ما يشبه داعش في سيريلانكا

mainThumb

28-04-2019 02:33 PM

 لم تنته قصة داعش في سوريا حتى علم السياسي وغير السياسي، المتابع وغير المتابع، أن داعش ليست كيانا تنظيما وفكريا قائما بذاته يحويه مكان وله هدف محدد خاص به يسعى لتحقيقه، حتى وإن حاولت بعض الجهات الدولية إظهاره في الموصل على أنه يدير دولة تسمى: الدولة الاسلامية في العراق والشام.

 
داعش وأشباهه ما هو الا مظلة لصراع استخباراتي دولي، تتصارع الدول تجاريا واقتصاديا تحته لبسط نفوذها على مناطق تتنازع عليها مع منافستها، فتضرب إحداها منافستها وتعزو الضربة لطرف ثالث، أسموه الارهاب أو داعش، حتى تبعد هذه الدول نفسها عن مواجهة مباشرة تدفع ثمنها غاليا، وتكرر ما حصل في الحربين العالميتين، وليس من مصلحة أي دولة من الدول الكبرى أن تنزلق بها، فقط هي تدير حروبا بالانابة، والجيوش المحلية والحركات المخابراتية الجهادية تنفذ هذه الحرب، وأيضا تفجر في عواصم الدول المتصارعة وتضرب مصالحها..
 
في أول يوم للتفجير المتزامن الذي حدث في سيريلانكا استبعد كل المحللين السياسيين أن تكون داعش وراء هذا التفجير، لعدة أسباب منها أن أعداد من ينتسب لداعش قليل في سيريلانكا، وهذا يجعل من الصعوبة أن تنفذ 10 انفجارات في وقت واحد.. ثم استقرت الدولة السيرلانكية على توجيه التهمة لجماعة مسلمة في سيريلانكا تسمى "التوحيد الوطنية" – عليها وعلى رئيسها زهران هاشم، بعض علامات الاستفهام، لارتباطه بمخابرات غربية، والمسلمون هناك يرفضون خطابه المتطرف، ويسمونه "الشيطان"- وقد قتل في أحد تفجيرات الفنادق.. "غريبة".
 
لماذا يفجر المسلمون كنائس بالتحديد، مع أن المسيحيين أقلية هناك والمسلمين أيضا أقلية، لماذا يبتعدوا عن الهندوس والبوذيين، ويفجروا كنائس أصحاب دين سماوي!! السبب أن الأمر سياسيا ويتعلق بالصراع التجاري بين الصين وأميركا وتريد أميركا أن تضغط على النظام السيرلانكي الموالي للصين، وكون المتضررون مسيحيين تستطيع أميركا أن تشوش على النظام السيرلانكي وعلى الصين العملاق الاقتصادي الذي بدأ يضايق أميركا، وقد تأتي الى المنطقة بجيوشها بناء على طلب من الحكومة السيرلانكية، وتضغط عسكريا على الصين!! في حين أن الدولة في سيرلانكا منقسمة على نفسها، رئيس الوزراء يتبع جهة، ورئيس الدولة يتبع جهة أخرى منافسة...
 
تقول أميركا على لسان بمبيو إن اسلوب التفجيرات يشبه أسلوب داعش، وقالت الهند أنها أبلغت سيرلانكا بأن هناك من يخطط لشن هجمات، وقامت الحكومة السيرلانكية بتنحية مجموعة من قادة الأجهزة الأمنية، ثم في الوقت نفسه تمر بارجة فرنسية في المكان، والكل يتربص للآخر، ويكيد له، وعندما ينفذون هجوما يضعونه على شماعة داعش..!! ولا يستطيع أحد أن ينفي لأن ما تقوله أميركا لا يعارض، والمسلمون ليس لهم دولة، لتدافع عن موقفهم، وأصبحوا نهبا لأجهزة الاستخبارات العالمية، في وقت صار الاسلام عندهم "لحية وعمامة ودشداشة وفزت" ويخرج أي أحد يرتديها يتكلم باسم الاسلام والمسلمين، مع أن المسلمين الآن خارج الحسبة الدولية وليس لهم هدف يدافعون عنه أو يجاهدوا من أجله، فقضيتهم الأولى فلسطين لا تتوجه لها أي جماعة جهادية ممن نسمع عنها، والتي تمتطيها المخابرات الغربية والصهيونية، وتجوب اسقاع الأرض،تجاهد في سبيل اميركا حتى تصل الى سيرلانكا.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد