عندما يبتعد مجلس النواب عن التشريع ..

mainThumb

02-02-2020 06:05 PM

في الوقت الذي ينظر فيه لمجلس النواب على أنه الواجهة التشريعيه والاستراتيجيه للأمة ويراد منه أن يكون بفكر استراتيجي وبعقليه ذات وتيره مرتفعه بالتفكير في قضايا تهم الاستراتيجيه العامه للدولة الاردنيه وتحاكي مستويات تشريعيه، نرى مستوى خطاب لايتجاوز كونه مناكفه للدولة ارتفعت ذروتها في الربع الاخير من عمر المجلس مع اقتراب العد التنازلي لانتهاء دورته الاخيره، وهذه المناكفه هي كلمة حق اريد بها باطل من باب كسب عاطفة الشارع وليس عقل الشارع لضمان الاستمرارية، نرى استنكار وشجب ومنع وحجب يصل لمستوى الشتم لعناصر إدارة الدولة في مستواها الحكومي، فهل الشتم والذم أصبحت وسيلة خطابيه يتسلل من خلالها مشرعوا واستراتيجيوا الدولة لكسب رأي الشارع وضمان الاستمرار للدورة القادمه، خاطبوا الناس في عقولها وليس بعواطفها ان أردتم الإقناع والاستمرار في برستيج الحياه البرلمانية خاصتكم. 
 
حيث ضمن الدستور الأردني شكل المجلس وحدد واجباته التشريعيه والدستوريه والاستراتيجيه وافرز عناصر قوة المجلس من خلال حرية الخطاب والنقاش ولم ينص الدستور على أحداث تحول في واجبات مجلس الأمة والشعب إلى واجب خدماتي ولم يعنى الدستور بالعاطفه وانما بالعقل.
 
بات المجلس ينأى بنفسه عن نقاش استراتيجي بمستوى صفقة القرن، وحساب تكاليف الربح والخسارة الاستراتيجيه لها وتحديد شكل ومستوى العلاقات الاستراتيجيه الخارجيه للدولة لينزل لمستوى خدماتي بحت هو أقرب مايكون واجب البلديات حسب الدستور الأردني، نطالع اخبار المجلس فنراه قد فاق من سباته بعد اعلان صفقة القرن بستة ايام ليعقد جلسته التشاورية لمناقشة الصفقة والغريب انه بذات الجلسه يناقش مواضيع أخرى تتعلق بالشراكة بين القطاع العام والخاص وقانون التقاعد المدني، فاذا كانت قضية محوريه في تاريخ الدولة الاردنيه لايتم عقد جلسة فوريه لها ويفرد لها جلسه خاصه وحساب الأرقام فيها بالورقه والقلم ودراستها بشكل مفصل ودقيق ووضع استنتاجات ورفع توصيات لصناع القرار اذا ماهو الشئ المحوري في نظر وعقلية المجلس الذي يمكن مناقشته، هذا التحول الغريب ليس بجديد لكن الجديد هو مايجب الوقوف عليه من أسباب الضعف الكامنه وراء هذا الخطاب البرلماني، فالخطأ يكمن ليس في النواب فحسب بل من طرفي المعادله النائب والناخب .
 
فالنائب يعتبر وجوده تحت القبه برستيج والناخب يعتبر الأدلاء بصوته خدمة قد ينتزعها عند الحاجه  للنائب، لا هذا ولا ذاك انجح تطلعات وتوجهات ينادي بها جلالة الملك في كل مناسبة بإنتقاء الأفضل وفرز مافيه مصلحة الوطن والمواطن، اما فيما يتعلق بالقادم فقد بدأنا نلمس الحركة الخجوله للمرشحين الجدد مستغلين المناسبات العامة وفي اغلبهم تشير تحركاتهم إلى اننا مازلنا في مرحلة جس النبض واستشراق التوجهات العامه، لكن من خلال هذه الحركة الخجولة يبرز شيء ملفت للانتباه بان العنصر الشبابي يتحرك بشكل مكوكي واضح على حساب تيار المخضرمين وهو مايشجع على أن الملامح العامه للمجلس القادم قد تكون مختلفه ان بقيت او ابقيت حركة الوجوه الشابه كما هي وبنشاطها دون المساس بها او طمس معالمها من قبل المنافسين المخضرمين، بقي لنا أن نقول اننا باتجاه مرحلة حساسه قد بدأت تجتمع فيها أكثر من قضيه استراتيجيه فقد التقى إقرار صفقة القرن مع مرحلة الاعداد لفترة برلمانية جديده مع واقع إقليمي محيط متدهور مع قضايا دولية وتكتلات إقليميه واصطفافات ايدولوجيه وسييولوجيه مع حالة اقتصاديه صعبه وتقاليد واعراف اجتماعيه بدأت تتكسر ويبرز بدلا منها مفاهيم وتصرفات غريبه عن مجتمعنا، كل ذلك بحاجة إلى ضبط بوصلة النائب والناخب بما يخدم الدولة ويحافظ على مرتكزاتها ويساعد في صنع القرار بالتشارك وليس بخلق حالات إثبات الذات لضمان الاستمرار.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد