احداث الرصيفة .. قصة نجاح في الرعاية اللاحقة لـ 3 احداث بقضايا المخدرات

mainThumb

22-09-2019 11:00 AM

السوسنة  - ارشيد العايد -  الخوف المُرتسم على ملامح الوجه، قبضة اليد المشددة على كيس صغير يحوي بعض الملابس، العيون الممزوجة نظراتها بالخوف تُقلب المكان  بكافة الاتجاهات في محاولة لاكتشاف هذا العالم الجديد الصغير.
 
بمثل هذا التوصيف يمكن استعادة  حالة الاحداث الجدد  الذين ارتكبوا اخطاء يعاقب عليها القانون ، فقادتهم الى دار رعاية  الاحداث بالرصيفة.
 
القصة غير شائعة، واسترجاعها اليوم  هو من باب القناعة بأن هذا المجتمع الصغير، في دور الرعاية ،  يشابه المجتمع الأم  في كثير من تفاصيل الحياة اليومية لكنه يختلف في العديد من الحيثيات التي تنخرط في دور رعاية وتأهيل الاحداث  وفق نظام انضباطي لا يسمح بتجاوزه.
 
مدير مديرية الاحداث والأمن المجتمعي بوزارة التنمية الاجتماعية محمود الهروط يؤكد على النهج الجديد والأساليب العلمية الحديثة في التعامل مع قضايا الاحداث وخاصة فيما يتعلق بتعديل السلوك.
 
الهروط وفي أكثر من مناسبة  ،شدد على ان هؤلاء الاحداث هم أبناء الوطن ومن واجبنا مساعدتهم في تجاوز المحنة التي يمرون بها وإعادة تأهيلهم انسجاما مع وظيفة ومسؤولية  دور الاحداث التي تحمل اسم الرعاية والتأهيل.
 
 برنامج عمل دار رعاية وتأهيل احداث الرصيفة من عمر 16 الى 18 عاما، كما يعرضه مدير الدار صقر المعايطة ، يبدأ منذ استقبال الدارميزة وخصوصي للحدث حيث تباشر معه رزمة من  البرامج التي تتعلق بتقويم السلوك لمختلف الجنح التي يرتكبها الاحداث، وبنهج "التخصص"  الذي يضمن الجدوى والفاعلية.
 
 تظهر ميزة التخصص في علاج وإعادة  تأهيل الاحداث الجانحين ، في  المجالات الدقيقة مثل الادمان على المخدرات  وما يتصل بها  من تعاطي وحيازة وترويج ، باعتبارها قضايا تتصل ا بالسلوك الانساني والقدرة على التنبؤ به وتكييف برامج النصح والارشاد لتقويمه.
 
 وفي ذلك  قصص من داخل دار رعاية وتأهيل احداث الرصيفة، تستحق المطالعة: 
 
(أ ، ع ، م ، ثلاثة  احداث جمعتهم جنح التعاطي والحيازة ولم يكونوا على معرفة ببعضهم البعض من قبل .فأماكن سكناهم تتوزع بين شمال عمان العاصمة وشرقها ومدينة الزرقاء. مكثوا في دار احداث الرصيفة بين 4 الى 6 شهور، كان العمل معهم ومع اقرانهم بنفس الجنح شاقا لانه يتعلق بتغيير مفاهيم وافكار وسلوك بشري وهي مهمة  يصفها المعايطة بأنها  ذات اختصاص  وظيفي بدرجة عالية   
 
 لكن  ما  يشجع في العمل مع الاحداث، هو التجاوب الذي يبديه البعض. نسبة التجاوب للتغيير تختلف من حدث الى اخر. هناك من يبدي استجابة واهتماما ملموسا للبرامج، في مقابل من يبدي اهتاما متوسطا، واخرين لا يلقون بالا.  هذه هي طبيعة النفس البشرية التي ترفض التغيير اذا كان لا يناسبها، بغض النظر عن الخطأ والصواب. لكن القاعدة العلمية تقول أنه ، ومع كل الفئات ، يتوجب المتابعة المنهجية  مع تركيز فردي اكبر على  الفئة المهتمة كثيرا ببرامج تعديل السلوك اضافة الى التركيز الجمعي، وهذا ما جرى مع (أ ، ع ، م).
 
هؤلاء الاحداث الثلاثة جمعتهم ظروف متشابة الى حد كبير اوقعتهم في شباك المخدرات، استقرت بهم في نهاية المطاف في دار رعاية وتأهيل الاحداث/ الرصيفة، فهم جميعا كانوا ضحايا التغرير بهم من قبل اصدقاء السوء ولم تكن لهم تجارب سابقة في التعاطي او الحيازة لكن التأثير الكبير الذي يتمتع به من وقع في مستنقع المخدرات قادر على جرف غيرهم الى هذا الطريق  الذي يتضمن أشخاصا يريدون في المحصلة النهائية زبائن جدد لترويج بضاعتهم وتحقيق مزيد من المكاسب السوداء الآثمة.
 
التغريربهؤلاء الاحداث الثلاثة ، بدأ من خلال الاستدراج وفنون استغلال الظروف من قبل المروجين واللسان المعسول الذي يقطر سما، من  اصدقاء سوء محترفين . وكانت الكلمة الاولى " جرب هذه الحبة، او هذه السيجارة، ستمنحك جوا تنسى به كل همومك وتجعلك سلطانا لزمانك وتبعث بك السرور والبهجة، تنسيك كل شيء يسبب لك التعاسة، وتفتح لك ابوابا جديدة وتعطيك قوة شخصية بحيث لا تخشى احداً.
 
بمثل هذه العبارات السامة بدأ التغرير بـ (أ ، ع ، م)  الى ان وقعوا في قبضة الامن وكان هذا انتشالا لهم من المستنق، حسب وصفهم لأنفسهم وما جرى معهم.
 
الجديد في موضوع رعاية الاحداث الجانحين والمتابعة اللاحقة، والنهج الحديث الذي تعمل عليه وزارة التنمية الاجتماعية مع الشركاء الاستراتيجيين، وينفذ  من قبل المشرفين الاجتماعيين، كما يقول مدير الدار صقر المعايطة،  هو برامج التوعية التي يؤكد المعايطة  انها بدأت تؤتي أُكلها بشكل متنام.. المهم  أن تكون البداية سليمة منهجيا مع  الحرص على المتابعة عن كثب  وديمومة التقييم لتجاوز العقبات والسلبيات وتعزيز الايجابيات.
 
 ويخلص المعايطة  الى أن تجربة  الأحداث الثلاثة (أ ، ع، م) في دار رعاية وتأهيل الاحداث/ الرصيفة،   تشكل  قصة نجاح  في كفاءة النهج الجديد الذي اعتمده الاشراف الاجتماعي  وشركاؤه الاستراتيحيون . وفي ضمان سرعة عودتهم للحياة الصحية والاجتماعية المعافة. فقد غادر الاحداث الثلاثة دار الرعاية ، قبل ثلاثة شهور، مواطنين صالحين  ولديهم قصة نجاح متبادل تشحنهم بطاقة وعي مضاعفة


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد