عرب في ووهان يتطوعون لمحاربة فيروس كورونا المميت

mainThumb

08-02-2020 08:52 PM

السوسنة -  تقدم أكثر من ثلاثين عربيا يعيش في مدينة ووهان، حاضرة مقاطعة هوبي وسط الصين، مركز تفشي فيروس كورونا الجديد، بطلبات للمشاركة في الأعمال التطوعية لمكافحة الوباء، مؤكدين أنهم يريدون رد الجميل للشعب الصيني.

 
وأعلنت السلطات الصحية اليوم السبت أن فيروس كورونا الجديد أصاب أكثر من 34 ألفا وخمسمئة شخص (خارج هونغ كونغ ومكاو) توفي منهم 722 شخصا.
 
 
وأطلق الفلسطيني علي الوعري دعوة تطوعية على منصة تطبيق "ويتشات" الصيني الشهير للتواصل أعرب فيه عن رغبته بالتطوع في أعمال وجهود المدينة بمكافحة تفشي كورونا، لتتوالى بعدها طلبات قدمها 33 شخصا خلال يومين، ويواصل العدد ارتفاعه، وفق تقرير وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) اليوم.
 
مجموعة
 
أنشأ الوعري، وهو طبيب متخصص في جراحة الصدر ويتقن الصينية، مجموعة على تطبيق "ويتشات" لترجمة الأخبار الرسمية المتعلقة بهذا الفيروس، وخاصة التدابير المتخذة في ووهان، إلى العربية، لمساعدة أصدقائه العرب في ووهان في البداية، لتتوالى بعد ذلك مشاركات الأصدقاء الذين بلغ عددهم 484 عضوا حتى الآن، معظمهم من العرب الذين يعيشون في ووهان.
 
وقال الطبيب "أثق بأننا سنحقق النجاح في مكافحة الوباء، ولكن بعض الطلبة الوافدين يشعرون بالخوف لأنهم شباب بعمر 18 أو 19عاما فقط، ويجب علي رعايتهم مثل أخيهم الكبير بالرغم من الرعاية الكبيرة التي توفرها لهم الجامعات هنا".
 
ويمارس الوعري في مجموعة ويتشات هذه كل يوم أدوارا متعددة كمترجم وطبيب و"أخ كبير" بل الذين يتلقون مساعدة منه يريدون مساعدة آخرين حاليا.
 
وحول ذلك، قال محمد الخطيب (من فلسطين) إن أهله أيدوه وشجعوه على القيام بالعمل التطوعي في ووهان، معربا أن مكافحة الوباء قضية تحتاج الوقت فقط لضمان حلها وتجاوزها بشكل تام. وأضاف "لا بد علينا من الاستمرار في بذل أقصى جهودنا وألا نستسلم أبدا".
 
حزن
 
أما محمد أسعد -الذي جاء إلى الصين قادما من مصر قبل ستة أشهر- قال إنه حظي بترحيب دافئ ودعم قوي خلال تلك الفترة، لكنه شعر بالحزن عندما بدأت هذه المدينة الملونة في مواجهة هذه الصعوبة.
 
وأضاف "حان الوقت لأرد الجميل للناس الذين نحتفظ بأعمالهم وتعاملهم الطيب في قلوبنا. ولذلك سأقوم بالعمل التطوعي لتقديم يد العون والدعم للأصدقاء الصينيين في مكافحة الوباء."
 
وقال أسعد "لقد تأثر أهلي ببعض المعلومات المتحيزة والمبالغ فيها في وسائل التواصل الاجتماعي، لكن بعد أن أكدت وشرحت لهم الوضع الحقيقي، سارعوا لتأييد عملي التطوعي مع وعدي بالاعتناء بنفسي".
 
وبدوره، قال الشاب اليمني فهد الطويلي، وهو طالب ماجستير بجامعة الصين لعلوم الأرض في ووهان "سجلت في هذا العمل لكي أرد الجميل للشعب الصيني الطيب. لما لمسته من طيبة قلوبهم وتعاملهم الراقي معي خلال العمل".
 
وبالإضافة إلى تسجيل أسماء الذين يريدون القيام بالعمل التطوعي لمكافحة الوباء، تدار مجموعة "ويتشات" بشكل عادي حيث ينشر الوعري النقاط الهامة للوقاية من الوباء مثل الأساليب الصحيحة لغسل اليد ولبس الكمامة والتطهير وغيرها.
 
ونبه الوعري في المجموعة بأن الناس يتعرضون للإنفلونزا أكثر في الشتاء. واقترح على من يعانون من أعراض عدوى الجهاز التنفسي العلوي مراقبة أنفسهم يومين قبل ذهابهم إلى المستشفى لتجنب الوباء. وخلال هذه الفترة، راقب هذا الطبيب درجات حرارة أجسامهم والأعراض المرافقة لديهم. وإذا كان من الضروري أن يذهبوا إلى المستشفى فهو يساعدهم أيضا.
 
واستطرد "في الوقت الحالي، تذهب عائلتي إلى السوبرماركت للشراء مرة واحدة في الأسبوع، ولا يوجد نقص في المواد الغذائية والملابس. أوصي الأصدقاء أيضا بالحد من النشاطات غير الضرورية".
 
فترة السارس
 
عاش الوعري في الصين فترة السارس عام 2003، وهو يؤمن بقدرة الحكومة الصينية أيضا على السيطرة ومكافحة انتشار الوباء هذه المرة.
 
وعاد ليقول "أولا، أنا طبيب، وثانيا أفهم العربية والصينية والإنجليزية. يمكنني المساعدة في علاج المرضى أو تسجيل المعلومات أو نقل الأشياء.. يمكنني القيام بالكثير من الأشياء."
 
ونيابة عن الأصدقاء الذين أرادوا التطوع، قدم الوعري طلبا إلى مكتب الشؤون الخارجية لحكومة مدينة ووهان مساء يوم 6 فبراير/شباط الجاري.
 
وشكر العامل المختص بالمكتب الطبيبَ وأصدقاءه أثناء تسجيل المعلومات، فما كان من الوعري إلا الرد "لا داعي للشكر، فلقد أعطتني الصين الكثير من الأشياء، أنا فقط أفعل ما ينبغي علي فعله. نحن نعيش في ووهان ونحب ووهان".
 
وقبل أيام سجل الطبيب اليمني عمار البعداني مقطع فيديو مدته 15 ثانية بالعربية والإنجليزية والصينية لتقديم الإرشادات الطبية المثالية التي شملت ضرورة البقاء في البيت لتوقي الإصابة بفيروس كورونا، وهو ما حظي بترحيب كبير ومشاركة واسعة من قبل الأجانب المقيمين هناك والسلطات المحلية بمدينة ييوو التي يقطنها.
 
وقال في الفيديو "قد صبرتم في البيت بضعة أيام، أعرف أن ذلك مملّ جدا، ولكن المختصين ينبهون ألا خروج من البيت هذه الأيام. طالما بالبيت طعام يكفي فلن نخرج مطلقا."
 
ويعيش البعداني منذ ما يربو على عشرين عاما بالصين التي قدم إليها أول مرة لدراسة الطب عام 1996، وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة تشجيانغ. ويعمل في مستشفى تشوتشو بمدينة ييوو بمقاطعة تشجيانغ شرقي البلاد منذ عام 2017.
 
وقال الطبيب اليمني إنه ما برح يستقبل العديد من الاستفسارات، عبر الهاتف ومن خلال تطبيق ويتشات، بشأن كيفية تجنب الالتهاب الرئوي الناجم عن كورونا، مشيرا إلى أن من بين السائلين طلبة وافدين في تشجيانغ وأيضا أجانب يقيمون في مقاطعة هوبي الأكثر تضررا بالوباء.
 
ولفت إلى أن الخوف من الفيروس يأتي إلى حد كبير من الجهل، مضيفا أن عدم المعرفة وحاجز اللغة يعززان الخوف والقلق للأجانب المقيمين حيال تفشي الوباء، مضيفا "مهمتي تعريفهم بالوباء بشكل صحيح وتعليمهم الوسائل الصحيحة لحمايتهم ومنع العدوى وتخفيف الضغوط النفسية وتعزيز ثقتهم".
 
اقرا ايضا : السعودية .. طعن فتاة بعد محاولة اغتصابها في مكة !



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد