السوسنة – حياة حجاب - بداية ومن منطلق علمي فإن الإنسان لا يستطيع أن يرى رؤية ثلاثية الأبعاد بعينيه ، بل إن جل ما قد تراه العينين هي الرؤية ثنائية الأبعاد، ولكن الدماغ هو من يحدد البعد الثالث عن طريق الإدراك ، ويعد البعد الثالث "العمق".
ولن تدرك ذلك إلا إن قمت بوضع قلم أمام عينيك ثم تغلق عين واحدة فسترى أن القلم في مكان محدد بالنسبة للخلفية ، ثم أغلق العين الأخرى وافتح الأولى سترى أن القلم تحرك بالنسبة للخلفية ذاتها ، من هنا ستدرك البعد الثنائي ؛ أي النقطة التي تلتقي فيها مجال العينان فلذلك إن مجال رؤية العينان سويا 140 درجة .
فجاءت تقنية البعد الثلاثي 3D أو بالأحرى الخدعة التي يستجيب لها العقل ، فصنع المختصون في هذا المجال كاميرا وعدسات تمكن المستخدم من رؤية بكل عين صورة ثنائية البعد ، أي أن كل عين ترى صورة ببعدين بدلا من بعد واحد، ولكن في المجال الذي تلتقي به العينين في نقطة واحدة ، سيرى الشخص 140 درجة من مجموع الصورتين ثنائيتي البعد ، وهذه تعد خدعة بصرية ، أو ما اسماه العلم والتكنولوجيا حاليا البعد الثالث ، والرؤيا ثلاثية الأبعاد ، والرؤيا الافتراضية .
وهنا نأتي لما قدمته الشركات من أنواع مختلفة من نظارات الواقع الافتراضي :
- شركة اوكولوس قدمت نظارة "اوكولوس ريفت" التي تمكن من مشاهدة الأفلام والألعاب بزاوية دائرية كاملة أي 360 درجة ، وحققت نجاحا أهلّها للتعاقد مع بعض شركات الإنتاج العسكري والشركات السياحية .
وبالنسبة لوكالة ناسا فقد قررت استخدامها في المجال الفضائي .
- شركه HTC وتحمل النظارة شاشة بحجم 5.7 بوصة بتقنية OLED حيث تعرض الأفلام بدقة وضوح عاليين.
- شركه Sony عرض شاشة النظارة تقارب 14.5 سنتيمتر ، وتوفر مسارات للرؤية الدائرية 360 درجة، حيث يستغرق 18 ميلي من الثانية ، ما بين تحريك الشخص لرأسه وما بين الحصول على الصورة كاملة وصحيحة .
- شركة سامسونج قدمت نظارتها Gear vr التي توفر رؤية ثلاثية الأبعاد و اتصال لاسلكي ، عدا عن الذاكرة الخارجية التي تأتي بسعة 16 جيجا بايت .
ونتيجة لما خلقت هذه النظارات من واقع افتراضي ممتع ، هناك شد وجذب في آراء المختصين والعامة فيما إن كانت تمثل هذه النظارات ضرر على مستخدميها .
فقال الأستاذ الجامعي ميشائيل ماداري المختص في علم الروبوتات " إن هذه النظارة تجعل الشخص يدخل عالم افتراضي وينغمس فيه ويحرك جسمه كجسم افتراضي ، وعندما يتحرك الشخص في هذا العالم الافتراضي تبدأ عيناه وجسمه بإعطائه معطيات ومشاهد أخرى ، وتعمل هذه التقنية لتجعل الشخص يعتقد فعليا أنه في عالم آخر وأنه شخص آخر".
ولجأ آخرون لدراسة الأبعاد النفسية ، وفيما إن كان يتمكن علاج الصدمات النفسية من خلالها، ولكن حتى الآن لم تتوصل أي دراسة علمية تؤكد على خطر استخدامها نفسيا ، او فعاليتها في العلاج النفسي .
إلا أن الخطر الأكبر هو ادمانها وادمان الألعاب ثلاثية الأبعاد التي تسببت كثرتها الإرهاق، وعدم التركيز ، ونظرا لحداثة هذه النظارات لم تجرَ عليها الدراسات الكافية وخاصة تأثيرها على العينين .
وبالرغم من ذلك فهي شاشة إلكترونية والشاشات الإلكترونية استنادا على عدة دراسات فهي تسبب قصر النظر عند الاطفال ، وتأثيرها أقل بكثير عند الكبار .