الواقع الجيوسياسي في المنطقه يفرض ضغوطا متصاعده على الاردن

mainThumb

17-01-2020 07:44 PM

في الوقت الذي تشير فيه ملامح  تحركات القوة الدوليه في المنطقه إلى محاولات التهدئه في الملف العراقي والملف الليبي، يبدو أن البيئه الجيوسياسيه العامه لاتزال تفتقر إلى النضوج الكامل كمؤشر تهدئه واضح الأمر الذي ينذر باشتعال وانشغال الاقليم  في أزمات قد تتطور.

فاذا ما نظرنا إلى الوضع العراقي نجد الأوضاع الداخليه تتصاعد بالتزامن مع تصعيد أمريكي _ إيراني لم تتضح فيه ملامح التهدئه لغاية الآن لان الطرفين يحاولان الحصول على مكاسب من افتعال أزمات في الاقليم، فالطرف الإيراني يحاول تحسين وضعه التفاوضي في مفاوضات 5+1 وفك العزله التي أرهقت الاقتصاد الإيراني ولو جزئيا، في حين تسعى واشنطن لاجبار طهران على الحد من نفوذها في المنطقه وكسر شوكة وكلائها وعلى رأسهم حزب الله، بينما اذا اتجهنا غربا نجد الملف الليبي رغم جهود التهدئه الاوروبيه والروسيه أصبح مدار خلاف ليس فقط بين أطراف الصراع الليبي بل تطور المشهد في محاولة من داعمي أطراف الصراع فرض شروطهم التفاوضيه وترتيب حل يتناسب مع مقاس الداعمين فتشكلت بيئة استراتيجيه جديده ضمت ائتلافا روسيا _ تركيا وائتلاف اخر اوروبي يحاول كلا منهم تأمين مصالحه على حساب الملف الليبي، وبالاتجاه إلى أقصى الجنوب العربي نجد الملف اليمني مغيب ولو بشكل مؤقت لحين التفرغ من ملفات أشد حساسيه، ويبقى الملف الإيراني بتشابكاته المعقده نتيجه ارتباطاته الإقليميه ونتيجة البراغماتيه الايرانيه وعمق النظام السياسي والعسكري الايراني هو الأكثر تعقيدا، الملف السوري لايزال الحاضر الاقوى في المشهد الجيواستراتيجي العربي لانه لغاية اللحظة لايوجد حل مرضي لجميع الأطراف والتي وقفت مع أو ضد نظام الأسد والتي تريد وتصر على الحصول على مكاسب كثمن لمشاركتها في الازمه السوريه، بينما لم يتضح لغاية الآن مالآلآت الأوضاع في لبنان يبقى الموقف اللبناني الرسمي ضعيفا بسبب الانهاك الاقتصادي والاجتماعي الذي تعيشه لبنان، بين هذا وذاك تعيش الاردن حاله اقتصاديه صعبه في واقع جغرافي ملتهب واقليم تعصف فيه الازمات ودول تسيطر فيها المليشيات وفيها حالة انفلات امني تشترك بحدود جغرافيه طويله مع الاردن الذي يصر على تجاوز كل أزمات الجوار باتباع سياسة النئ بالنفس عنها دون الانخراط والانجرار وراء ضغوط دوليه واقليميه ويبقى الاردن لغاية اللحظة الحاضر الاقوى في الثبات الداخلي وتثبت الأمن وضبط حدوده الجغرافيه دون الانجرار وراء تحديات داخليه وتهديدات خارجيه نتيجة لتماسك الجبهة الداخليه والسياسات المتزنه التي ابعدت خطر التهديد على الاقل في المدى القريب والمتوسط حيث  لاتوحي المؤشرات على إنذار خارجي يتهدد الوطن ان بقينا بعيدين. 

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد