مشكلة عمرها 40 عاما

mainThumb

15-02-2019 03:41 PM

لم تنته مشاكل الشعب الايراني ولاأصبحت أحسن من قبل على أثر سقوط النظام الملكي وإنما لم تزداد المشاكل وتتضاعف فقط وإنما تعمقت وترسخت أكثر في مختلف مناحي الحياة، خصوصا وإن الشعب الايراني يجد نفسه إضافة لمشاكله المزمنة أمام مجموع جديدة أخرى من المشاكل وهكذا دواليك.
 
في كل عام، ولمرات عديدة، أطلقت وعود وعهود مخملية بإنهاء الكثير من المشاكل وجعل الاوضاع أفضل من العام الذي سبقه، ولكن المصيبة إن الشعب ظل كل عام يتمنى لو كان حاله السئ في العام الماضي باق على حاله، وعلى هذه الوتيرة والنمط مضى ويمضي الحال بالشعب الايراني منذ أن تم إقرار دستور نظام ولاية الفقيه الذي جعل من النظام الحقيقة القحيدة القائمة في البلاد وإن كل من يقف بوجهه فهو يقف ضد الله ويعتبر محاربا ضده!!
 
الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية في ظل الحكم القائم في إيران في أجواء يغلب عليها الفساد، تتجه من سئ الى أسوأ والاخطر من ذلك إنها تتعقد مع مرور الزمن بحيث ليس من السهل إيجاد حلول ومعالجات ناجعة لها، وهذا ماينعكس على الشعب الايراني سلبا ويدفع لوحده ضريبتها الباهضة كما كان حاله وشأنه طوال الاعوام الماضية، والمشكلة إن السلطات الحاكمة تجهد نفسها كل عام بالبحث عن حلول ومعالجات ولكن من دون جدوى بل وان المثير للسخرية إن حالة البحث هذه تٶدي في الكثير من الاحيان لإضافة مشاكل جديدة لقائمة المشاكل المزمنة الطويلة، لماذا تبقى المشاكل مستمرة في إيران، وهي الدولة الغنية وصاحبة الامكانيات الواسعة والثروات الهائلة؟
 
كل المشاكل القائمة حاليا في إيران، تفرعت على أرضية مشكلة أساسية وهي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية نفسه، وهذه هي الحقيقة التي يتهرب منها القادة والمسٶولون الايرانيون ويسعون للهروب للأمام من أجل التغطية عليها، إذ إنه وفي البلدان الديمقراطية عندما تحدث حالات سلبية أو تسوء الاوضاع فإن الحكومة تسحب منها الثقة ويتم معالجة الحالة، أما في النظم الديكتاتورية كما هو الحال في إيران، فإن الحالة والاوضاع السلبية ستستمر، خصوصا مع المكابرة الفارغة دفاعا عن الاصل الديني للنظام رغم إن الدين أساسا مجني عليه إذ قاموا بإستغلاله وتوظيفه وجعله بسياق يخدم أهدافا وأجندة خاصة كما في الحالة الايرانية، ولكن وبعد 40 عاما من هذه التجربة السياسية، يبدو واضحا بأن الشعب الايراني برمته قد أدرك بأن العلة والمشكلة في النظام ذاته وليس في أي شئ آخر وإن الذي يغذي المشاكل والازمات والاوضاع السيئة القائمة ويجعلها تتعمق وتترسخ هي مشكلة إستمرار النظام، ولهذا فإن الشعب الايراني صار يريد حل هذه المشكلة والتي لن تتم إلا عن طريق تغييره جذريا! 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد