شخص الرئيس‎

mainThumb

13-04-2019 11:42 AM

 في عالمنا العربي يصر الكثير منا على أن يقيّم الدولة بشخص الرئيس، مع أننا نعرف ضمنا أن شخص الرئيس ما هو ألا كرأس جبل الجليد الذي يظهر فوق الماء، وتغوص قاعدته العريضة في الماء، وهذه القاعدة تتكون من أجهزة الدولة الأمنية والجيش، توازيها علاقات معقدة من المنتفعين والمرتزقة، وأصحاب المصالح المادية عدا عن السفارات والارتباطات السرية مع الدول الكبرى التي لها رؤيتها الخاصة في مستقبل الشعوب المقهورة، وهذه الرؤية تصب في مصلحة الغرب فقط دون النظر الى الشعوب وحاجاتها.

 
هذه القاعدة المختفية تحت المياه، يسمونها نظام الحكم، وهي التي يرتكز عليها شخص الرئيس، وهي التي تبقية مرتفعا فوق سطح الماء الى آخر نفس، لأنها تبقى ببقائه وتحكم باسمه، وتتغول باسمه أيضا، أما الأجهزة الأمنية والجيش ومؤسسات الحكم، التي تتصرف بناء على رغبة الأشخاص الذين يرأسونها غالباً، مع مراعاة عدم إغضاب رأس الهرم الجليدي أو الدول الاستعمارية، وتكون هذه التصرفات مجحفة بحق الشعب والدولة حتى وإن طبلت وزمرت ورفعت شعار الشعب والوطن، فهذه الشعارات هي الأحبولة التي يصطادون بها مشاعر الناس، لكن الحقيقة الماثلة أمام الدنيا كلها، أنها رهنت شعوبا للمجهول وحرمتهم من أن تكون عندهم مؤسسات حكم حقيقية تبني دولة تعتمد على نفسها وتستثمر طاقاتها البشرية ومواردها الطبيعية.. ويكون ردهم دائما: أنا أنفذ خيارات النظام، وليس لي أن أعترض عليها، فنحن على منعطف خطر،  وهذا الموقف يقوم به كل شخص يصل الى المنصب أو يتقلد المسؤولية في العالم الثالث كما يسميه المستعمرون.
 
 أما الشعوب التي تخرج الى الشوارع لا تلوي على شيء وهدفها التخلص من الأنظمة الفاسدة التي وُكلت بقمعهم والتنكيل بهم، للأسف تخرج بلا أدوات، فهي لا تملك أحزابا حقيقية قادرة على إدارة دولة، ولا يملك الحراك الشعبي قيادات منظمة ممكن أن تحل محل النظام وتدير الدولة،  بالمقابل شخص الرئيس يملك جيشا ويملك أجهزة أمنية، ومجموعات المتنفذين والمنتفعين وأصحاب الأموال الذين يهمهم الإستقرا قبل كل شيء، والهم الأكبر أنه يأوي الى أجهزة المخابرات الغربية التي ترسم الخطط لنظامه لكيفية التدليس على الناس وخداعهم والظهور لهم بلباس الناسك الذي يخفي تحته جسم شيطان..!
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد