عصاة رمان خضراء (مطرق) اخضر بمعنى ليست يابسة حتى لا تكسر عند الاستخدام المطول، وحشر المصاب بداء المعاقطة (في حوش ضيق )حتى لا يهرب
ويقوم بالواجب واحد قليل امانة كما كان يقال ، بمعنى لا تاخذه الشفقة الرحمة بأمثال هؤلاء ويتولى ضربهم (وين اللي بوجعك )حتى يقطع عليه مطرق الرمان الاخصر ،
وبعد هذا العلاج الشافي كانوا يعتدلون في سلوكهم ولا يعودون أبدا إلى المعاقطة ،
لانه كما يقال من امن العقاب اساء الادب؟؟؟






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد