الكوميديا السوداء

mainThumb

31-10-2019 10:38 AM

 قبل عامين تقريبا وفي شهر كانون اول لعام 2017 شهدت مجموعة شابة من هواة الفن يقدمون مسرحية على قصر رام الله الثقافي بعنوان زمن الخيول البيضاء للاديب المبدع ابراهيم نصر الله ويومها كنت في زيارة لفلسطين واتيحت لي الفرصة لمشاهدة المسرحية وكتبت في تلك اللية ان الذين يستشهدون على حاجز قلندية صباحا ويلعبون كرة القدم عصرا ويقدمون المسرحيات مساء ويقطفون ثمار الزيتون في الوقت المستقطع يعشقون الحياة والسلام وجذورهم ضاربة في الارض عمق التاريخ والزيتون باغصان تعانق السماء لن يموتوا .

واليوم حضرت مسرحية لنفس الفرقة التي ايقنت انها اكبر من محترفة الا من الاموال التي لا تجد الطريق اليها فالدعم يسير والحضور مجاني، ولكن المخرج فتحي عبد الرحمن كان له راي اخر حين وظف قدرات هذة المجموعة الشابة في تصوير معاناة رحلة اهل القدس وزائريها من خلال حواجز القهر والموت وحاجز قلنديا نموذجا، وقد ابدعت الفرقة في الأداء الذي غلفته كوميديا تشخوف السوداء  حيث كان حوار  رشاد (الفنان محمد عودة) مع رسمية(الفنانة لارا نصار) وبقية الفريق صاخبا على  حاجز قلندية رايح جاي مع صمت الحضور  حتى اللحظة الاخيرة تاكيدا  بان المسرحية تمثل واقع الحال والذي يعانيه أعضاء الفرقة مع جموع اهل القدس وقراها المجاورة خلال رحلة العذاب اليومية كطريق الالام 

ولم تكن  تمثلية بل اعادة للمشهد اليومي الحقيقي  في كوميدية سوداء سواد الليل، ولكنهم يرون الضوء في نهاية النفق بان الجدار والحواجز اقترب زوالها ولا ادل على ذلك ما  رسمه الفنانون من كل أنحاء العالم على الجدار عند قبة راحيل في الطريق إلى بيت لحم والذي ادى إلى انهيار جدار برلين بذات الريشة والفنانين انفسهم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد